Saturday, January 30, 2016




أختبر الندمَ لمرةٍ أولى،
يشبه الخوفَ إلى حد كبير
غير أن نيرانا كثيرة تندلع من عينيه؛
تصالحتُ مع الغرق، الغرق بعيدا عن كل المجازات،
بعيدا عني
بعيدا عنك
بعيدا عن غضبي المفرط تجاه كل شيء
لكني بخير
أرسمُ غيمةً سوداء كبيرة على جبهتي كلما حزنت
حتى صرت عتمةً هائلةً
وربما هاوية أيضًا
لكني بخير
ربما لا أعرف ماذا أفعل بنوبات الفزع الليلية المتكررة
ورغبات البكاء الحادة
لكني بخير
"كم يستغرق الموت غرقا؟" سألتُ
كأني أصدق في الوقت أصلا
كأني أصدقُ
كأني حقيقةً
كأن العالمَ أكثر من فكرةٍ كابوسية
في خيال الله الضَّجِر

\



Friday, January 29, 2016




لا أحد يعرف حزنك مثلك،
اجلس معه على رصيفٍ في شارعٍ خالٍ من أي شيء
ضع ذراعك حول عنقه واصمتا معا،
اسكرا معا، 
ألبِسهُ قميصك المفضل، 
ورتب شعره وتقطيبة وجهه، 
ربما تأخذه إلى السينما 
دلله وامسح على شوكِ قلبه
ثم سامح جحوده وكآبته؛
لا أحد يعرف حزنك مثلك
اجلس بجواره على أرض الغرفة الباردة،
احتضنه حتى تتكسر ضلوعكما معا
وابكِ وحدكَ طويلا
ثم ضع رأسك على صدرهِ..
ونم
\



Thursday, January 28, 2016




كان موحشا، لكنه طيبٌ وهادئ، متخمٌ بالطرق المقطوعة والمحاولات الناقصة والخوف؛ لم أكن أريد السقوط هناك، غير أني كنتُ أبحث عن ذاكرةٍ بيضاء، كانت بيضاء بدوائر زرقاء كما أذكر، وكانت خالية من الخيبات والتعثر، وكنتُ أضحك، أو ربما لم أكن، وكنتُ أفرحُ، أو ربما لم أكن، وكنتُ أصلُ، أحيانا، بمقدار خطوتينِ فقط، خطوتان ورغبةٌ حيّة، وربما لم أكن، لا أذكر؛ على اليسارِ كان هائلا وثقيلا، بلا وجهٍ ولا أطراف، غير أنا ابتسمنا لبعضنا كخاسرَيْن، حزني القديم الكبير؛ كان مظلما ودافئا، ولم أكن أريد السقوط هناك، غير أني كنتُ أبحثُ عن وجه ٍناقصٍ، وزيتٍ لصدأ القلب، لم أكن أريد السقوط هناك، غير أنك كسرتَ الباب ولم تنتبه لكل الأشباح التي أيقظتَ.. ورحلت..
وأنا لم أكن أريدُ السقوطَ هناك
\



Friday, January 22, 2016




بلا مبالاةٍ هائلةٍ، يستيقظ الموت النائم بجواري، يفركُ عينيه، ويرتب شعرهُ، ثم يجلسُ فوق رأسي، فوق عيني تحديدا؛ لا أعرف إن كنتُ أدَّعي الخوف، أو إن كنتُ خائفةً حقيقةً، الحقيقة؟ الحقيقة أني لا أعرف ما الذي كنتُ أريدهُ لأتلقى كل ما يأتي كأنه خيبةٌ كبيرةٌ، كأني لا أريد شيئًا، كأني أحيا لأجمع الخيباتِ في قلبي فيثقل لألمس الأرض وأتحقق من جسدي وثقلي؛ وأنت.. أنت خيبتي الكبيرة والموجعة، أنت رغبتي الكبيرة والموجعة، أنت خوفي الأكبر وسخطي الأكبر، وكرهي الأكبر، وذوباني في أي شيء، وإعراضي عن كل شيء؛ غير أن موتا هائلا يجلس على عيني الآن يلحس ذيله ولا يفكر في شيء.

ثمة لحظة تكشفُ فيها عن وجهك الموحش، وجهك الذي لا يعرفه أحد، وجهك الذي ربما نسيته خلف موتٍ كبيرٍ يتلبسك ويقابل العالم كأنه أنت، لحظةٌ واحدة يهرب فيها الجميع فزعا من مسخٍ ربيته بداخلك حتى أكلك وصارك حقيقةً، الآن.. أنت وحدكَ، بفزعهم كله، وغيابهم، بخوفك كله، وجثومه، بضعفك كله وقسوتك، بكل وحشتك وقبحك ولا شيء سوى مرآةٍ بحجم العالم، ماذا تفعل الآن، الآن ولو ارتديت الله على وجهك، فلن تنسى الحقيقةَ.




Monday, January 18, 2016




الآن أستطيع أن أعترف
أن أفتح قميص اختبائي زرا زرا
وأكشف صدر خوفي
أسقط عند قدمَي الحقيقةِ
ثم أقطِّع لحمها
بالكثير من البطءِ..
والقسوةِ معا
أسكرُ بدمِ غيابها
ثم أرقصُ
حتى أتحد بتيهي..
ونتلاشى معا
تماما
تماما
\



Friday, January 15, 2016




عندما خلقنا الله وضع في كف كل منا كل احتمالاته الممكنة وأكمل خلق النتائج لكل احتمال على حدا
ثم ألقى الألوهة عن كتفه، ونام
..
نحن وحدنا
مفرطون في الحيرةِ والخوف من طرقٍ سلكناها كلها فبل خلقها، وخلقنا
نحن وحدنا
بصوتٍ مقطوعٍ وأحبال ذائبة
..
الآن
إما أن نصالح جدار العالم المقام على صدورنا
أو أن نستسلم لرغبةٍ طفلةٍ في إزاحته
ونفرح
في النهاية 
بدمنا المهدر
على إسمنتية العالم
وألوهته
\



Wednesday, January 13, 2016




العالم سيئ يا صديق
ونحن وحدنا
نلملم شوكه عن صوف قلوبنا ونفشل
العالم ثقيل يا صديق
ربما تضع رأسه على صدري وتهرب
أصابعي سكاكين صدئة
سأفقأ عينيه 
وأربي عماهُ عتمةً كبيرةً 
ينام التيه على صدرها
وننسى استحالةَ الطرق الطيبة
\



Tuesday, January 5, 2016




سأحبك،

حتى أكسر عنق غيابك
ثم سأرحل..
-هل نبكي الآن؟
-ليس في القلب متسعٌ لشيء
-هل نهرب الآن؟
-لا يملك القلب خطى فائضة للمحاولة
-فلنصمت الآن، معا، وليمر الحزن على أجسادنا النيئة، ينكأ كل الجروح القديمة، نشرب دمنا، ولا نسكر.
سأحبك
حتى ننسى هشاشتنا، ونصدق
ثم سأرحل..
هل نقرّ أن الأكثر كمالا من لحظةٍ بلا ألم، هي اللحظة التي يرفع فيها قدما أولى عن القلبِ، واحدة في الجرح وواحدة في الهواء، لا يمسكنا، ولم نتركه، يقفُ حانيا رأسه، على أعصابنا المكشوفة ويفكر، فقط يفكر، مهزوما، في الرحيل؛ هنا، هنا تماما، يسكن الله.
سأحبك، 
حتى تنام المراوغةُ على كتفي..
ثم سأرحل
\



Sunday, January 3, 2016




" أنتِ دوامةُ ألمٍ" يقولُ، وربما لا يعرفُ كيف يكون أن تأكل حزنكَ بشوكة الصمتِ وسكين الوقت؛ لستُ دوامةً يا صديق، أنا لا شيءٌ كبير، لا شيءٌ فارغٌ وفاغرًا قلبه على قبحِ العالمِ يخطو إلى اللا شيء، ولم أكن أتحركُ، لم أكن أسيرُ، كنتُ أطفو، كأن الترابَ هواءٌ، كأن قدميّ هواءٌ، وكأن جسدي هواء، وحدهُ خيالي، كشجرةٍ جافةٍ، يتدلى من رأسي، أجرّه خلفي، أو يسوقني أمامه، يجمعُ تراب الأرضِ، وجثثَ الخطواتِ المتعثرةِ في جيبه، ويضحكُ.. يضحك لوهميّتي وهميّته؛ لستُ دوامة يا صديق، أنا كتلةُ وجعٍ سقطت من جيبِ إلاهكم و هو يضيف للأرضِ أحزانها، ونسِيَ التقاطي، فكبرت، كبرتُ كلعنةٍ منسيّةٍ، تعضّ على أصابعها وترتب أشباحها يوميا، ربما.. ربما يتذكرها أحد.




Saturday, January 2, 2016




كل الألوانِ أنا
كل سكاكين الرسم أنت
وكل اللوحات الفارغةِ -كقلبينا- مقابرٌ لاحتمالاتٍ لن نطأها
\
رتَّبتُ صوتي اليومَ، وانتظرت؛ كنتُ أنزع حزني عنه، وعن وجهي، كما لو كنتُ أمسحُ كحلا سائلا أسفل عينيّ بحجرٍ؛ وأفكرُ.. كيف سأبدو لو نزعتُ نصف ملامحي، وزرعتُ مكانها بئرا وعواميد إنارةٍ؟ 
أكلتُ مرآةً كبيرةً، لأضاعف المسافةَ بيني وصورتي، أكلتُ مرآتي الكبيرةَ لأجرحَ قلبَ الغربةِ، فأكلتنا معًا وضحِكَتْ لسذاجتنا. 
رتبتُ صمتي اليومَ، ولم يأتِ أحد؛ تصرخُ أبوابي المغلقةُ في وجهي فأحشو أذنيّ بهربٍ كبيرٍ وأحاول النوم؛ رتبتُ أحلامي اليومَ، ولم أنم.
\
كل الأحزانِ أنا
كل الحكايات الناقصةِ أنت
وتمامها -كقلبينا- مقابرٌ لنهاياتٍ لن نطأها