Friday, April 15, 2016




"الصداع غابةٌ/ الكونُ -كفعلٍ- صداع"
أقول لأحدهم إني أتقيّأ نفسي كل صباحٍ كمحاولةٍ للهرب من كوني، فأخرج أكثر تيهًا وصمتًا وكينونةً وزرقةً!
تقول صديقةٌ "الله أطيب مما نعتقد" فأكرهها، وأحاول بصق مفردة "الله" من رأسي تماما والعودة لمفردة الغابة، الغابة واسعةٌ، موجعةٌ وواسعة، مغرقةٌ وموجعةٌ وواسعة.. كأنها إله.
"أمي.. انظري، إنها تدخن!" تشد يد أمها وتشير بالأخرى إليّ، فتستغفر الكبرى وترحلان، وأسقط، أسقط في الدخان أكثر، وأوقن -كما لا أفعل عادة- أني لن أكسر للصمت ساقًا أبدا؛ لماذا لم أتعلم اللغة بما يكفي لكسر سكين الوقت المزروع في حلقي؟ 
"الوقتُ غابةٌ/ الهربُ -كرد فعلٍ- وقتٌ إضافيّ"
كنتُ آكل الوردَ ولا ألعبُ، كنتُ آكل الورد ولا أتكلم، كنتُ آكل الورد.. وأبكي لموته ولاختلاط صورتي -الكائن- في رأسي؛ الآن.. الوقتُ وردةٌ ضخمةٌ تأكلني على مهلٍ، لا تبكي ولا تفكر في كائنها الجديد.
"الكائن غابةٌ/ الكائنُ -كمحاولةٍ فاشلةٍ- محاولةٌ فاشلة"




Tuesday, March 1, 2016




(1)
كنا وحدنا
وكان العالم ظلاما في رأس الله
.
ثلجٌ
ثلجٌ كثير في رأسي، وفي فمي
محشوّةٌ أنا بمفرداتٍ رديئةٍ وحادة
أسكبُ تورطي فيها على الغرباء وأهرب
ثلجٌ
ثلجٌ كثيرٌ في يديّ
واحتراقٌ بين أصابع قدميّ
.
(2)
كنا معًا
وكان العالم ظلاما في رؤوسنا
.
احتراقٌ
احتراقٌ هائلٌ في رأسي، وفي فمي
مفرغةٌ
من كل ما يلزم الحقيقة كي تصدقني
خفيفةٌ
كما لا أستطيع هضم خطوةٍ واحدة
احتراقٌ 
احتراقٌ هائلٌ في يدي
وثلجٌ كثيرٌ بين أصابع قدميّ
.
الآن سأفتح لك بابًا للتخلِّي
لتهرب
قبل ارتكاب السقوط الطويل
.
(3)
لم نكن
وسقط الله في احتمالاتنا الطفلة






يستيقظ العالمُ في قلب ذبابة
تستيقظ الذبابة في رأسي
أستيقظ أنا في حيرة العالم
ثَمّ يدور ثلاثتنا -كطقسٍ صباحيٍّ لا نحبه- حولَ فيزيائية الله المهدرةُ بيننا
كافرين بدائرية النهايةِ..
والمحاولة
\



Thursday, February 25, 2016



سبعةٌ وعشرون عامًا ويداي فارغتان
سبعةٌ وعشرون عامًا وقلبي صدئ
سبعةٌ وعشرون عامًا وقدماي ملتصقتان بالسقوط
سبعةٌ وعشرون عامًا ورأسي متخمٌ بجثث الأسئلة الهائلة
سبعةٌ وعشرون عامًا
ولا أعرف ما أفعلُ بكل هذا الذي لا أملك!


Friday, February 12, 2016




أنا أتورط الآن،
أتورط في صورةٍ لي لم أكن أريد أن أفضح وجودها؛ 
أتورط الآن، 
ولا أحاول الهرب؛ 
بل أرسمُ وجهَ السقوطِ سحابةً، 
وأتوهم الارتفاع
\



Monday, February 8, 2016




الآن سأسميك "العالم"
الآن
أود أن ألقي بالأرض الجالسة على رأسي
وأسقطَ عند قدمي العالم وأعترف بأني كلما أخبرني أحدهم بأن أبتسم، زدتُ وحشيةً وقسوة، أن كل ما يقوله الآخرون لي أو عني، لا يكفي لأرى صورتي كاملة، أني مسخٌ كبيرٌ، كبير، وأنه يجب على الجميع أن يكرهوني الآن، قبل أن يفيض قبحي عليهم؛ لا أعرف متى -تحديدا- تحولت لهذا الكائن الإسمنتي، ولم يعد قلبي يتنفس إلا لكلاب الشوارع والقطط، كلما رأيت كلبا قلت له "أحبك"، وكلما رأيت قطةً، منحتها حضني كاملا، وبكيت؛ سأعترف، ثم أقف مرةً أخرى، أقطِّعُ وجه العالم بأظافري، ثم أُطعِمُ لحمهُ لوحشٍ رباه بداخلي، ونسيه.
الآن، سأسمي العالم باسمك، 
ثم أقبِّله.. 
وأرحل
\



Friday, February 5, 2016




يضع الله أذنه على باب العالم، ويشير بسبابته ليقطع شماتة الملائكة، بينما ينكسر الباب فجأة باندفاعٍ هائل ويتلون وجه الله -فقط- بالأحمر؛ هذه فرضيةٌ قديمةٌ ومضجرة، لكنها مرضيةٌ إلى حد كبيرٍ لنجنّب أنفسنا لومًا لا يخصنا. غير أني لا أرسم من أحب، وإن كان الأحمر ملائما للفكرة، وإن كنتُ -أصلا- لا أحب أحدا، غير أني لا أستطيع النظر إلى وجه أحدهم بما يكفي لرسمه، الفكرة مزعجة، كأن تخسر نفسك للحظةٍ وتكونه، وأنا لم أجد شيئًا، لأستطيع خسارته؛ ثم طريق طويل لأجد مرآةً صادقة، أعرف أني لو فعلتُ لجلست أسفلها تماما وبكيت، قبل أن أرى شيئًا.

أحلم بدالي لمرة أولى، لم يكن الحلم سرياليا بما يكفي، لم نتحدث عن الرسم إلا قليلا، بعد أن تسببت في قتل أحدهم، ضحك وقال لي: "استخدمي الموت أكثر".. أعطيته ليمونةً وقلم رصاص ولوحة فارغة، وانتظرت؛ أفكر في التوقف عن استخدام مفردة الانتظار يوما. هذه الألفة لا تحدث إلا في أوقات الوحدة، أصغر قيمةٍ لحد الغربةِ لا تكون إلا في الوحدة، لهذا أربي وحدتي، حتى انفجرت وذاب وجهي، ثم لم تختفِ الغربة؛ ثمة حد ناقص في المعادلة؛ في الحلم ضحك دالي بهيستيرية غريبة حتى كاد شاربه أن يتكسر وقال "أنا لا أعرف، فقط أريد".

وأنا لا أعرفُ ما أريد، ولا أريدُ شيئًا، وليس لدي شيءٌ، ولا أريد أن يكون لدي شيء، هل جربت أن تسير حتى تختفي قدماك تماما؟ نصف ساعةٍ أولى -ربما أقل أو أكثر- ويبدأ الألم خفيفًا، كريحٍ طيبةٍ، ثم يكبر، يربّي أطرافا ومخالب وأسنانا وشوكًا على جلده، جلده المترامي تحت جلدك كله والملتصق به؛ ساعتان، ثلاث ساعات -ربما أكثر أو أقل- ثم يبدأ في الضمور، ويختفي، لكنه لا يختفي وحده، بل معه يضيع جسدك، أنت.. الآن.. وحدك، بلا وجهٍ، بلا جسدٍ، بلا رغبةٍ، وبلا ألم، هل تستطيع وضع تعريفٍ لكائنك الجديد؟ أنا لم أستطع.


فريدا، إلى اليسار، تشغل ثلثي فراغ اللوحة، بشارب دالي، وثقبٍ كبير في وجهها، يخرج منه ثعبانٌ كارتوني إلى حد ما، ليلتف على عنق صورة فريدا الناقصة إلى اليمين، من عنق الأولى يخرج قرن خرتيتٍ ضخم؛ كان دالي يقول بأن العالم مصنوعٌ من قرون الخراتيت كوحدات أصغر مكونة للكل، الحقيقة أنه لم يكن يرسم قرون خراتيت فعليا، لكنه كان يقذف بقصيبه في وجه العالم، كما قال أيضًا، لا أعرف لماذا، لكنه كان مدَّعيا كبيرا، ولسبب ما كان عليه أن يضع واحدا في عنق فريدا بشكل عرضيّ. فريدا بشالها الأخضر إلى اليسار، ووجهها المثقوب، وشارب دالي، والظلام الكثيف، لم تكن تنظر بطريقةٍ إلى مسخها المقابل لها، كانت تفكر معي في المعتوه الذي يعيد تصنيع العالم بالكثير من قرون الخراتيت أو القضبان كما يرى، وترتب معي لقتله، وإعادة رسم اللوحة بترتيبٍ جديد، يناسب أوجاعنا معا، ويضع جانبا جنون سلفادور الذي يقفز حولنا كمهرجٍ أبله.. ويضحك.. يضحك فقط.



Wednesday, February 3, 2016




-أحمر
يقف العمر على أعصابنا المكشوفة
بسكاكين أقدامه الصدئة
ويضحك-

كان قلبي باردا، وكانت روحي زرقاء مسودة، صببتُ نفسي في جيبكَ، ولم أنتظر دفئا، بل المزيد من الزرقة؛ هل تعرف كيف يصب أحدهم نفسه في احتمالٍ غارقٍ في موته؟ هل تعرف كيف يسكب أحدهم روحه في جثةٍ متحللة ويحبسها هناك؟ كنتُ أبحث عن اختيار أكثر عدلا حين ضيَّعتُ آخر إصبعٍ في خطوتي على طريقٍ مقطوع سلفا، كنتُ أبحثُ عن تمام الشيء قبل حتى أن أعرف كيف يبدو جسده إن يخطو على حقيقتنا؛ هنا.. معلقةٌ كلِّي على فراغٍ يصلُ جسدَ الشيء، الغائب، بفكرتي الكاملة عنه، والغائبة أيضًا، معلقةٌ أنا، على فراغٍ، بين غيابين؛ كيف أقطع الفراغ لأسقط؟ كيف أقطعُ السقوطَ لأصل، وكيفَ أقطع الوصولَ ليرتاحَ القلبُ على أي شيءٍ، ولو كان كاذبا؟ ثم كيفَ أصدق؟

-أصفر
نراقب
بين خوفنا وعينينه
وهمٌ وصحراءٌ-


تجلسُ قطةٌ على قلبي، تحشر نفسها في حضني، وتمسح رأسها في صدري، وتنام طويلا، طويلا، لا عابئة برغبتي في الرحيل، ولا بخوفي من ذنبٍ ثقيلٍ إن فعلت؛ القطط لا تعرف الزانكس، القطط ترتاح للغرباء، ولا تفاضل في الخسارات المقيمة؛ كل العالم لا يعرف الزانكس، كل العالم يرتاح للغرباء، ولا يفاضل في الخسارات المقيمة؛ وحدنا نثقب قلوبنا باحتمالاتٍ غائبةٍ، ثم نسكب أرواحنا وأجسادنا معا في محاولاتٍ لترميم الشروخ الناتجة.
-أزرق
نصحو على دمٍ
دمٌ هادئٌ وطيب
مصدقين.. في ألوهة النهاية-


تقفُ المحاولةُ مغمضة العينين والخطى، بين غياب رغبتي فيها، وضجري الدائم، ندور حول بعضنا، لا أعرف ما أريدُ، ولا ترى، لتجنب نفسها السقوطَ في هاوية كسلي كل مرةٍ؛ كان قلبي باردا، وكانت روحي طفلةً، حين صدقتُ اللعبةَ، وألقيتُ لها بسببٍ، لتخرج، وندور، وتسقط، وتخرج وندور ونسقط؛ لم أنتبه لمراوغةِ الله لنا، إلا بانقطاع الأسباب كلها، وعرينا التام؛ حينها، جلستُ أنا، وهاوية متخمة بجثث لا أعرفها، ودم كثير كثير، نسكر برغبتنا في الندم، الندم الذي لا يجيء، وسكاكين كثيرة في الحلق.
كان قلبي باردا، وكانت روحي زرقاء مضببة، وكنتُ أحاول الهرب، حين أدركتُ أني سكبتُ دمي كاملا في غرفةٍ مظلمةٍ، أكلتُ أبوابها ونوافذها.. وانتظرت.



Saturday, January 30, 2016




أختبر الندمَ لمرةٍ أولى،
يشبه الخوفَ إلى حد كبير
غير أن نيرانا كثيرة تندلع من عينيه؛
تصالحتُ مع الغرق، الغرق بعيدا عن كل المجازات،
بعيدا عني
بعيدا عنك
بعيدا عن غضبي المفرط تجاه كل شيء
لكني بخير
أرسمُ غيمةً سوداء كبيرة على جبهتي كلما حزنت
حتى صرت عتمةً هائلةً
وربما هاوية أيضًا
لكني بخير
ربما لا أعرف ماذا أفعل بنوبات الفزع الليلية المتكررة
ورغبات البكاء الحادة
لكني بخير
"كم يستغرق الموت غرقا؟" سألتُ
كأني أصدق في الوقت أصلا
كأني أصدقُ
كأني حقيقةً
كأن العالمَ أكثر من فكرةٍ كابوسية
في خيال الله الضَّجِر

\



Friday, January 29, 2016




لا أحد يعرف حزنك مثلك،
اجلس معه على رصيفٍ في شارعٍ خالٍ من أي شيء
ضع ذراعك حول عنقه واصمتا معا،
اسكرا معا، 
ألبِسهُ قميصك المفضل، 
ورتب شعره وتقطيبة وجهه، 
ربما تأخذه إلى السينما 
دلله وامسح على شوكِ قلبه
ثم سامح جحوده وكآبته؛
لا أحد يعرف حزنك مثلك
اجلس بجواره على أرض الغرفة الباردة،
احتضنه حتى تتكسر ضلوعكما معا
وابكِ وحدكَ طويلا
ثم ضع رأسك على صدرهِ..
ونم
\



Thursday, January 28, 2016




كان موحشا، لكنه طيبٌ وهادئ، متخمٌ بالطرق المقطوعة والمحاولات الناقصة والخوف؛ لم أكن أريد السقوط هناك، غير أني كنتُ أبحث عن ذاكرةٍ بيضاء، كانت بيضاء بدوائر زرقاء كما أذكر، وكانت خالية من الخيبات والتعثر، وكنتُ أضحك، أو ربما لم أكن، وكنتُ أفرحُ، أو ربما لم أكن، وكنتُ أصلُ، أحيانا، بمقدار خطوتينِ فقط، خطوتان ورغبةٌ حيّة، وربما لم أكن، لا أذكر؛ على اليسارِ كان هائلا وثقيلا، بلا وجهٍ ولا أطراف، غير أنا ابتسمنا لبعضنا كخاسرَيْن، حزني القديم الكبير؛ كان مظلما ودافئا، ولم أكن أريد السقوط هناك، غير أني كنتُ أبحثُ عن وجه ٍناقصٍ، وزيتٍ لصدأ القلب، لم أكن أريد السقوط هناك، غير أنك كسرتَ الباب ولم تنتبه لكل الأشباح التي أيقظتَ.. ورحلت..
وأنا لم أكن أريدُ السقوطَ هناك
\



Friday, January 22, 2016




بلا مبالاةٍ هائلةٍ، يستيقظ الموت النائم بجواري، يفركُ عينيه، ويرتب شعرهُ، ثم يجلسُ فوق رأسي، فوق عيني تحديدا؛ لا أعرف إن كنتُ أدَّعي الخوف، أو إن كنتُ خائفةً حقيقةً، الحقيقة؟ الحقيقة أني لا أعرف ما الذي كنتُ أريدهُ لأتلقى كل ما يأتي كأنه خيبةٌ كبيرةٌ، كأني لا أريد شيئًا، كأني أحيا لأجمع الخيباتِ في قلبي فيثقل لألمس الأرض وأتحقق من جسدي وثقلي؛ وأنت.. أنت خيبتي الكبيرة والموجعة، أنت رغبتي الكبيرة والموجعة، أنت خوفي الأكبر وسخطي الأكبر، وكرهي الأكبر، وذوباني في أي شيء، وإعراضي عن كل شيء؛ غير أن موتا هائلا يجلس على عيني الآن يلحس ذيله ولا يفكر في شيء.

ثمة لحظة تكشفُ فيها عن وجهك الموحش، وجهك الذي لا يعرفه أحد، وجهك الذي ربما نسيته خلف موتٍ كبيرٍ يتلبسك ويقابل العالم كأنه أنت، لحظةٌ واحدة يهرب فيها الجميع فزعا من مسخٍ ربيته بداخلك حتى أكلك وصارك حقيقةً، الآن.. أنت وحدكَ، بفزعهم كله، وغيابهم، بخوفك كله، وجثومه، بضعفك كله وقسوتك، بكل وحشتك وقبحك ولا شيء سوى مرآةٍ بحجم العالم، ماذا تفعل الآن، الآن ولو ارتديت الله على وجهك، فلن تنسى الحقيقةَ.




Monday, January 18, 2016




الآن أستطيع أن أعترف
أن أفتح قميص اختبائي زرا زرا
وأكشف صدر خوفي
أسقط عند قدمَي الحقيقةِ
ثم أقطِّع لحمها
بالكثير من البطءِ..
والقسوةِ معا
أسكرُ بدمِ غيابها
ثم أرقصُ
حتى أتحد بتيهي..
ونتلاشى معا
تماما
تماما
\



Friday, January 15, 2016




عندما خلقنا الله وضع في كف كل منا كل احتمالاته الممكنة وأكمل خلق النتائج لكل احتمال على حدا
ثم ألقى الألوهة عن كتفه، ونام
..
نحن وحدنا
مفرطون في الحيرةِ والخوف من طرقٍ سلكناها كلها فبل خلقها، وخلقنا
نحن وحدنا
بصوتٍ مقطوعٍ وأحبال ذائبة
..
الآن
إما أن نصالح جدار العالم المقام على صدورنا
أو أن نستسلم لرغبةٍ طفلةٍ في إزاحته
ونفرح
في النهاية 
بدمنا المهدر
على إسمنتية العالم
وألوهته
\



Wednesday, January 13, 2016




العالم سيئ يا صديق
ونحن وحدنا
نلملم شوكه عن صوف قلوبنا ونفشل
العالم ثقيل يا صديق
ربما تضع رأسه على صدري وتهرب
أصابعي سكاكين صدئة
سأفقأ عينيه 
وأربي عماهُ عتمةً كبيرةً 
ينام التيه على صدرها
وننسى استحالةَ الطرق الطيبة
\



Tuesday, January 5, 2016




سأحبك،

حتى أكسر عنق غيابك
ثم سأرحل..
-هل نبكي الآن؟
-ليس في القلب متسعٌ لشيء
-هل نهرب الآن؟
-لا يملك القلب خطى فائضة للمحاولة
-فلنصمت الآن، معا، وليمر الحزن على أجسادنا النيئة، ينكأ كل الجروح القديمة، نشرب دمنا، ولا نسكر.
سأحبك
حتى ننسى هشاشتنا، ونصدق
ثم سأرحل..
هل نقرّ أن الأكثر كمالا من لحظةٍ بلا ألم، هي اللحظة التي يرفع فيها قدما أولى عن القلبِ، واحدة في الجرح وواحدة في الهواء، لا يمسكنا، ولم نتركه، يقفُ حانيا رأسه، على أعصابنا المكشوفة ويفكر، فقط يفكر، مهزوما، في الرحيل؛ هنا، هنا تماما، يسكن الله.
سأحبك، 
حتى تنام المراوغةُ على كتفي..
ثم سأرحل
\



Sunday, January 3, 2016




" أنتِ دوامةُ ألمٍ" يقولُ، وربما لا يعرفُ كيف يكون أن تأكل حزنكَ بشوكة الصمتِ وسكين الوقت؛ لستُ دوامةً يا صديق، أنا لا شيءٌ كبير، لا شيءٌ فارغٌ وفاغرًا قلبه على قبحِ العالمِ يخطو إلى اللا شيء، ولم أكن أتحركُ، لم أكن أسيرُ، كنتُ أطفو، كأن الترابَ هواءٌ، كأن قدميّ هواءٌ، وكأن جسدي هواء، وحدهُ خيالي، كشجرةٍ جافةٍ، يتدلى من رأسي، أجرّه خلفي، أو يسوقني أمامه، يجمعُ تراب الأرضِ، وجثثَ الخطواتِ المتعثرةِ في جيبه، ويضحكُ.. يضحك لوهميّتي وهميّته؛ لستُ دوامة يا صديق، أنا كتلةُ وجعٍ سقطت من جيبِ إلاهكم و هو يضيف للأرضِ أحزانها، ونسِيَ التقاطي، فكبرت، كبرتُ كلعنةٍ منسيّةٍ، تعضّ على أصابعها وترتب أشباحها يوميا، ربما.. ربما يتذكرها أحد.




Saturday, January 2, 2016




كل الألوانِ أنا
كل سكاكين الرسم أنت
وكل اللوحات الفارغةِ -كقلبينا- مقابرٌ لاحتمالاتٍ لن نطأها
\
رتَّبتُ صوتي اليومَ، وانتظرت؛ كنتُ أنزع حزني عنه، وعن وجهي، كما لو كنتُ أمسحُ كحلا سائلا أسفل عينيّ بحجرٍ؛ وأفكرُ.. كيف سأبدو لو نزعتُ نصف ملامحي، وزرعتُ مكانها بئرا وعواميد إنارةٍ؟ 
أكلتُ مرآةً كبيرةً، لأضاعف المسافةَ بيني وصورتي، أكلتُ مرآتي الكبيرةَ لأجرحَ قلبَ الغربةِ، فأكلتنا معًا وضحِكَتْ لسذاجتنا. 
رتبتُ صمتي اليومَ، ولم يأتِ أحد؛ تصرخُ أبوابي المغلقةُ في وجهي فأحشو أذنيّ بهربٍ كبيرٍ وأحاول النوم؛ رتبتُ أحلامي اليومَ، ولم أنم.
\
كل الأحزانِ أنا
كل الحكايات الناقصةِ أنت
وتمامها -كقلبينا- مقابرٌ لنهاياتٍ لن نطأها