Thursday, April 25, 2013

الصلاةُ خيرٌ من دوائرِ الاحتمالاتِ



الصداع المتواصل، رغبةً في النومِ وهربًا منه،
الدوار المصاحبُ له، -وربما بعض السُّكر-
موسيقى النَّفَسِ المُرتَفِع لضيقِ الرئتينِ عن احتمال الوجودِ كاملا..
شوقٌ باطنٌ لغيرِ الحقيقةِ، وظاهرٌ.. لها، ولمن مروا سريعا -ولا- على القلبِ،
لكل ذلك يقولُ المؤذن، من بعيدٍ، "الصلاةُ خيرٌ من دوائرِ الاحتمالاتِ "
يشوِّشُ صوتُ المصلينَ على رغبتي بحبَّةِ منوِّمٍ وحلم سريع
وينتهي كل شيءٍ بقهوةٍ سوداء.. وسيجارةٍ مختلسة..
ومضاعفاتٍ تربيعيَّةٍ.. لدوائر الاحتمالات!

تشبيهات غير حقيقية



داخلي الآن ليس بالترابط الكافي لأقولَ شيئًا واضحًا.. لا أذكر آخر مرةٍ كنتُ فيها على خطٍّ واحدٍ لنهايته،
لا على المسافاتِ أن تكترث بتيهنا، ولا علينا أن نعيد تقييم خطواتنا لتناسب اختناقاتِ الطرق؛

الرقمُ/ الحقيقةُ/ الوصول/
الصوفيةُ وحدهم يجمعونَ الجمعَ بفكرةٍ مفردة/
"الثلاثةُ أول المفرد.. وهو أقل الجمع"*/
ارتباكُ العقلِ مع أول رشفةِ قهوةٍ بعدَ طول انقطاع، كارتباكاتِ الحب الأول، كلاهما كاذبٌ في ذاتِه.. وحقيقيٌّ في الرغبةِ فيه/
الرغبةُ في ارتكابِ الطرقِ ذاتها وزهدي في الوصولِ أو ضجري السريع يصيبني بالتفرقِ على كل الطرقِ ما عداي/
فكرةُ الوصولِ وحدها تكفي لأبدأ في التفكير في طريقةٍ للهرب...

الفقراتُ/ الجملُ المفككةُ، تعني ذاتها لا أكثر، ربما كخطواتي الآن، كل واحدةٍ لا تعرفُ سوى نفسها.. فقط، مصابةٌ أنا بجنِّ الطرقِ والخطواتِ المتكسِّرة!

_________________
*ابن عربي

Sunday, April 21, 2013

لابد وأن يكون هناك كلمة واحدة تكفي لسبِّ العالمِ الآن!

Saturday, April 20, 2013

عن رغباتٍ متقطعةٍ بالبوح

كيفَ يبدأون أحاديثهم الطويلة؟ وماذا يقولون؟ كيف يستطيعُ أحدهم أن يستمر في حديثٍ، لا عن شيءٍ، لأكثر من عشر دقائق؟ كيف يخترقون حواجز البوحِ والصمتِ ويبدأون بسردِ كل شيءٍ بهذه البساطة؟

كلما تعمق لديّ الشعور بالغربةِ، أفكر أكثر.. كيف أتعلم لغةَ الآخرين؟ وبعد خطوتينِ فقط أعرف أن الغربةَ تتعمق أكثر؛ طالما حاولتُ تدريبَ نفسي على البوح، أن أمسك بهاتفي ببساطةٍ جدا.. أتصل بأحدهم.. ثم "أحكي" .. الاحتمالاتُ حينها تردني قبل حتى أن أحدد بمن سأتصل، ربما كان سعيدا الآن، بما سيؤلمني لو تحدثت عن غربتي والضجر المرافق وقسوة الوجود وثقل الخطوة، ربما كان لديه من السخف ما يكفيه أصلا، وربما آلمني حديثي أنا أكثر مما كنت قبله.. وربما أيضًا.. لن أستطيعَ الحكي أصلا

دائرتي تضيقُ بشكل غريب، أكثر من أي وقتٍ مضى، في الوقت ذاته الذي أتمنى ألا يحدث فيه ذلك، تماما كرغبتي في البكاء رغم ما يعتقده الآخرونَ عني، أني -كما قالت أختي- كالديناصور لا شيء يستطيع أن يجعلني أبكي، أو لأنهم لن يعرفوا أني لن أستطيع الحكي، أنا التي تقصُّ "الحكايا" و "الحواديت" منتشيةً جدا بنظرةِ الدهشةِ والترقب حين أحكي، هم لا يعرفونَ أني أحكي جزءًا مني دائما بكل "حكاية" أو "حدوتة" ربما لأني لا أعرف غيرها كما قالت فريدا عن رسمها لنفسها دائما، أو لأني لا أعرفني تماما فأحاول أن أراني من بعيد كل مرة.

أولئك الذين يتساقطونَ في كل خطوةٍ، خوفا أو تخففا، أود أن اعتذر لهم.. ولنفسي...

Friday, April 19, 2013

Divine proportions



 لم تعد لدي القدرة على إنهاء رواية واحدة، تلك الدهشة التي كانت تصيبني عند ذروة الأحداث والفضول -المدَّعَى أحيانًا- لمعرفة النهاية.. لم تعد هنا.. وكأني فقدتُ رغبتي في كل شيء، أو أني فعلا فقدتها!

باتشولي يحكي عن النسب الإلهية وينفي الفن ما لم يقترن بالرياضيات، ربما كان مصابا بالبارانويا بشكل ما، رغم أن ما قاله صحيح/ إيجون شيلي لا يرسم لوحةً.. يرسم رغبةً سريعةً جدا وشاذة ربما.. عدم اكتمال لوحاتِهِ -في الغالب- كان نبوءةً بعدم اكتمال حياتِه نفسها/ لو أني لخصتُ أحداث حياتي في يومين لما احتجتُ لأن أعيش أكثر منهما.. فقط.. عليك أن تنهي كل شيءٍ ليحق لك الرحيل؛ لذا أكثرنا صخبا بأحداث حياته -حتى لو لم تكن لغيره- أولنا في الرحيل.. ربما كنتُ منهم/ دافنشي يوصي تلاميذه بالوحدة.. ربما كان يتحجج بالتأملِ ليتستر على أشياء أخرى؛ ربما أيضا ليس علينا أن نأخذ كل ما يقوله "هؤلاء" على محمل الجد/ أحاول أن أنهي "طريق الكمال" لبيو باروخا، رغم إحساسي بعد أول مئة صفحةٍ بسخفها، ولكن إحساسي الدائم بالسخف ومللي السريع من كل شيءٍ ربما يبريءُ الروايةَ ذاتها من تهمتي/ يوسا يصدمني بتمجيدهِ للنقص دائما.. أحاول قراءته ربما لأدرك الترابَ أكثر.. أو لأقصرَ التأويلَ على ما يستحقه فقط/ محاولاتي للخروج عن السريالية لم ينتج عنها أي شيء.. شارب دالي يأسرني دائما.. أحب هذا الرجل!

داخلي شيءٌ ما يسحبني دائما في اتجاه مساحةٍ من الوقت كنتُ أبتهج فيها بموسيقى فيفالدي.. رغم أي شيء؛ باجانيني يفعل ذلك الآن ولكن بنسبةٍ أقل، الموسيقى تزيدُ غربتي ربما لقناعتي بأنها ليست من هنا، تماما كقناعتي بأن المطر يصعدُ لا يهبطُ كما يرى الآخرون!

الآن الآن.. وقتُ انتصارَ الأرقِ في معركتنا اليومية، رغبتي في الخروجِ إلى الشارع الآن بلا وجهةٍ واضحة حتى ينتصر الخارجي على الداخليّ فيتعادلُ الضغط بينهما عليّ قليلا.. 
بيني وكلّ ما أريد الآن.. حائطٌ زجاجيٌّ سميك جدا، من مللي.. بعضِ الكسل.. واللاجدوى!


Thursday, April 18, 2013

كلما اتسعت الرؤيةُ...

(3)

كنَّا صغارًا.. نقشِّرُ جراحنا و نبتسم لألمِها الأبيضَ ظانين أن التئامَ الجرحِ أسرعَ من سقوطِ الطائرةِ، و أن الجرحَ أقل ألمًا من ضياعِ قلمٍ ملوَّن.. التئم اللون تمامًا و تفشى الجرح في الذاكرةِ.. و ندوب التقشيرِ هنا لازالت، لتحرقَ سذاجتنا كل يومٍ و تنشر رائحةَ الموتى!

- مارسنا السذاجة بطفولةٍ.. و نمارس الطفولةَ بسذاجة!

- فقط لو أربطُ الذاكرةَ بجرحٍ قديمٍ فيبتلعاني معًا؛ أنتَ ندبةٌ باقيةٌ فى الذاكرةِ لا أكثر.. أقشرها كل يومٍ فتنزف و تولد مرة أخرى أوسعَ و أكثر ألمًا.

- و أنتِ؟

- ندبةٌ أكثر سخفًا!

..... كنَّا صغارًا.. نقشر جراحنا ظانين أن تحت الجرح كنز، و أن الدم حضن الغائبينَ و رسائلهم الدافئة، نغوص بإصبعٍ في الجرحِ أكثر.. ننتشي بالوجعِ و بدفء سيلان الدم علي أحلامنا الباهتة..
"لماذا لا يكون دمي أزرق كالسماء؟" تسألُ صديقتي فأقول "الأزرق بعيدٌ يا غبية، و الموتى قريبون.. قريبون حد التصاقنا بهم، و الدفءُ أحمر.. الدفءُ أحمر!"

لماذا تضيق العبارةُ يا عبد الجبار*؟ لماذا قلتَ ذلك؟ ربما لو لم تقلها لم تكن.. ربما!

ضاقت حتى الخرسَ يا عبد الجبار.. و ضاق القلبُ على الرؤيةِ أيضًا، ماذا لو بقينا علي بلاهتِنا؟ ربما بقيَ الدمُ حضن الغائبينَ و لم يزرق دمي.. ربما ارتحنا إلى الأحياء أكثرَ/ ربما اشتهينا الأرضَ أكثر/ ربما لم تمت صديقتي بتخمةٍ في اللون و لم تنخزني لنعتها بالغبية/ ربما انغلقت مسارات الاحتمالاتِ تمامًا  و نمنا لمرَّةٍ في غفلةٍ من ضمائر اللغة/ ربما مارسنا أنفسنا بالبساطة اللازمةِ لذلك/ ربما بقيتْ جراحنا كما كانت تغلفُ نفسها بالشهوةِ لنقشرها و ننتشي، و لم تتسع لتقشرنا هي كل يومٍ و تضحك/ ربما...

ضاقَ الحرفُ يا عبد الجبار.. ضاق!



Wednesday, April 17, 2013

Yin Yang

صديقتي ترى أن الحياةَ جميلةٌ في ذاتِها، و تخبرني دائما أنه عليَّ أن أحب الحياةَ أكثر، أن أغرق فيها أكثر، وأن أكسر هذه الدائرة الوهمية التي أغلقها على نفسي راضيةً.

لمرةٍ أولى أشعر أن النيل بهذا القرب، وأنه قد تخلص من إسمنتيَّةِ وجهه -في عينيَّ- ورماديته، اليوم.. كدت أقول لنفسي أني أحب النيل.. تراجعتُ فقط عندما انتثرت على وجهه مفرداتُ غربتي وعدمُ انتمائِي لأي شيء.

عينا صديقتي تخبرني أنها صادقة، وأن الحياةَ ليست بذلك السوء الذي أدَّعي.. وجعٌ ما، مختبىءٌ في ركنٍ آمنٍ جدا بداخلي، يكذُّبُها.




Sunday, April 14, 2013

الذباب لا يجيب أسئلتنا الوجودية




فراغُ الغرفةِ لا يمتليءُ بدخان السجائر.. ولا رئتاي المكتظتانِ بالبكاء والأسئلة،
الذبابةُ المرافقةُ لي اليوم هادئة جدا، ولكنها فقط تنظر لي طويلا عندما أسألها ماذا علينا أن نفعل هنا.. ولا تجيبني!
أغلق باب غرفتي حتى عندما أكون وحدي بالبيت، ربما خوفا من أن يتسع الفراغُ أكثر. 
الآن أردد كثيرا أني "خائفة" ورغم أنها ليست بالضيفِ على قلبي لكن قدرتي على الاعترافِ بها جديدةٌ جدا،
وأنا سعيدةٌ بقدرتي على الاعترافِ الآن.
أدور حول نفسي في فراغ الغرفة الممتلئة بالألوانِ وفرشات الرسم ولوحاتٍ ناقصة،
المساحةُ الفارغة من الغرفةِ صغيرةٌ جدا
لا تكفي لدورةٍ كاملةٍ حول فكرةٍ واحدة، 
اللوحات والكتب بكل مكان، حتى بجواري على السرير!
وأنا وحيدةٌ بغرفتي الآن.. بالبيت.. بالعالم كله ربما، ماذا عليَّ أن أفعل وأنا أنتظرُ جفاف اللوحةِ لأكملها؟؟
القهوةُ/ المرآةُ/ الدخان/ ذبابةُ اليوم الهادئة/ وأسئلتي التي أربيها بداخلي لتبكيني عندما أحتاج لذلك
علينا أن نصبح دراماتيكيين أحيانا لئلا ننسى أننا أحياء/ لئلا ننسى ثقل الوجود/ لئلا نركنَ لسكينةٍ كاذبة
المسافةُ من السرير للمرآة تتطلب المرور بحامل اللوحاتِ/ المكتب/ عشر بلاطاتٍ باردةٍ/ والسؤال عن جدوى التحرك من هنا لهناك رغم أن اللوحة لم تجف بعد!
ماذا عليَّ أن أفعل وأنا في انتظار جفاف اللوحةِ؟ لا أريد القراءة، لا أريد البكاء، لا أريدُ أي شيء، فقط تسيطر علي رغبتي بإنهاء اللوحةِ.. وربما لو كانت اللوحة جافة فعلا لتلاشت رغبتي في ذلك!
إعادةُ السؤال لا تكفي للحصول على إجابة.. النتيجة.. تنهيدةُ ضجرٍ طويلةٍ/ التأرجح على حافةِ نوبةِ بكاءٍ لا سبب لها ولا رغبةَ فيها، ولدرء الاثنين أقفزُ من السريرِ إلى المرآة وأتناسى كل ما بينهما!
أمام المرآة.. أنزع دبابيس شعري، أرفعه بشكل عبثي، أعيده مرةً أخرى للأسفل ولكن بلا دبابيس، أحب ملمس شعري على ظهري.
كثير من الكحل الأسود، وطلاء الشفاه الأحمر.. ثم... يتعمق الشعور بالغربةِ والملل، حتى لا يترك لي خطوةً واحدة للعودة.. أجلس تماما أسفل المرآة.. تنتصر نوبةَ البكاءِ/ الذبابةُ تخرجُ عن هدوئها وتدور حول رأسي طويلا/ واللوحةُ.. لم تجف بعد!



Saturday, April 6, 2013

كل المشكلاتِ أقابلها الآن بالهرب والبكاء!

التجربةُ للتجربةِ لا تكفي لحياةٍ هادئةٍ ومثالية.. وليست مشبعةً لأكثر من رغبةٍ في هزيمةِ الاحتمالاتِ المفترضة حتى الآن على الأقل؛ ألا أجيد غير عزلتي وحرفينِ ولونا واحدا.. أيضًا لا يكفي، لا شيء يكفي على الإطلاق؛ أولئك الذين يستطيعونَ الحياةَ هكذا على هامش الذاكرةِ والاحتمالاتِ يعرفون جيدا.. كم نحن بلهاء.. نحن الغرقى في خفوتِ الدهشةِ وصخب المسافات الباردة؛ نحن.. الغرقى في خفوتِ الدهشةِ وصخب المسافت الباردة نعرف جيدا.. كم هم متخمونَ بما يكفي لحياةٍ أخرى.. أولئك الذين يستطيعون الحياةَ على هامشِ الذاكرةِ والاحتمالات!

أصابعي صلبةٌ كإسفلت.. لا تقبض على شيء.. وقلبي كذلك، الوجع وحده يلتصق على أسطحهما الملساء، ويتكاثر ككائناتٍ برمائيةٍ لزجة.