Friday, May 29, 2015



قل لي أنك لن تملّ صمتي، وتقلباتي المزاجيةَ، وخوفي الذي أنكره ببعض النقوش الحادة على وجهه؛ قل لي أن العالم أكثر جمالا مما أعتقد، وسأسمح لك بالكذب حينها؛ خبئ عينيّ بفكرتك عنّي لأستطيع الركض قليلا دون السقوط في هاوية اللاجدوى.

كيفَ أستطيع الآن تقليمَ شرودي ليناسب طفولتك؟ كيف أستطيع أن أستهلك ما بقي بكهفي من بكاء دون أن يبتل قميصك، ولنستطيع أن نضحك معا دون أن نفكر في جدلية الانتحار والأمل؟ لو أستطيع فقط أن أقتصّ من عمري مخلفاتِ الفقدِ والهرب، لاختلف حضورنا تماما، لا أعرف احتمالياتِ النصر والهزيمة حينها، لكني أقر بالاختلافِ، وهذا مُرضٍ إلى حد كبير.

قل لي أننا سنجلسُ على رصيفٍ جانبيٍّ –مرة أخرى- ندخن العالمَ ونضحك لسذاجته، نضحك بطفولةٍ مفرطةٍ، ونمد أرجلنا على الطريق ليتعثر الله في خلقه، أنت مؤمن بما يكفي ألا تفعل ذلك، وأنا تائهةٌ بما يكفي أن أقنعك بعبثية الفكرة، وستفعل، كطفلٍ مطيع، وسنصمتُ.. سنصمتُ طويلا؛ فقط لو حملتَ عني ثقل صمتي.. سأعرف أني أحبك.


Sunday, May 3, 2015



لحظةُ انسحابِ الألمِ أكثر اكتمالا من غيابه تماما؛ تنحل حبة المهدئ تدريجيا، وأنا أراقب ذوبانها في دمي وأطرافي الباردة..

تحولتُ إلى مجرمةٍ كبيرةٍ في سبيل الحفاظ على وحدتي، أقبضُ عليها كما يقبض الله على كونه، غير أني لا أعرف الحكمةَ من إبقائي عليها ودفاعي المستميت عنها؛ تحولتُ إلى مجرمةٍ كبيرةٍ في سبيل ذلك، وفرحت؛ قتلت الكثير ممن مررتُ بهم أو مروا بي، سرقتُ الصمتَ من أفواه الجميع وأكلته، أكلته حيًّا، لونتُ جسدي بدمِ الموتى، وعلقتُ الجثث على صدري؛ وأنا أكره رائحة الموتى وأحب الموت.
"سأكرهك بعد قليل، أو ربما أفعل الآن؛ وأنا لستُ طيبةً بما يكفي لأن أسامح إجابةً كاذبة.."


تثقل رأسي تدريجيا، وتكبر، تكبر، تتضخم، حتى يختفي جسدي تماما، أنا رأسي فقط، المنتفخة كبالون ضخم، الثقيلةُ كصخرة، الفارغةُ جدا، المتكدسة تماما؛ تسقط رأسي لأسفل ويعلو الماء في الغرفةِ، تذوب حبة المهدئ، تسقط رأسي، ويعلو الماء حتى أختفي تماما، دمي أزرق، الغرفةُ محيطٌ، وأنا سعيدةٌ بالغرق، وأريدك هنا الآن.. غير أني أكرهك.. وأحب حبات المهدئ.