Thursday, December 19, 2013

و أكره ذلك..



الوجعُ لا يوجعُ،
ما يوجعُ،
ضيق خطوته،
و استحسانه قلوبنا كملجأ دائم،
ما يوجع، 
ليست الغربةُ في ذاتها، 
بل إحكامُ أبواب الهرب منها، 
ما يوجع، 
ليس التيه في ذاته، 
بل انفتاح الطرق جميعها 
على اللا شيء.

بعيدا عن  سخف المجازاتِ، 
كلها، 
أنا لا أريدُ البوح، 
بعيدا عن وجعِ المجازاتِ
كلها
أريدك هنا الآن..
و أكره ذلك
\



Sunday, December 15, 2013

خلق




كل الوجوه التي رسمتها، تطاردني الآن، أو ربما تراقبني، أتجنب النظر في عيونهم، حتى أني نزعت الكثير منهم عن الحوائط، فكرت في تمزيق بعضهم و لكني لم أستطع؛ لأني خلقتهم فإن ذلك لا يعطيني القدرة على التخلص منهم، ثم خلودٌ ما يقترن بخروج أي شيءٍ من عدمه، و لأني خلقتهم أيضًا فإن ذلك لا ينفي كل الرعب الذي يلقونه في قلبي الآن. كيف يتعامل الله معنا و قد تقابلنا معه في خلوده، غير أنا نخلد فقد فيما يريد لنا و يخلد فيما يليق به؟ 

صورة أبي كانت أكثرهم رعبا لي، غير أن ذلك اقترن أيضًا مع غيابه التام عن رؤاي، ماذا أفعل أنا هنا في هذا العالم، الذي لم يخبرني عنه شيئا، غير أن أجرب، ثم أسقط، ثم أعيد كل شيءٍ؟ ماذا أفعل غير أن أروض التيه ككائن أليف إذ أني فشلت تماما في التخلص منه؟ ماذا أفعل بكل ما ترك لي من الفقدِ و الرعب من كل ذلك؟ أحدهم.. يعاقب المكسور على كسره، ثم ينظر للهاويةِ و يبتسم.

لمرةٍ أولى.. أستطيع لومَ الجميع.. الجميع على كل شيءٍ، ثم لا أشعر بالذنب.
\


Saturday, December 14, 2013

صلاة



رأسي فارغٌ كحيرةٍ
ثقيلٌ كـ ادِّعاء
و منتفخٌ.. 
كـ رغبةٍ في البوح

عالقون نحنُ على أعطال ظلالنا الكافرة، أيّ مبررٍ يلزمُ لظلٍّ كي يلقي في طريق صاحبهِ كلَّ تعجُّبٍ صَحِبَ التصاق الخطى.. ثم يكفرَ بالطريق؟ نقول.. "ظلٌّ أخيرٌ ثم أعود لمقعدٍ فارغٍ في الرأسِ أعدّ ما تبقى دون كسرٍ، أشاهد فيلما عن الموتى، أسبّ الغيب ثم أتوب"؛ يضيق الصدر تدريجيا لصالح المجاز، ننتفخُ، ننتفخُ كسحابةٍ من رصاص، ثَمَّ نكتشف رداءة التشبيهِ.. ثم نصلي للبراح.

قلبي فارغٌ كـ ادِّعاء
ثقيلٌ.. كـ حيرةٍ
و منتفخٌ
كـ رغبةٍ في البوح
\



Wednesday, December 11, 2013

Grisaille era



ثَمّة كائنات غريبة تتحرك في فراغ الغرفة الآن، 
أو ربما في فراغ رأسي فقط،
ثمة أصوات غريبة تتردد في فراغ الغرفة الآن، 
أو ربما في فراغ رأسي فقط.

تلات ساعات ف الضلمة و الأرق و الصداع الغريب، آخر نفس ف آخر سيجارة بعد شهرين من غير دخان/ الدخان في الضلمة/ تلات ايام من غير يوجا كانوا كفاية ان معدتي ترجع لعصبيتها و يرجع ألم المعدة العظيم، و يمكن كمان كفاية يرجعوني لحالة اكتئاب بعد اربع شهور من غير اكتئاب/ "خليكي مستغربة كده لحد ما تموتي"/ في وقت ما سمعت واحدة بتقول لصاحبتها كده: "مية عام من العزلة ده كتاب يقرف، كله لغة عربية فصحى غريبة مفهمتش منه و لا أي حاجة، ملوش أي تلاتين لزمة، مقدرتش اكمل اكتر من خمسين صفحة، بس ابتديت عزازيل و حلوة قوي"/ القدرة على الحكي موهبة/ سأختبىء في فصحاي و أنام هانئةً.



Thursday, December 5, 2013



لا يرون أبعد من ثقوب أرواحهم
معبئون بالوجعِ و الموتِ، 
كيف تمتلئ الذاكرة بغير عبارات صدئةٍ 
و محاولاتٍ قصيرةٍ كافرة؟
لهم أوجاعهم
و لنا مزاجاتنا المتقلبة 
و سكاكين المدارات المتكسرة،
و للأنبياء
سر الخلقِ
و تصلب الهواء.
\


Wednesday, December 4, 2013

لا يليق إلا بضجري



ماذا علينا الآن
و قد قصصنا أطرافنا فجأةً و انتظرنا الفراغ؟
و ماذا أفعل بكل هذا الضجر؟

لا شيء هنا يستدعي الغضب، سيئة أنا جدا في تحمل المعارك الطويلة على أشياء لا أصدقها أصلا، ثم إني لا أصدق شيئا على الإطلاق، أفضل دائما أن أقطع الخيط الأخير الذي يربطني بمعركةٍ لا أنتمي لها لأسقط في فراغٍ أخر، هكذا.. إلى انتهاء اللا تصديق ذاته.

على جانبٍ 
من الكفرِ، 
الادعاءات مفيدة جدا، 
لمن يجيدها.

البدايةُ.. 
اللهُ.. مصابٌ بضجرٍ إلاهيّ، -هذا لا يليق إلا بضجري، و لكن- تجسد -الضجرُ- كمحاولةٍ لتمرير الوقتِ، في هذا الخلق،
الحياةُ.. مصابةٌ، مثلي، بعصبيةِ المعدة، و التقلبات المزاجية الحادة،
على رسمٍ بياني كبيرٍ لخطة انتحارها، نقاطُ تفجير كثيرة،
نحنُ.. معدات هذه المحاولة الفاشلة، فاشلون بالضرورةِ، و مفرطون في الكسل،
الله.. يفكر كيف يعيد المشهد بما يلائم قداسة الرؤية، 
هنا.. 
أنا غاضبةٌ جدا، 
و أحاولُ تبرير غيابِك، 
بعدم قدرتي على الحكي.
\


Monday, December 2, 2013

كروية/ قدرية



و نحنُ متعبون..

كصرخةٍ كنا
مؤجَّلين لبراحٍ و عزلة،
معبئين بأرواحٍ كاذبةٍ
لئلا تضمر أطرافنا تماما،
لئلا تنعجن رئاتنا بالوجع
و الصمت؛
كبرنا..
كم كبرنا،
و الطريق إلى الكلام بعيدة

لم يعلمونا لغةَ الله حين كنا فارغين من الضجر، وزَّعنا رؤانا على المصدقين لكونهم، و شاهدنا، كغرباء، كأنا غيرنا، ثم أيضًا.. لم نصدق.

يقف كل شيءٍ على حافة القلب،
روحي كهاويةٍ،
و صوتك قفزةٌ سريعةٌ فيها؛

أستيقظ من الحلم المتكرر بالسقوط، أشرب قليلا من الماء و أجلس في الظلامِ طويلا.. لماذا لا ينتهي شيءٌ تماما؟ رصيدي من اللامبالاةِ و القسوةِ أكبر من قدرتي على استدعاء الجوانب الشعورية لحدث واحد، كل شيء بارد تماما/ صامت/ و ميت، ذاكرتي كلها.. صحراء؛ الرغبة في التذكر أقسى من الحدث ذاته، ثم.. العطش أقسى من الرغبةِ في التذكر، ثم.. 
يصبّ كل شيء قسوته عليّ.. 
و يرحل
\


Thursday, October 31, 2013

أشباح في الأطر الفارغة



لا أشباح في الليل سوى الغربةِ، تستبدلُ القلب تدريجيا بمخلوقٍ أسود، ضبابيٍّ، موحِشٍ، و وحشيّ؛ الجدران القريبة و الباردة، القريبة بما لا يسمح لنفسٍ واحد بالمرور، القريبة حد الإطباقِ على عظام الصدر.

ثم كائنٌ هنا في هذه الغرفةِ ابتلع خمسا و عشرين عاما دون أن أدري، و دون أن يكبر لأتيقن من حضوره التام، اليوم، اليوم فقط كنت أبحث عنه في كل هذه الأكوام من الألوان و الكتبِ و القسوةِ و الأقلامِ و الخوف و الأطر الفارغةِ و الوجعِ و المسافات و المحاولات المؤجلةِ و الوحشة و نباح الكلاب في الشارعِ و محاولات الاكتمالِ و وجوه الغرباء في محطات المترو و الفشل.. و الفشل.. و الفشل، ثُم لا شيء في كل هذا الخراب، في خمسٍ و عشرينَ عاما أنجزتُ خيبتينِ و صمتٍ، كثير من اللامبالاةِ و القسوة.

كم من الوقتِ يلزمني.. لأدرك الوقت؟
كم من الأشباح يلزم.. لتحويل هذه الغرفة لثقب أسود؟
\


head study









Wednesday, October 30, 2013

... vs ...



ماذا أقول الآن عن التيه؟ عن هذا الكائن غير البشري المقيم في صورتي، كأنه أنا؟
ماذا يعرفُ من اتفقت جيناته مع طريقهِ مع المقيمين حوله، عنا نحن، الملقى بنا هنا دون أن نعرف شيئا، نحنُ، فاقدي أدنى اتفاقٍ بين ما نحن عليه حقيقةً، هذا الذي لا نعرف، و ما نبدو عليه ظاهرا؟

لو أن صورةً ما تقترب من توصيف هذه الإشكالية، لكانت أسطورة الأمير المسحور ضفدعا، هكذا فجأةً عليك أن تمارس حياتك ظاهرا كضفدع، في حين أنك كائن آخر خلف هذا الأخضر اللزج، و لكن بإضافة بعض التعديلات على الأسطورة لتوافق هذا العبث، كأن لا يعرف الضفدع أنه في الأصل بشر، و لا أنه مسحور ليتحول إلى هذه الصورة، ستجد نفسك فجأةً في صورة ضفدع ما، يحمل بداخله روح بشريّ، لا يعرف حقيقتها، و لكنه يحترق ليمزق هذا الأخضر، ربما، مصادفةً، تظهر صورته الأخرى.

في الأسطورة يبحث الضفدع عن أميرة تقبله، ليتمزق عنه هذا الأخضر اللزج، هو يعرف أنه مسحور، هو يعرف من كان قبل أن يصير ضفدعا، هو يعرف كيف يتخلص من كل ذلك.


هنا.. نحن لا نعرف إن كنا مسحورين، نحن لا نعرف كيف كنا قبل هذا، نحنُ لا نعرفُ كيف نتخلص من كل ذلك.

هذا الجسد ضيّقٌ
هذا الجسد ليس أنا
هذا الذي يعيش داخل الجسد الذي لا أعرف، لا أعرفه أيضًا
أنا لا أعرف أي شيءٍ
أنا تائهةٌ تماما، 
و أوقنُ.. أني لست أنا
\


Tuesday, October 22, 2013

Metaphor



المشهدُ، كما يشاهدهُ عابرٌ لا يهتم بالأمر أصلا:
أحدهم، يسير على طريقٍ لا يعرفه، تائه تماما، لا يكترث بكل الإشارات التي تمر عليه إذ أنه لا يجيد لغة المكانِ أصلا؛ أحدهم -ذاته- تتساقط من قلبِه، تباعا، أنفاسٌ مخزّنةٌ، أشخاصٌ، كلُّ الأشخاصِ، ذاكرةٌ، دمٌ، أقلامُ رصاصٍ و رسالاتٌ فارغة، و لكنه لا يلتفت لشيءٍ من كل ذلك.

للمشاهد، سيبدو هذا الـ "أحدهم" كمجذوبٍ، غبيّ، أو كتقديرٍ ألطف، كمجذوبٍ جاهل.

لـ "أحدهم"، هو يمارس التخفف، خشية التصاقه بما لا يعرف، هو يعرفُ أن الجاذبيةَ لن تضع قوانين جديدةً للملتصقينَ، تحاسبهم، منفردين، على ثقَلهم، و هو ثقيلٌ بما يكفي، ليعرف أن عدم الاكتراث أقل ألما، من ثقل التصاقٍ لن تراه الجاذبية كما يراه؛ أو كتقديرٍ أكثر درامية و وجع، "أحدهم" فرغ كأسه تماما، و لم يسكر، الآن يشرب نزفَ قلبِه، بانتشاءٍ مكتمل، و سعادةٍ مبرحة.

*هامش:
صرتُ أرتعبُ لفكرة عدم اكتراثي بشيء، أي شيء، كيف وصلت هنا، أنا المصابةُ بفوبيا الغيابِ و الفقد؟


Monday, October 21, 2013

معادلة درجة أولى



دعنا نعترف الآن أن الوقتَ لا يمر بهذه البساطة التي نراقب بها ضجرنا منتظرينَ، بأيدٍ فارغةٍ، الحدث الكبير الذي يخبئه لنا الغيبُ كمكافأة انتظارنا الطويل، مستبعدينَ احتماليةَ الخذلانِ من معادلةِ الآن بكل اشتهائنا لغيره؛ هكذا ننزف أنفسنا بطريقةٍ درامية و ربما رومانسية جدا، ناسين أو متناسينَ نضوب كؤوسنا، و قلوبنا، بعد وقتٍ قليلٍ نكتشف الكؤوسَ الفارغة، في نفس اللحظة التي نكتشف فيها أيضًا أن الجميعَ قد غادروا، بهدفٍ أو بلا، بوجهةٍ أو بلا، نحنُ فقطُ، نتقن انتظارنا، و نشرب أعيننا، التي تسيلُ من ضيق الجهاتِ، بدلا من انتظارٍ فارغٍ، بعد فتراتٍ طويلةٍ من نكرانِ فشلنا في التقييمِ، و استنكار نسيان الغيبِ لنا، كما نريد،
سيفرغ المكان تماما، 
سنشربنا حتى نفنى، 
سنشربنا، 
نخب خيبةٍ كبيرةٍ 
و خذلانٍ مقنَّع
\


Friday, October 18, 2013

Copying Bouguereau




*هذا سيء،  و لكني أريدُ أن أريدَ أن يرسمني أحدهم، ثم أجد من يفعل.

Monday, October 14, 2013

Turkish march




هذا التكرار لو أفاد فلن يكون أكثر من أني مت قبل هذا، أنا لستُ هنا أصلا.

قلت قبل الآن أن الصوت لا يمر على أذني، بل يصطدم بقلبي مباشرة، هكذا كانت موسيقا موتسارت التي لم أكن أعرفها حينا و لكني كنتُ على يقين أنها لموتسارت، أستيقظ على موسيقا لا أعرفها آتية من مصدرٍ مجهول، و لكنه هنا في الغرفة، يتردد عاليا، و لأني أعرف و أنا أحلم أني أحلم، اعتقدت أن الأمر كاملا كان مجرد حلم، أعرف أني لو فتحت عيني سينتهي كل شيء، أبقيت عيني مغلقة لئلا تتوقف الموسيقا، و لكن حقيقية الأمر نفت عن رأسي فكرة الحلم، أنا لا أحلم، هذا حقيقي تماما، الموسيقا هنا، في الغرفة، و فعلا لم تتوقف بعد أن فتحت عينيّ، لا مصدر للموسيقا، لا شيء على الإطلاق، تحققت من اللابتوب، الموبايل، لا شيء، فقط موسيقا موتسارت تتحرك في فراغ الغرفةِ كهواءٍ ليس غريبا أبدا أن يكون هنا؛ لم أبحث عن تفسيرات لذلك، فقط اكتفيتُ بكل ما أكسبني الحدثُ من بهجةٍ و اتصال بذلك المطلق الذي يعرفُ كيف يربت على قلبي -حتى لو كنت أعتقد هذا فقط- عندما يكون على وشك الذوبان التام؛ و لكني بحثت بعدها في كل أعمال موتسارت لأتأكد أن الموسيقى فعلا له، و كانت كذلك!

اليوم، كان صوت درويش
(كبرنا، كم كبرنا، و الطريق إلى السماءِ طويلةٌ)
بهذا الأسى و الاتساع الذي يسكن صوته.

صاخبٌ، كل شيءٍ صاخبٌ، كيف أوقف عن رأسي كل هذي الطرق التي لا أعرفها، هذه الأصوات التي تأتيني قسرا، حتى و إن بدت الفكرة جميلةً بحالها المجرد؟ 
السيء، ليس موسيقا موتسارت أو صوت درويش، بل، أن يتسرب إلى رأسك صوت أحدهم، أو رؤيته لك، في وقت ما، ثم تعرف أن المشهد كان حقيقيا تماما!

من قال أني أريد أن أعرف أبعد منِّي؟ صديقي المطلق، أوقن -و نادرا ما أفعل- بحكمتك في كل ذلك، فقط، هبني لغةً تكفي للإحاطة بكل هذا الصخب، و هدِّئ من اصطدام الأصوات -الآتية من حيث لا أعرف- بقلبي.

كبرنا.. كم كبرنا، و اللسان ثقيل و منعقد، 
أريدُ لغةً أوسع..
لغةً.. 
أوسع
\


Thursday, October 10, 2013

كحكمةٍ متأخرة



سنقف في الطريقِ فجأةً
و سنمسك العمر من ذراعه
و نقول بحكمةٍ متأخرة:
"الآن الآن، علينا أن نتسول أنفسنا ممن وزعنا عليهم براحنا،
لم نكن أكثر من باعةٍ متجولين في الباصاتِ و الشوارع المزدحمة"
ننظر في الأرضِ قليلا و نكملُ الطريق مترافقينِ،
بسَكِينةٍ 
غريبةٍ على كل الاحتمالات المتاحةِ حينها.

لسنا سكارى بما يكفي لنمارس الحياة ببداهةِ الأطفال و المجانين، السيارات أبطأ من أن تدرك لحظات صحونا في منتصف الطريق، سنمر، آسفينَ، بسلامٍ، بعد أن أدركنا في لحظةٍ سريعةٍ -تمنينا أن تكون الأخيرةَ- أنه لا جانب آخر للطريق، نحن هنا، في المنتصفِ تماما، بقلبٍ مرتعشٍ و خطوات متكسرة.

كنهايةٍ سعيدةٍ، 
علينا أن نصدق تماما
أن الله/ الهاويةَ/ الجنونَ...
إشارةٌ حمراء
\


Wednesday, October 9, 2013

Born under a bad sign




الاستيقاظ على الصداع النصفي بدلا من آلام المعدة شيءٌ بسيط و رفاهية لم أعتدها، صرتُ أهدأ و أكثر تقبلا لكل شيء، حتى لم أعد أحزن بالطريقة التقليدية لذلك، كيف لا أعتاد هذا الصديق الدائم، كيف لا أحبه، و لا أبتهج لحضوره؟ ربما أصلا لم أعد أعترف بأسباب الحزن جملة واحدة.

قبل الآن كانت الأشياء كبيرةً و ضخمةً و ربما مخيفة، و كان ذلك سببا مقنعا لأبقى بعيدا تجنبا لصدام لن يؤذي غيري، الآن، العالم -كله- أصغر من أن أدخل في صدام معه لأي سبب؛ هذا الوقوفُ، ظاهريا، في منطقة الوسط رغم تطرفي، حقيقةً، في نظرتي لنفس الفكرة التي أقف على مسافة كافية منها لئلا نصطدم، يشبه فرضية أنه لو خمشتني قطةٌ في الطريقِ فلن ألتقط حجرا لأضربها به، هذه الصورة حاضرة بقوة غريبة بداخلي، في حين أني كـ طفلةٍ، ذاكرتها متوقفة تماما عند عمر السابعة، و لا أدرك عمري الحقيقي أصلا، أريد فعلا أن أضربها، أو على الأقل أن أبكي جرحي و ألا أنكر الألم نفسه.

السيء في الأمر أنه بإدراك الوجه الحقيقي لفكرة ما فإنها "تقبح" تماما، تتشوه، و تصغر حتى لا تصير شيئا ذا قيمة و لو ضئيلة، الإدراك يضع المُدرَكَ في صندوقٍ قديم في ركن مهمل من الذاكرة و الشغف، لماذا إذا لا نقبل الوجه الأهدأ و الأجمل للأشياء؟ لماذا نحترق.. لندركَ.. فنفقِد؟

عدت مرةً أخرى لفكرة الخيوط التي تجذبنا و تربطنا لأشياء بعينها، حينها وجدت أني الآن أسقط في فراغٍ لانهائيٍّ، كل الجدران التي أصطدم بها هي أنا، الجاذبية التي تجذبني للأسفل أنا، الخيط الذي يشدني قليلا لأعلى أنا؛ 
أنا حرةٌ تماما
وحيدةٌ تماما
هادئةٌ تماما
زاهدةٌ تماما
ربما..
مِتُّ
\


Thursday, October 3, 2013

تداعيات



* الذي تلصص على لوحتينِ لي في مقابلةِ عملٍ، تبعني فقط ليرمقني بتلك النظرة الحادة المندهشة جدا و يقول "أنتِ غريبةٌ جدا"، لا أعرف كيف كان ينتظر ردي على جملته الخبرية التي أحفظها جيدا، اعتذرتُ منه و رحلت، و بداخلي كثير من الكره له، لم أدرك سببه حتى الآن إذ أني أعرف الجملة جيدا، أحفظها، أسمعها دائما، لكن في ذلك الوقت بالذات لم أكن في حالة تسمح لي بتقبلها للمرة الـ لا أذكر؛ لو رأيته الآن لبصقت في وجهه و أخبرته أن ليس ذنبي أنكم لا ترون أبعد من طول ألسنتكم.

* أنصح الجميعَ، تُجْبَر خطواتهم، يرحلونَ، ثم أشرب خيباتهم على مهلٍ، و بانتشاءٍ تام.

* تجرُّدٌ شبه تامٍّ من الجسد، فقدان لأبعاد الوقتِ و الجاذبيةِ، انتشاءٌ غير مبررٍ، و ابتسامةٌ واسعةٌ لا تصدقُ نفسها، لا قدرة لي على تحريك خطوتي كما أريد، هي تختار طريقها، و تتمه.. أنا سكرى تماما، بلا شيء، ثَمَّ شيءٌ في رأسي لا أفهمه، و كأنها تتحرك في بعد آخر، لا أحب السكر عادةً، أغيب في هذه المدارات رغما عني، التوقف عن القهوةِ لأكثر من عشرة أيام و بلا سبب واضح ردني لمراحل السكر القديمة.

* القلقُ صرصورٌ ضخمٌ جدا، خلف زجاجٍ وهميٍّ يوشك على الاختفاءِ تماما، أنا المصابةُ بفوبيا الحشراتِ أتأملُهُ في فزعٍ لا يسمح حتى بخطوةٍ واحدة.

* أنا حزينةٌ بما يكفي لينفجر جهازي الهضميّ ضحكًا، و لكني أبدو هكذا فقط، هادئةً جدا، فلا تصدقوني.

Monday, September 30, 2013

مصيدة



تدريجيا بيروح سبب المشكلة، و أطرافها، لكن بيفضل الأسى و الوجع زي ما هما، و ساعات بيزيدوا، الذاكرة كدابة و طفلة جدا، يمكن تنسى شكل أي حاجة، توصيفها، حقيقتها، لكن عمرها ما بتنسى طعم الحدث، بتحافظ عليه زي ماهو مهما عدى وقت، و بتستنى أي حافز صغير عشان تستدعي كل اللي حصل، و بما اننا ساعتها بنبقى تقريبا نسينا تفاصيل كتير م اللي حصل فعلا لدرجة ان الحدث بيبقى مشوه تماما، بنبتدي نخلق تفاصيل جديدة، يمكن كمبرر قدام نفسنا عشان منبقاش زعلانين على حاجة مش فاكرينها أصلا، تحوير القصة بالشكل الجديد بيخليها أكثر درامية، بشكل ما أكثر تأثيرا و جمالا كمان، ف بتتحفر ف الذاكرة أكتر بشكلها الجديد، و الوجع بيزيد، احنا بنخلق لنفسنا أسباب كتير قوي عشان نتوجع و نزعل و نحس بالأسى و الاحباط و الخوف و القلق، و رغم اننا احنا نفسنا اللي خالقين كل الافكار دي من شوية صغيرين لكن ف الاخر بنسمحلها تمشينا على مزاجها، و كمان ترسملنا خطاوينا الجاية كلها، بنخلق نار كبيرة قوي، و نجري وراها زي الفراشة اللي بتجري ورا نقطتين نور عشان تشربهم و تموت، و هي مصدقة تماما، نشوة الخلق، و الشجن، و الدراما!


Sunday, September 29, 2013

شواهد


و الآن،
ماذا نحملُ في جيوبنا
غير قصص
أفرطنا في تفريغ كل ما نملك من الدرامية عليها؟
غير عابئين بالنهايات الحزينةِ،
فرِحين
-بطريقةٍ غير مباشرةٍ-
بامتلاكنا لكل هذا الوجع



الموسيقى تبتعد، و الحديثُ عن الهشاشةِ و القلق صار مبتذلا جدا.

الصوتُ لا يمر على أذني، و لا رأسي، بل يصطدم مباشرةً بمساحةٍ في القلبِ، أجهلها، 
في الخلفية.. شتراوس مغرق في ضبابيته، أنتقل مباشرةً لـ "شذى" مارسيل خليفة، أعرف أن هذه الموسيقى مؤرقة و مزعجة بشكل جميل، تذكرني بأشياء لا أعرفها، الذاكرةُ شواهد على الزمن لا أكثر، كدليل أنا مررنا هنا يوما، و أنا ذاكرتي متوقفة تماما منذ عشرين عاما، أنا لا أدرك أني الآن في الخامسة و العشرين، قلبي عجوز جدا، و ذاكرتي طفلة، أنا مصابة بالشيزوفرينيا و بفكرة لن تكون.

أكرهُ الذينَ أحبهم، عمدا، لئلا يوجعني غيابهم، يقترب الغياب بقلبي حد الإطلاق، و كأنه الثابت الوحيد، استجديت الله كثيرا ألا يوجعني بهذه الطريقة، و أخبرته أن للوجع طرق أخرى، كنت أحاول عقد صفقة مع الله، لكن لله حسابات أخرى، لماذا أعرفها، أنا التي أجهل كل شيءٍ هنا.

في الخارج، كل شيءٍ هادئٌ و ثابت جدا، أكوام الورق في كل مكان، لا تفرض حضورها على شيء، لا هواء أبدا لكن البرد حاضر، كأن أحدهم سد مسارات الدم كلها هنا، و اختفى.

أسأل نفسي فجأة "لماذا تبكين الآن؟" أضحك جدا.. و أقول "لا أعرف!".


Monday, September 23, 2013



استبدلتُ قهوتي كلها بالنوم،
حاجتي للهربِ هائلةٌ،
و رأسي عالقةٌ باللا شيء؛
ماذا يفعل المفرطون في رؤاهم
لو أن العالم كله اجتمع فجأةً على تعنيفهم،
لأن عيونهم أكبر من أن يهادنَ خساراتِه المتكررة،
أكبر مما يليق بترابيته، 
و أوسعَ مما يناسب ثوبه المهترىء؟

ماذا نفعلُ، 
نحن، 
غير أنَّا نعجن أطرافنا بالصبرِ و الشكوى؟

رغباتنا متهالكةٌ 
و الخطى إعراض
\


Saturday, September 21, 2013

نبوءة II



أعرفُ أن هذا اليومَ يقترب جدا،
ستذوب قدماي تماما،
أقفُ على قلبي لأستعيدَ طولي قليلا،
و أحافظَ على مستوى الضوءِ الساقطِ على وجهي،
سأنتهي من آخر سيجارة في آخر علبةٍ،
و سأحرق كل ما رسمت، 
كل ما كتبت 
لأعوض غياب الدخانِ 
ضيقَ النفسِ 
و ضبابيةَ الغرفة،
أبتسم ببلاهةٍ شديدةٍ، 
و أستسلمُ.. 
لرطوبةِ الدمِ على الأرض؛
كل هذا، لا ينفي أبدا أني سعيدةٌ تماما..
بهذا الغرق
\


Tuesday, September 17, 2013



بأسىً بالغٍ، و جديَّةٍ تستدعي البكاء، قلتُ لنفسي: "ثم إن هذا الفرك الروحي يمنعني تماما من ممارسةِ الحياة"
أتوقف فجأة و أنظر لي و للجملة من على بعدِ أسبوعٍ واحدٍ فقط، فيقفز قلبي و يسقط متقلبا على الأرضِ ضحكًا، أنا أصلا لم أكن أمارس الحياةَ قبلَ الآن، ربما أيضا لا أعرف كيف يفعلونَ ذلك.

أتعرفُ.. أنا ليسَ لديّ ما أقوله، أبدا لم يكن لديّ ما أقوله، لا أعرفُ كيف يبدأ الآخرون الحوارات الطويلةَ و يحافظونَ عليها دونَ انقطاع، أحب من لا أشعر بِثِقلَ الصمتِ معهم؛ ربما تنتابني رغباتٌ حادةٌ في الثرثرةِ، ليس عن شيءٍ، ربما عنك، إذ أني أجهلُ نفسي تماما، فقط أخبرني عنك ما يزيح غربتي بمساحةٍ متشابهة، هذا الصخب داخلي لا أستطيع تفكيكه لجمل منفصلةٍ و واضحة؛ السؤالُ جهلٌ، و أنا أعرفكَ تماما، ربما لهذا لا يتحدث الله معنا؟ لا أعرف، ربما لو نحيتَ غربتي تماما، يصيبني جن اللغةِ، أخلعُ الظل المحيط و أرتدي سحابةً.. تلائم نحولي و خرسي، أتوقف عن التنظير عن الله و الكون، أتوقف عن الحديث عن قوانين الرياضيات البحتةِ و الفيزياء، أنسى تماما رائحةَ الألوانِ، أنسى حتى ما أكتب هنا، و أحكي لك فقط.. عما أحب من صخبِ الأحذيةِ العاليةِ، ممارساتِ اليوجا اليومية، و أحلام الأطفال، الساذجة، بالطيران.


Monday, September 16, 2013



هذه السيجارةُ سيئةٌ جدا،
و أنا لا أعرفُ ماذا أريد، 
كيف يحترقُ أحدهم هكذا 
دونَ أن يعرف سببا واحدا لذلك؟

أنا تائهةُ تماما، 
تائهةٌ بلا هدف، 
تائهةٌ بلا سبب، 
تائهةٌ.. 
بلا رغبةٍ في الوصول
\


Sunday, September 15, 2013



لن أعترفَ بجهلي بالعالمِ،
بل سأقول.. أنا لا أحب إضافة التعريفات لأي شيء، الشيء هو ذاته و كفى، مثلا، أنا لا أحبك كما يعرِّفونَ الحب، و لا أطيق غيابك كما يعرِّفونَ الغياب، أنا لا أَعْرِفُ شيئًا، أقفُ على الحيادِ من كل شيءٍ،
أواري خوفي من الخسارةِ
بنكرانِ رغبتي في النصر، 
لأقابل النهايةَ 
بابتسامةٍ باردةٍ 
و صدرٍ مشتعل.
\


Friday, September 13, 2013

انسحاب



"تحققوا من أوهامِكم"، قال المفرِطونَ في أحلامِهم.. و تبخروا.

سأعاني يوميا أعراض الانسحابِ، الغرفةُ باردةٌ، و أنا حرةٌ تماما، حتى من الجاذبيةِ، إذ أني لا أجيد التعلق بشيء، أسبُّ، يوميا، فكرة الانتماءِ، لاطمئنَّ لكل الفراغِ حولي، و اتساع جيوبي و رئتيّ لاحتوائه.

"ستصيركم أوهامكم"، أو قالوا "ستسوقكم أوهامكم"، "فقطعوا أطرافها، لتدفئوا بالدم"

الآن علي طرفِ السريرِ كأنِّي أستعد لرحيلٍ ما عن حلمٍ تأخر، برغبةٍ  في تدخينِ هذا الصوت، الضوءُ مقتحمٌ و ساذجٌ كطفلٍ، الظلامُ أكثر اشتهاءً و عزلة، فتراتٌ طويلةٌ من نومٍ متقطعٍ مفتعلٍ و كاذب؛ أقولُ.. ثمة مسافة -عادةً- بين حدَّةِ الشوقِ و الكره، رغبات التخفف تختزل تلك المسافةَ سريعا بما يقربني من الأخير، وصلٌ و اتصالٌ لا موصوف و لا مُدرَك، أن ينسى أحدهم روحه بداخلي.. و يغيب.

أردد.. سينقطعُ كلُّ شيءٍ هنا، ببساطةٍ لا تتحمل حتى البكاء، و على كف سؤالٍ واحدٍ: "كيفَ أصالح غيابك و المسافةُ أقصر من جملةٍ واحدة؟"، نحنُ الذين نلتقي لنسب الحياةَ و نُقرَّ باختفاءِ الغربةِ حينها، على غفلةٍ.. من دراما النهاياتِ الموجعة. 
أتمسك بالفراغِ كخيطٍ أخيرٍ، و لا أفاضل بين وجع الانسحابِ منه، و ثقل روحِك.
\


Sunday, September 8, 2013

Yoga



كنتُ أقول أن البكاء المكوم داخلي يكبرني في الحجم و العمر، و أني لست طفلة بما يكفي لأتجاهله، ولم أنضج بما يكفي لأروض جموحه وثِقَله؛ حينها، كنتُ أراها حجة كافية لئلا أفعل شيئا، أصدِّق على نفسي، و يسكن كل شيءٍ على حاله، الآن، لا أعرف ما الذي تحول لأنحت بداخلي تمثالا هائلا لمحاربٍ متأهب أبدا لما لا  يعرف، ثم ألتهم ثباته و انتصاراتِه كَـ عُمْرٍ إضافيّ.

شهرانِ فقط كانا كافيانِ لبلوغ هذه الحالةَ من الهدوءِ و التصالح مع كل شيء، غير أن الحالة رتيبة و راكدة، هذا الاطمئنان و التصالح، لا يفضي إلى شيءٍ سوى المزيدِ منه، و اعتياده أيضًا، ماذا يفعل الآلهةُ بسعادتهم؟ هذا على افتراضِ أنهم يملكونها؛ نحنُ محكومونَ حدَّ الجنونِ بشهواتٍ متضاربةٍ لا أكثر، الخلق و الألوهة من جانبٍ، و هذا الهدوء المطمئن و الأعلى حتى من فكرة السعادةِ في ذاتها، من جانبٍ آخر؛ لمن لم يجرب الحالتين، فإن المفاضلة سخيفة و محسومةٌ بلا شك؛ هنا تماما، تتجلى الحيرةُ كخصمٍ منتصرٍ بابتسامةٍ جانبية ضيقة، و ابن عربي من خلفها يؤكد فلاحَ مؤيديها.

الآن، نجلسُ كلنا، أنا/ الحيرةُ/ المحاربُ/ الألوهةُ/ التصالحُ/ البكاءُ/ الوجعُ، في هذه المساحة المنسية من العالمِ، نحدق في بعضنا بأريحيةٍ تامةٍ، و برغباتِ انتصارٍ خفيةٍ، نشربُ نخب بلاهتنا، إذ أن الله في هذه اللحظة بالذات، يراهنُ.. على خسارتنا جميعا.


Wednesday, September 4, 2013

Would you pose for me?




اللوحةُ باردةٌ، و أنا اكتسبتُ خشبيَّةَ التماثيل الصغيرةِ، و قسوةً، تكفي للعن الغائبين جميعهم؛ مورفيوس، يا صديقي، أريدُ الآن أن أملأ بكَ فراغِ الخطوةِ، و بياض اللوحةِ، تجسد لي مرة واحدة لأرسمك، ثم اقتلني و عد إلى هاويةٍ أتعثر فيها كلما حاولتُ المرورَ إلى غيمةٍ و عزلة.

الدخانُ مؤقتٌ،
و السعالُ أبد
الحياةُ ليست هادئة ولا مُطَمْئِنَة كلوحات هوبر، بل رتيبة و فاترة كمَشاهده؛ هذا الفضاءُ الضيق و المساحات المتحجرة/ فرش الرسمِ/ أقلام الرصاصِ/ الدم البارد في كتب التشريحِ/ و سكين الرسمِ بعيدةٌ، بعيدةٌ عن رغبتي في الانتحار، أصلا لم تعد لديّ رغبة في الانتحار؛ مفردات المشهدِ، جافةٌ، و أنا سكرتُ مسبقا برفضك تجسيدَ المشهد كما يشتهيه الفراغ... 
و الصحراءُ.. 
أبد
\


Wednesday, August 28, 2013

sketch - 1









غرقٌ.. غرق
و لا نَفَس يكفي لنشرح للقشِّ خدعته، 
أو للماءِ.. 
أنَّا خفيفونَ 
كـ مجازٍ كاذبٍ
\



Sunday, August 25, 2013

لو جئت قبل الله..



أُرِيحُ خمسًا و عشرين عامًا على الأرض، ثم أقول: "لو أن الزمن تغير قليلا، و جئت أنا قبل الله، لفعلتُ أشياء أخرى".
يصرخُ عابرٌ "الله أكبر من لو"، ينعتني بالكافرة، و يلقي من جيبه على وجعي بعض الكرهِ، كواجبه في الدفاع عن إرثه من اليقين، و يرحل قبل أن أخبره أن جهازي الهضمي لا يدرك الخرائط، أنا تائهةٌ تماما، و متخففةٌ من ادِّعاء الحقيقةِ، حدَّ أني أعلق خيباتي على رأسي لتجف و أعيد ارتداءها بسعادةٍ تامةٍ، و ذاكرةٍ طفلة.

قبل انكسارينِ، كان سيهديني غريبٌ حقيقتين، تكفيان لأنسى فرضيتي، فأفسح الطريق هادئا لعابرٍ لا يهمه أن الله لا يدخن الحقائق.


Wednesday, August 21, 2013

لا "لاطمأنينة"



-أريدُ سيجارةً..
-أنا لا أؤمن بالدخان
-أريد سيجارةً.. 
-أحب أن أشاهد المدخنين فقط، 
بعضهم.. 
يعرف الدخان كما أحب. 

سأصاب بكثير من الخيبةِ لو لم أختلط بالدخان و أتلاشى تماما؛ درِّب رئتيك على احتواء صلابتي ثم دخِّنِّي أنا، هكذا سينتهي كل شيءٍ كما نريد، ستدخن سيجارتك/أنا، سأكونك لفترة عابرة، ثم يختفي كل شيءٍ تماما، هكذا فقط أحب العالم، اللحظات العابرة غير المتبوعة بشيء، لا ندمَ.. لا خوفَ.. لا بقايا تتخثر بالوقت لتضاف لجبل الإسفلت بالذاكرة.. لا شيء، نحن ملعونون باللاشيء، معجونون بالدخانِ و النهايات المؤقتة؛ غير أني الآن هادئة و مطمئنة جدا، و خفيفةٌ بما يكفي لغيمتين و اختفاء؛ أسبوع كامل من الخفةِ يعيدُ ترتيب اللوحةِ بما يختزل مساحات الغربةِ و الألم، الآن أنا أحبني أكثر، لا أحب العالم، لكني تصالحتُ معه بما يكفي لهدوءٍ تام؛ لكني لست سعيدة و لا أهتم لذلك، إذ أني لا أعرف كيف يكون ذلك أصلا...

-أريدُ سيجارةً...
-و أنا أيضًا.


Friday, August 16, 2013

استشراف..



كنبيٍّ،
يعرفُ خطواتِ الزمنِ جيدا،
يراقبُ تجسُّدَ نبوءاته،
في سلامٍ..
و هدوء، 
دون أن يردِّد على الآخرينَ: 
"لقد قلتُ لكم!" 
فلم يعرف أحدُهم.. 
أنه نبيّ.
يقول لنفسِه: أبجدياتهم كلها لا تليق بقدسيَّةِ ما  لا تستطيع توصيف قصورها عنه!
يأكل قلبَه.. و ينام.

على أطرافِ موتِه، يقول أحدُهم للآخرين: "لقد قلتُ لكم، هذا أخرسٌ غبيّ، لو وُزِّعَت حياته علينا!!" يصدقونَ عليه.. و يرتِقون قلوبهم بصلاةٍ، كتَتِمَّةٍ لمشهدٍ.. لم يكتبه أحد. 


Sunday, August 4, 2013

ميكانيكا كم




أصابني شرودنجر بلعنةِ قطته؛ يوما ما، سأثبت أن الطاقة تفنى، و سأهدم قوانينكم الكاذبة و أضحك؛ لن تتضاعف غربتي لو انتقلت لأطراف الكون بقطةٍ و قوانين جديدة، لن أفتقد شيئًا، إذ أني فقدت قدرتي على التعلقِ بشيءٍ منذ.. لا أذكر متى؛ لو تخلصت من كسلي، سيكفر العالم بنفسه، و لأفعل.. لا بد أن أكفر بي، في المقابل.. كفرتُ بك. مورفيوس.. أعرفُ أني كذَّبتك، و كفرتُ بك، لكن، يا صديقي، تعرفُ.. أني فقدت قدرتي على التصديقِ منذ أن توقفتُ عن ارتكابك طوعًا؛ لمرةٍ أخيرةٍ خذ بيدي، كطفلةٍ تائهةٍ، و فصِّل لي مفردات العالمِ، لمرةٍ أخيرةٍ، شقَّ صدري و اسكب غربتي و صخبَ القلب، لمرة أخيرةٍ، احكِ لي حكايةً دافئة، أطفىء أنوار رأسي، خبِّئني في روايةٍ رتيبةٍ.. و انسني تماما. 

Friday, August 2, 2013

انصهار



سنلتقي
مرة أخيرة
لا لنناقش لا جدوى العالم، وحزن العابرين، و فوبيا الفقد
لا لنمارس فلسفاتنا عن الحلم و الله و المعجزة
لا لنثبت شيئا أو لننفي شيئا
لا لتنتصر الحقيقة أو لنجدها

سنلتقي، 
مرةً أخيرةً، 
لنقرأ الشعرَ، 
نشاهد فيلما لا يناقش الحرب وتبعاتها، 
نكوننا كما أردنا، 
نتفتت تماما في القصيدةِ، 
نخلع الجاذبية طرفا طرفا، 
نلقي عن القلب كل الجهاتِ
ثم نموت متخمين بالرضا.. 
و السكينة
\



Thursday, August 1, 2013

تخلِّي




عندما أموت، أريد أن يُدفن معي الكثير من أقلام الكحل السوداء، وطلاء الشفاه الأحمر، و لوحاتي التي رسمتها -و سأرسمها- لي بالشوارب العدمية العبثية./ الآن، في حين أني لا أجيد الحفاظ على شيء، و لا أعترف بثبات أي شيء في حياتي سوى القهوة السوداء المرَّة تماما، فقط، و على سبيل استكمال التخلِّي و التخفف من كل شيء، قررت أن أمارس اليوجا، بعد أن تأكدت تماما أني لا أجيد الرقص، إذ أن خطوتي ليست على علاقةٍ جيدةٍ بالجاذبيةِ؛ بعد يومين من التمرينات، يتفكك جسدي تماما، الألم لا ينفي الخفة، و لا يؤكدها/ ثمة من يعتقد أني إلهةٌ.. أنا كتلةُ وجعٍ سقطت من جيبِ إلهكم و هو يضيف للأرضِ أحزانها/ أنا أكره العالم تماما، لذا أتدرب كثيرا على الشتائم كلغةٍ أصيلة لم أُجِدْها قبل الآن/ ثمة شيء بداخلي، يخبرني أني أستحق حياة أفضل، أنا لست سيئة إلى هذا الحد من الوجع؛ للمطلق.. عليك أن توقف كل ذلك الآن، قبل انفجار لا يليق بحكمتك.
\



Wednesday, July 31, 2013



السادسةُ صباحًا
و أنا لا أستطيع السقوط أكثر
و ككائن لا يجيد اليقين
أتم السقوط بداخلي
لكفري بالنهايات
\

Monday, July 29, 2013

(توطئة)




أريدُ أن أتعرى تمامًا من حدودِ الحرفِ و الخرائط.. أريدُ ألا أنفجرَ وحدي.. فى غرفتي الضيقة جدًّا على روحي.. و خطوتي المحدودة جدًّا على حلمي.. أريدُ أن أمارسَ الآخرينَ أو أن يمارسنى الآخرونَ كحالةٍ ليسَ أكثر.. أن أكسرَ حدودَ كل شىءٍ حتى و لو تضاعفَ الألمُ بعددِ الآخرين.. حتى و لو تضاعفَ الغرقُ و التيهُ و اتسعَ الفراغُ على قلبي أكثر و أكثر!

أكرهني جدا عندما أخفي قلبي النازفَ فى جيبي و أضحك، أكرهني عندما أمنعني من السقوطِ على يديكَ يا صديق.. ضمَّني جيِّدًا إلى صدرِكَ.. و اعتصرني حتى تنحلّ مسامِّي جميعها بيديك.. مريضةٌ أنا.. منهكةٌ.. نازفٌ كل ما بداخلي.. و أضحك.. كم أنا غبيَّةٌ.. اختلعْ قلبي يا صديقى من جيبِ الصبرِ و النزيفِ و ضمَّهُ حتى يغيبَ عن وعيهِ تمامًا.. ثمَّ القهِ جانبًا ليموتَ وحيدًا.. كماي، و خذني حينها لئلا أموتَ وحيدةً كماهُ!



Wednesday, July 24, 2013

Teleportation



تقولُ: الغيبُ أرَّقَ ما تبقَّى من دخانِ سجائري، 
فتسربت روحي إليك 
بغيرِ حلمٍ ما يناسبَ ما سأذكرِ من رحيلِ كليهما.
و تقولُ: السُّكرُ ما شوَّهتَ وجهَ الأرضِ بالمحجوبِ و الرؤيا.

يا وقتنا المسكوبُ في أعصابِنا/ أرهقتنا
بردٌ يداكَ على المسافاتِ الكبيرةِ/ 
صفرٌ 
في الحضورِ إلى الحقائقَ حينَ نرتقها لتخفي عيب صنعتنا.. 
ستنسى، 
أو سننسى، حرقَ خطاكَ فوقَ وجوهِنا.. 
و ننامُ في حضنِ المحاولةِ الجديدةِ... 
ربما

دعنا نجرِّبُ موتَنا في هدأةٍ مما ارتكبت من الصدى/ 
دمنا على الناياتِ/ 
يذنبُ صوتُها في كل أغنيةٍ/ 
دربت حنجرتي على اللاشيءِ فانقطعت طريقُ الله عما أشتهي/ 
يا من يعدُّ الروحَ للأحلامِ
دع صوتًا يناسبُ حشرجاتِ القلبِ حين تغيب
دع حلمًا يسع أوتارنا دون انقطاعٍ للحقيقةِ
دع وجهًا.. 
نقابل فيه ما نخشى
و دعنا.. 
نشتهيكَ لنلتقي لقيا المحبين/ 
دع سيفًا.. 
و قبِّل خطوتِي/
يا "حرف النداء"/غياب ما سيليهِ / 
أنت المطلق المنسي في جيبِ الحقائق
سوف نغيب حين نغيب في جيبِك.. 
و تنسى
\

Sunday, July 14, 2013

Blank




بالأمس حلمت بـ نينا سايمون، كانت تبدو كأنها هاربة، لتوِّها، من لوحةٍ انطباعية، تتساقط الألوان منها.. أو بالأحرى.. الظلال، وتحتفظ، هي، ببقع الضوءِ الكبيرة.

في هذا الوقت من اللاشيء، إذ أنه في ذاته لم يعد يعني شيئا، أقول لنفسي "اللحظة التي لا أحتاج فيها مهدئًا، هي لحظة سعيدةٌ بالطبع"، لا أفكر في ما ورائيات الجملة لئلا تنغلق الدائرة وأنا بداخلها.

الذاكرةُ ارتجاليةٌ، لكن كل الاحتمالات التي جربتها الآن فشلت في تحريك أي شيءٍ بداخلي، لا حزنَ لا فرحَ لا رغبة في أي شيْ لا حنين لا وجع لا خوف لا شيء أبدا.. لا شيء، ينتهي المشهدُ ،بعد ابتسامة قصيرة لاستدعاء الحلم، بتثاؤبٍ واستسلامٍ لكل الفراغ المحيط.. والملل.. غير أني في الحقيقة لست من هواة اللوحات الانطباعية.

\


Friday, July 12, 2013

فلم أجد أين



قال*:
"أشهدني الحق بالحيرةِ، 
قال ارجع، فلم أجد أين"

الأبواب، نصف المفتوحة، نصف المغلقة، ستمنح العابرين من بعيدٍ حميمية لا تخصهم، ستُفقِدُ المقيمين قدرا من الدفءِ، لو كان هنا، لما شغلتهم نقطتا الضوءِ الهاربتانِ من فراشةٍ تتلصص حضورهم بفضولٍ يخجل من كل ذلك.

"فقال لي أقبل فلم أجد أين"

لو خلعتَ عنكَ نفسَك عند ما يفصلك عنه، لاجتمع الكون في نقطةٍ واحدةٍ، لا هي أنت ولا هي هو، بل اكتمال الصورتينِ على مداخلِ ما سيصدق منكما.

"فقال لي قف.. فلم أجد أين"

لا إلى هؤلاءِ ولا إلى هؤلاء، كيفَ يُسقِطُ القلبُ نفسَه عن نفسِه؟ إن كانت المرآة معجزةً تخصُّ نبيَّها بالذكرِ.. ينكرها؟

"في الحيرةِ تاه الواقفون، وفيها تحقق الوارثون، وإليها عمل السالكون، وعليها اعتكف العابدون، وبها نطق الصديقون، وهي مبعث المرسلين، ومرتقى همم النبيين، ولقد أفلح من حار."

لم ندرك حضورنا، ولا أتممنا الغياب؛ 
المراقبةُ، فعلُ الحائرِ.. 
"قد أفلحَ.. من حار"
\


Wednesday, July 10, 2013

لو ندخن أرواحنا..



روحي سريعةُ العطب.. ربما لم أكن على يقينٍ من ذلك قبل الآن -رغم غيابِ اليقين ككل؛ لكن الطرق جميعها تؤدي إلى رائحة التخثر، و الجدران المتلصصة على شروخها للعابرين، غير العابئين، ليزداد الخجل، والعجز.

اللوحات الصغيرة صارت تصيبني بضيق التنفس، سأحاول استغلال مساحاتٍ أكبر، من هذا الوجود، لفرض غيابي عليها؛ ولتكذيبِ ضيقِ المساحاتِ.. أغطي حدودها بالدخانِ والألوان.

المطلق هناك.. يشاهدُ كل شيءٍ في صمتٍ موجِع، أقلب أسئلتي في وجهه، يربت على قلبي قليلا ولا يجيب.
أقول.. "يا صديقي المطلقُ، رغم صمتِك، لكن انتهاءِ السؤال بقلبي لا يمنحني مساحة خلقٍ لا أجيدها لإجاباتٍ مقتضبةٍ وكاذبة، أنا لا أصدق شيئًا، حتى تصديقي إياك يفترُ، غير أنك بذاتِكَ في ركنٍ أقدس من وصولي إليه، القربُ قربي والقبول عليك، هبني مساحةً أوسعَ لأفرد لحضورِكَ أكثر مما يحتل وجعي، وخذ فائض روحي إليك."

الهيكل العظمي باللوحةِ الأخيرة، غير المكتملة، ولن تكتمل، يبدو مصابا بسريالية حادة، الجسد الملقى بجانبه، المكتمل إلا من رأسه، يبدو بائسا بما يكفي للهيكل العظمي أن يمنحه جرعةَ عبثٍ تكفيه لأن يصدق أن الفراغ الذي يجلسُ عليه، في الحقيقةِ هو سحابة خفيفةً وهلوساتِ اغتراب.
النتيجةُ.. -غالبا- أقل من عناءِ سردِها.


Tuesday, July 9, 2013

Vanishing points



لو استطعنا تدريب عوالمنا على انتهائها لنقطةِ زوالٍ واحدةٍ.. لاكتملنا.

رغباتُ الحكي كاذبةٌ.. تنقطعُ تمامًا مع أول محاولةٍ للنطق، مع أول اهتزازٍ للصوتِ رغبةً في بكاءٍ مكوَّمٍ في تفاصيلِ صلابةِ الخارجِ..

"لا معنى لشيء"
تقول لنفسِك، ثم تدركُ لا جدوى كل شيء، لا أحد هناك ليعيد تعليمك أبجدية الآخرين، لا أحد سيدرك خرسكَ وتعثراتِ الحرفِ على حافةِ ضيقِ صدرِكَ لاكتساءِ ثلاثتكم بالغربةِ.

الغربةُ/ 
الغرباءُ.. يعرفون بعضهم بالخرسِ، وباكتمالِ الحيرةِ وتمامِ الوجع.

الوجعُ/
المصابونَ بفوبيا الكسرِ وحدهم قادرنَ على ابتلاعِ شروخكم بابتساماتٍ هائلةٍ وصبر.

"لكم أبجدياتكم، ولي خرسي" 
قل لهم، وفرغ محيطك مما يعرفونَ وتجهل.. وكن إلهك فيما أردت.


Monday, July 8, 2013

هبنا يوما بسيطا




كيف أمسح على رأس صديق مريض بالوحدة والوحشة، وأنا نفسي أنضح بهما؟ كيف أقنع أحدهم أن الحياة بسيطة بما يكفي ليمسح عن قلبه رغبة في الانتحار وأنا لا أصدق غير كذبي في ذلك؟

رسالتان صباحيتان بكثير من الوجع والبكاء.. لو أن لدي ما يكفي من القدرة على البكاء الآن لفعلت، فقط لتفريغ مساحةٍ لوجع جديد، هذا البكاء المكوم داخلي يكبرني في الحجم و العمر، لست طفلة بما يكفي لأتجاهله، ولم أنضج بما يكفي لأروض جموحه وثِقَله، واقفة أنا على حدود اللا شيء أستقبل المزيد من كل شيءٍ، أنتفخ أنتفخ تماما، ثم لا يحدث أي شيء.

حبة مهدئٍ واحدة.. تبني حائطا زجاجيا بيني و وحشٍ كبيرٍ أربيه قسرًا، يبدو مضحكا بحركاته العابثة وغياب صوته خلف الزجاج، لكن انصهار الزجاج تدريجيا مع انتهاء مفعول المهدئ، يكمل الصورة بالصوتِ والهزيمة.


Sunday, July 7, 2013

كـ غيمةٍ طفلةٍ..



يقول الظل لصاحبه:
لو أنَّا بحثنا عن الضوءِ أكثر، 
لانقطع الطريق علينا، 
و هزمتنا المسافات.

الخيوط، المعلقة عليها أطرافنا حين اعترفنا بانتصارِ الخرائط، لا تصدق في انتصارها أصلا، لكن الدوائر العالقة بانقيادنا للكسلِ تربي حضورها في صبرٍ يكفي لخلقها كإلهٍ يجرب يومه الأول.

يقول صاحبه: 
الكمال لا يليقُ بالكون، 
أنا و أنت.. 
كـ غيمةٍ.. 
طفلةٍ
\


Tuesday, July 2, 2013

عمَّا يُثْقِلُ.. بغيابِه




عما يحدث بالخارج.. الداخل أوسع من الهروبِ منه، والخارج.. مريضٌ بما يكفي لتأطيرِ الهربِ بكثير من الجماليات، و كإصابةٍ وقتيَّةٍ بجنِّ اللامبالاةِ والخطى الناقصة، نقرأ رسائل قديمة لا نهتم حقا لأمور أصحابها، كمحاولاتٍ لاجترارِ الحنين أو الشجن، لنعرف.. أن شيئًا لن يحدث، لنعرفَ أن الموتى لا يذهبونَ حقًّا إلا لو فقدنا شغفنا بتقليبِ صورهم، وبنينا سدًّا بين انصهارنا.. و وهميتهم. الأرضُ.. مريضةٌ بنفسِها، فالتفتوا لكم.

صوت الموسيقا المعبأ بالشجن والأسى، مناسبٌ جدًّا لهذه الرغبة الطفلةُ في تخريب ألعابها الآن، بكاءٌ مكوَّمٌ بداخلي، و أطرافه عاصية.

الوجعُ الذي يسببه الفراغُ الذي تخلف عمن رحلوا، يضمرُ تدريجيًّا/ وكتدريبات يومية على اللامبالاة، أكتبُ في ورقٍ أبيضَ، أثناء الرسمِ، ليسَ عليَّ أن أكترث بشيءٍ، أنظرُ لقلمي وأقول "لو ضاع هذا القلم أو انكسر لن أستطيعَ الرسمَ مرة أخرى"، أشعر بالخوفِ وفشل محاولاتي، ثم أجرب مرةً أخرى.
بداخل الجميع، ولا أحد بداخلك، مفرغٌ.. من الجميعِ، من الوجودِ، من صورِ الحياةِ، لا لغيابها تماما، بل لثقلها، فاخترتَ صبَّها في جيوبِ الآخرينَ طوعا، ثم البكاء على الوجع الذي يخلفه فراغك من كل شيء. الحياةُ ثقيلةٌ، والفراغُ كذلك، وأثقل منهما، المفاضلة بينهما.





Wednesday, June 26, 2013

Anatomy




Posterior view:
ماذا يعرفُ العابرونَ على تشقُّقِ صوتِكَ، عن الصحراء؟

Anterior view:

نحزم حقائبنا المحشوة باللاشيء، تحملنا، ولا نذهب.

:Mummification
مشهد أول:
نتفق، كلنا، أن نبكي معا، لأننا اكتشفنا فجأةً، أنه لم يعد شيءٌ يُضحِكنا، يُدهِشنا، أو يستطيع فكّ حصار الفراغِ المعلقة عليه أبصارنا.

مشهد ثان:
نتفق، كلنا، أن نضحك معًا، لأننا اكتشفنا فجأةً، أنه لم يعد شيءٌ يُبكينا.

مساحةٌ للتأويل:
نشربُ الرؤيةَ بفراغِها، فنَخِفّ، حتى يشفَّ الجلدُ اليابسُ، عن خمسينَ ألفَ محاولةٍ لشَقِّه، نعلق أنفسنا على حبلٍ في الطريقِ، ونرحل.