Saturday, June 27, 2015



ثَمَّ شيءٌ عليه أن يسقطَ الآن في بركةِ روحي.
علينا أن نفكر بشيءٍ نفعله بكل هذا الملل، 
كأن نجسده ضفدعا، 
نقبّله 
ثم لا ننتظر شيئا،
أو نسكب في فمهِ تورطنا فيه ونقتله، 
لنتورط مرة أخرى في جثةٍ ضخمةٍ متعفنة.
ربما نجرب أن نزوج الملل أسباب خوفنا
ونراقب الأرق كطفلٍ محتمل.
ماذا نفعل
بينما يقف العالم على إصبعٍ واحد
لا سقطَ ولا ثبت
معلقة رؤوسنا بنقطةٍ واحدةٍ في فراغٍ
ولا شيء لنعض على ثباته
ماذا نفعل الآن
والملل ضفدع كبير
يسكن حلوقنا
ولا يحدث أي شيء


Sunday, June 21, 2015



أنت لا تشبهك، أتعرف ذلك؟ أنا أعرف، أعرف كم أنت هشٌّ وخفيفٌ كقشَّةٍ، أعرف كم تحب الاحتفاظ بالأشياء القديمة، أعرف كرهك للخسارة، حتى خسارة ما لا تريد، أعرف أن قلبك مسكون بشبح هائل للوحدة، وكم تكره ذلك، أعرف كيف تمارس حزنك معي كنتيجة لحزني الفطريّ، وأكره ذلك.

قطة الجيران لم تحبني كما يحدث في أفلام الكارتون، تجلس خلف الباب وتنتظر الهرب، بعد  أن دارت ثلاث مرات في الغرفة بلا هدف، تجلس خلف الباب المغلق وتحاول النوم، أراقب رغبتها في الهرب ولا أستطيع أن أفتح الباب؛ على مسافةٍ قريبةٍ مني خلف قلبك تجلسُ أنت.. تراقب حيرتي ورغبةً قديمةً في الهرب، وتفكر في فتح الباب.

أنا لا أشبه قطة الجيران، أتعرف ذلك؟ أنت لا تعرف، لا تعرف كم أنا هشة خفيفة كقشةٍ، لا تعرف كم كنت أحب الاحتفاظ بالأشياء القديمة حتى أدمنت التخلّي وأكره ذلك، لا تعرف كرهي للخسارة، حتى خسارة ما لا أريد، لا تعرف أن قلبي مسكون بشبح هائل للوحدة غير أني أنا التي ربيته هناك، لا تعرف كم أحاول مهادنة حزني معك.. وكم أفشل، وتفشل.


Monday, June 8, 2015




أتخيل رصاصة ما تخترق نافذتي الزجاجية لتستقر في رأسي، لذلك أجلس دائما خلف النافذة مباشرة؛ غير أني لا أفكر في الموت الآن.. أفكر أني أفتقدك جدا، وأريدك هنا، وأفكر أني لا أحب ذلك، وأفكر في كرهي للاحتياج؛ لا أعرف إن كان مناسبا أن أقرأ كافكا الآن، أو إن كان عليّ الشعور بالذنب وأنا أستخدم قلبك في الكتابةِ والوحدة؛ الآن أكره الدخان، أكره القهوةَ، أكره الفودكا، أكره وجع معدتي، وكنتيجةٍ، أكره العالم -كعادتي- غير أني لا أفكر في الانتحار، أو أني لم أعد على يقين من قدرتي على تكراره، غاضين النظر عن رغبتي فيه كحالة مطلقة؛ وحدكَ خرجتَ عن كل ذلك وجلست على حافة العالم، خارج دائرة سخطي، ترتب لقلقي أفكاره المائعة وتضحك.

أحمل قلبي على كفٍّ ورغبةً هائلةً في التخلص منه على الكف الآخر، وبما بقي مني أمارس اليوجا لأستطيع الموازنة بينهما؛ كيفَ كنتُ أرتب الزهد والخطوة معا قبل الآن؟ وكيف فقدت ساقيّ فجأةً وككائن أوليّ أتحرك بالميوعة والدفع؟ كيفَ أكلتَ لاجدوايَ وخوفي من تجربةٍ أخيرةٍ؟ وكيفَ تسلقتَ عمرا كاملا من الحيرةِ والتيه ورفض المحاولة؟ ربما لا أريدُ أن أعرف.. دعنا نكتفي بما لا نعرف، متممين لشغف الطفولةِ باكتشاف ساذج.

أريد أن أراك كما أنت، عاريا من احتياجك لي، عاريا من احتياجي لك، عاريا من خوفي من احتياجي لك، بطفولتك الفجة، وتقلباتي المزمنة، ربما تخلصتُ حينها من معاركي مع الله، ربما تخلصتُ حينها من معاركي معي، ربما أدركتُ حينها خفةَ خطوتي الملتصقة بالجاذبية في أحلامي وفي الحقيقة، أي حقيقة؟ أيّ حقيقة يارب.. وكيفَ ترضى ونحن محاصرون بالفقد والحيرة!