Thursday, February 25, 2016



سبعةٌ وعشرون عامًا ويداي فارغتان
سبعةٌ وعشرون عامًا وقلبي صدئ
سبعةٌ وعشرون عامًا وقدماي ملتصقتان بالسقوط
سبعةٌ وعشرون عامًا ورأسي متخمٌ بجثث الأسئلة الهائلة
سبعةٌ وعشرون عامًا
ولا أعرف ما أفعلُ بكل هذا الذي لا أملك!


Friday, February 12, 2016




أنا أتورط الآن،
أتورط في صورةٍ لي لم أكن أريد أن أفضح وجودها؛ 
أتورط الآن، 
ولا أحاول الهرب؛ 
بل أرسمُ وجهَ السقوطِ سحابةً، 
وأتوهم الارتفاع
\



Monday, February 8, 2016




الآن سأسميك "العالم"
الآن
أود أن ألقي بالأرض الجالسة على رأسي
وأسقطَ عند قدمي العالم وأعترف بأني كلما أخبرني أحدهم بأن أبتسم، زدتُ وحشيةً وقسوة، أن كل ما يقوله الآخرون لي أو عني، لا يكفي لأرى صورتي كاملة، أني مسخٌ كبيرٌ، كبير، وأنه يجب على الجميع أن يكرهوني الآن، قبل أن يفيض قبحي عليهم؛ لا أعرف متى -تحديدا- تحولت لهذا الكائن الإسمنتي، ولم يعد قلبي يتنفس إلا لكلاب الشوارع والقطط، كلما رأيت كلبا قلت له "أحبك"، وكلما رأيت قطةً، منحتها حضني كاملا، وبكيت؛ سأعترف، ثم أقف مرةً أخرى، أقطِّعُ وجه العالم بأظافري، ثم أُطعِمُ لحمهُ لوحشٍ رباه بداخلي، ونسيه.
الآن، سأسمي العالم باسمك، 
ثم أقبِّله.. 
وأرحل
\



Friday, February 5, 2016




يضع الله أذنه على باب العالم، ويشير بسبابته ليقطع شماتة الملائكة، بينما ينكسر الباب فجأة باندفاعٍ هائل ويتلون وجه الله -فقط- بالأحمر؛ هذه فرضيةٌ قديمةٌ ومضجرة، لكنها مرضيةٌ إلى حد كبيرٍ لنجنّب أنفسنا لومًا لا يخصنا. غير أني لا أرسم من أحب، وإن كان الأحمر ملائما للفكرة، وإن كنتُ -أصلا- لا أحب أحدا، غير أني لا أستطيع النظر إلى وجه أحدهم بما يكفي لرسمه، الفكرة مزعجة، كأن تخسر نفسك للحظةٍ وتكونه، وأنا لم أجد شيئًا، لأستطيع خسارته؛ ثم طريق طويل لأجد مرآةً صادقة، أعرف أني لو فعلتُ لجلست أسفلها تماما وبكيت، قبل أن أرى شيئًا.

أحلم بدالي لمرة أولى، لم يكن الحلم سرياليا بما يكفي، لم نتحدث عن الرسم إلا قليلا، بعد أن تسببت في قتل أحدهم، ضحك وقال لي: "استخدمي الموت أكثر".. أعطيته ليمونةً وقلم رصاص ولوحة فارغة، وانتظرت؛ أفكر في التوقف عن استخدام مفردة الانتظار يوما. هذه الألفة لا تحدث إلا في أوقات الوحدة، أصغر قيمةٍ لحد الغربةِ لا تكون إلا في الوحدة، لهذا أربي وحدتي، حتى انفجرت وذاب وجهي، ثم لم تختفِ الغربة؛ ثمة حد ناقص في المعادلة؛ في الحلم ضحك دالي بهيستيرية غريبة حتى كاد شاربه أن يتكسر وقال "أنا لا أعرف، فقط أريد".

وأنا لا أعرفُ ما أريد، ولا أريدُ شيئًا، وليس لدي شيءٌ، ولا أريد أن يكون لدي شيء، هل جربت أن تسير حتى تختفي قدماك تماما؟ نصف ساعةٍ أولى -ربما أقل أو أكثر- ويبدأ الألم خفيفًا، كريحٍ طيبةٍ، ثم يكبر، يربّي أطرافا ومخالب وأسنانا وشوكًا على جلده، جلده المترامي تحت جلدك كله والملتصق به؛ ساعتان، ثلاث ساعات -ربما أكثر أو أقل- ثم يبدأ في الضمور، ويختفي، لكنه لا يختفي وحده، بل معه يضيع جسدك، أنت.. الآن.. وحدك، بلا وجهٍ، بلا جسدٍ، بلا رغبةٍ، وبلا ألم، هل تستطيع وضع تعريفٍ لكائنك الجديد؟ أنا لم أستطع.


فريدا، إلى اليسار، تشغل ثلثي فراغ اللوحة، بشارب دالي، وثقبٍ كبير في وجهها، يخرج منه ثعبانٌ كارتوني إلى حد ما، ليلتف على عنق صورة فريدا الناقصة إلى اليمين، من عنق الأولى يخرج قرن خرتيتٍ ضخم؛ كان دالي يقول بأن العالم مصنوعٌ من قرون الخراتيت كوحدات أصغر مكونة للكل، الحقيقة أنه لم يكن يرسم قرون خراتيت فعليا، لكنه كان يقذف بقصيبه في وجه العالم، كما قال أيضًا، لا أعرف لماذا، لكنه كان مدَّعيا كبيرا، ولسبب ما كان عليه أن يضع واحدا في عنق فريدا بشكل عرضيّ. فريدا بشالها الأخضر إلى اليسار، ووجهها المثقوب، وشارب دالي، والظلام الكثيف، لم تكن تنظر بطريقةٍ إلى مسخها المقابل لها، كانت تفكر معي في المعتوه الذي يعيد تصنيع العالم بالكثير من قرون الخراتيت أو القضبان كما يرى، وترتب معي لقتله، وإعادة رسم اللوحة بترتيبٍ جديد، يناسب أوجاعنا معا، ويضع جانبا جنون سلفادور الذي يقفز حولنا كمهرجٍ أبله.. ويضحك.. يضحك فقط.



Wednesday, February 3, 2016




-أحمر
يقف العمر على أعصابنا المكشوفة
بسكاكين أقدامه الصدئة
ويضحك-

كان قلبي باردا، وكانت روحي زرقاء مسودة، صببتُ نفسي في جيبكَ، ولم أنتظر دفئا، بل المزيد من الزرقة؛ هل تعرف كيف يصب أحدهم نفسه في احتمالٍ غارقٍ في موته؟ هل تعرف كيف يسكب أحدهم روحه في جثةٍ متحللة ويحبسها هناك؟ كنتُ أبحث عن اختيار أكثر عدلا حين ضيَّعتُ آخر إصبعٍ في خطوتي على طريقٍ مقطوع سلفا، كنتُ أبحثُ عن تمام الشيء قبل حتى أن أعرف كيف يبدو جسده إن يخطو على حقيقتنا؛ هنا.. معلقةٌ كلِّي على فراغٍ يصلُ جسدَ الشيء، الغائب، بفكرتي الكاملة عنه، والغائبة أيضًا، معلقةٌ أنا، على فراغٍ، بين غيابين؛ كيف أقطع الفراغ لأسقط؟ كيف أقطعُ السقوطَ لأصل، وكيفَ أقطع الوصولَ ليرتاحَ القلبُ على أي شيءٍ، ولو كان كاذبا؟ ثم كيفَ أصدق؟

-أصفر
نراقب
بين خوفنا وعينينه
وهمٌ وصحراءٌ-


تجلسُ قطةٌ على قلبي، تحشر نفسها في حضني، وتمسح رأسها في صدري، وتنام طويلا، طويلا، لا عابئة برغبتي في الرحيل، ولا بخوفي من ذنبٍ ثقيلٍ إن فعلت؛ القطط لا تعرف الزانكس، القطط ترتاح للغرباء، ولا تفاضل في الخسارات المقيمة؛ كل العالم لا يعرف الزانكس، كل العالم يرتاح للغرباء، ولا يفاضل في الخسارات المقيمة؛ وحدنا نثقب قلوبنا باحتمالاتٍ غائبةٍ، ثم نسكب أرواحنا وأجسادنا معا في محاولاتٍ لترميم الشروخ الناتجة.
-أزرق
نصحو على دمٍ
دمٌ هادئٌ وطيب
مصدقين.. في ألوهة النهاية-


تقفُ المحاولةُ مغمضة العينين والخطى، بين غياب رغبتي فيها، وضجري الدائم، ندور حول بعضنا، لا أعرف ما أريدُ، ولا ترى، لتجنب نفسها السقوطَ في هاوية كسلي كل مرةٍ؛ كان قلبي باردا، وكانت روحي طفلةً، حين صدقتُ اللعبةَ، وألقيتُ لها بسببٍ، لتخرج، وندور، وتسقط، وتخرج وندور ونسقط؛ لم أنتبه لمراوغةِ الله لنا، إلا بانقطاع الأسباب كلها، وعرينا التام؛ حينها، جلستُ أنا، وهاوية متخمة بجثث لا أعرفها، ودم كثير كثير، نسكر برغبتنا في الندم، الندم الذي لا يجيء، وسكاكين كثيرة في الحلق.
كان قلبي باردا، وكانت روحي زرقاء مضببة، وكنتُ أحاول الهرب، حين أدركتُ أني سكبتُ دمي كاملا في غرفةٍ مظلمةٍ، أكلتُ أبوابها ونوافذها.. وانتظرت.