Thursday, December 19, 2013

و أكره ذلك..



الوجعُ لا يوجعُ،
ما يوجعُ،
ضيق خطوته،
و استحسانه قلوبنا كملجأ دائم،
ما يوجع، 
ليست الغربةُ في ذاتها، 
بل إحكامُ أبواب الهرب منها، 
ما يوجع، 
ليس التيه في ذاته، 
بل انفتاح الطرق جميعها 
على اللا شيء.

بعيدا عن  سخف المجازاتِ، 
كلها، 
أنا لا أريدُ البوح، 
بعيدا عن وجعِ المجازاتِ
كلها
أريدك هنا الآن..
و أكره ذلك
\



Sunday, December 15, 2013

خلق




كل الوجوه التي رسمتها، تطاردني الآن، أو ربما تراقبني، أتجنب النظر في عيونهم، حتى أني نزعت الكثير منهم عن الحوائط، فكرت في تمزيق بعضهم و لكني لم أستطع؛ لأني خلقتهم فإن ذلك لا يعطيني القدرة على التخلص منهم، ثم خلودٌ ما يقترن بخروج أي شيءٍ من عدمه، و لأني خلقتهم أيضًا فإن ذلك لا ينفي كل الرعب الذي يلقونه في قلبي الآن. كيف يتعامل الله معنا و قد تقابلنا معه في خلوده، غير أنا نخلد فقد فيما يريد لنا و يخلد فيما يليق به؟ 

صورة أبي كانت أكثرهم رعبا لي، غير أن ذلك اقترن أيضًا مع غيابه التام عن رؤاي، ماذا أفعل أنا هنا في هذا العالم، الذي لم يخبرني عنه شيئا، غير أن أجرب، ثم أسقط، ثم أعيد كل شيءٍ؟ ماذا أفعل غير أن أروض التيه ككائن أليف إذ أني فشلت تماما في التخلص منه؟ ماذا أفعل بكل ما ترك لي من الفقدِ و الرعب من كل ذلك؟ أحدهم.. يعاقب المكسور على كسره، ثم ينظر للهاويةِ و يبتسم.

لمرةٍ أولى.. أستطيع لومَ الجميع.. الجميع على كل شيءٍ، ثم لا أشعر بالذنب.
\


Saturday, December 14, 2013

صلاة



رأسي فارغٌ كحيرةٍ
ثقيلٌ كـ ادِّعاء
و منتفخٌ.. 
كـ رغبةٍ في البوح

عالقون نحنُ على أعطال ظلالنا الكافرة، أيّ مبررٍ يلزمُ لظلٍّ كي يلقي في طريق صاحبهِ كلَّ تعجُّبٍ صَحِبَ التصاق الخطى.. ثم يكفرَ بالطريق؟ نقول.. "ظلٌّ أخيرٌ ثم أعود لمقعدٍ فارغٍ في الرأسِ أعدّ ما تبقى دون كسرٍ، أشاهد فيلما عن الموتى، أسبّ الغيب ثم أتوب"؛ يضيق الصدر تدريجيا لصالح المجاز، ننتفخُ، ننتفخُ كسحابةٍ من رصاص، ثَمَّ نكتشف رداءة التشبيهِ.. ثم نصلي للبراح.

قلبي فارغٌ كـ ادِّعاء
ثقيلٌ.. كـ حيرةٍ
و منتفخٌ
كـ رغبةٍ في البوح
\



Wednesday, December 11, 2013

Grisaille era



ثَمّة كائنات غريبة تتحرك في فراغ الغرفة الآن، 
أو ربما في فراغ رأسي فقط،
ثمة أصوات غريبة تتردد في فراغ الغرفة الآن، 
أو ربما في فراغ رأسي فقط.

تلات ساعات ف الضلمة و الأرق و الصداع الغريب، آخر نفس ف آخر سيجارة بعد شهرين من غير دخان/ الدخان في الضلمة/ تلات ايام من غير يوجا كانوا كفاية ان معدتي ترجع لعصبيتها و يرجع ألم المعدة العظيم، و يمكن كمان كفاية يرجعوني لحالة اكتئاب بعد اربع شهور من غير اكتئاب/ "خليكي مستغربة كده لحد ما تموتي"/ في وقت ما سمعت واحدة بتقول لصاحبتها كده: "مية عام من العزلة ده كتاب يقرف، كله لغة عربية فصحى غريبة مفهمتش منه و لا أي حاجة، ملوش أي تلاتين لزمة، مقدرتش اكمل اكتر من خمسين صفحة، بس ابتديت عزازيل و حلوة قوي"/ القدرة على الحكي موهبة/ سأختبىء في فصحاي و أنام هانئةً.



Thursday, December 5, 2013



لا يرون أبعد من ثقوب أرواحهم
معبئون بالوجعِ و الموتِ، 
كيف تمتلئ الذاكرة بغير عبارات صدئةٍ 
و محاولاتٍ قصيرةٍ كافرة؟
لهم أوجاعهم
و لنا مزاجاتنا المتقلبة 
و سكاكين المدارات المتكسرة،
و للأنبياء
سر الخلقِ
و تصلب الهواء.
\


Wednesday, December 4, 2013

لا يليق إلا بضجري



ماذا علينا الآن
و قد قصصنا أطرافنا فجأةً و انتظرنا الفراغ؟
و ماذا أفعل بكل هذا الضجر؟

لا شيء هنا يستدعي الغضب، سيئة أنا جدا في تحمل المعارك الطويلة على أشياء لا أصدقها أصلا، ثم إني لا أصدق شيئا على الإطلاق، أفضل دائما أن أقطع الخيط الأخير الذي يربطني بمعركةٍ لا أنتمي لها لأسقط في فراغٍ أخر، هكذا.. إلى انتهاء اللا تصديق ذاته.

على جانبٍ 
من الكفرِ، 
الادعاءات مفيدة جدا، 
لمن يجيدها.

البدايةُ.. 
اللهُ.. مصابٌ بضجرٍ إلاهيّ، -هذا لا يليق إلا بضجري، و لكن- تجسد -الضجرُ- كمحاولةٍ لتمرير الوقتِ، في هذا الخلق،
الحياةُ.. مصابةٌ، مثلي، بعصبيةِ المعدة، و التقلبات المزاجية الحادة،
على رسمٍ بياني كبيرٍ لخطة انتحارها، نقاطُ تفجير كثيرة،
نحنُ.. معدات هذه المحاولة الفاشلة، فاشلون بالضرورةِ، و مفرطون في الكسل،
الله.. يفكر كيف يعيد المشهد بما يلائم قداسة الرؤية، 
هنا.. 
أنا غاضبةٌ جدا، 
و أحاولُ تبرير غيابِك، 
بعدم قدرتي على الحكي.
\


Monday, December 2, 2013

كروية/ قدرية



و نحنُ متعبون..

كصرخةٍ كنا
مؤجَّلين لبراحٍ و عزلة،
معبئين بأرواحٍ كاذبةٍ
لئلا تضمر أطرافنا تماما،
لئلا تنعجن رئاتنا بالوجع
و الصمت؛
كبرنا..
كم كبرنا،
و الطريق إلى الكلام بعيدة

لم يعلمونا لغةَ الله حين كنا فارغين من الضجر، وزَّعنا رؤانا على المصدقين لكونهم، و شاهدنا، كغرباء، كأنا غيرنا، ثم أيضًا.. لم نصدق.

يقف كل شيءٍ على حافة القلب،
روحي كهاويةٍ،
و صوتك قفزةٌ سريعةٌ فيها؛

أستيقظ من الحلم المتكرر بالسقوط، أشرب قليلا من الماء و أجلس في الظلامِ طويلا.. لماذا لا ينتهي شيءٌ تماما؟ رصيدي من اللامبالاةِ و القسوةِ أكبر من قدرتي على استدعاء الجوانب الشعورية لحدث واحد، كل شيء بارد تماما/ صامت/ و ميت، ذاكرتي كلها.. صحراء؛ الرغبة في التذكر أقسى من الحدث ذاته، ثم.. العطش أقسى من الرغبةِ في التذكر، ثم.. 
يصبّ كل شيء قسوته عليّ.. 
و يرحل
\