على مسافةِ حلمٍ من الغد،
أجلسُ على طرفِ السريرِ
أقاومُ رغبتي في الانتحارِ،
وأتناسى هزيمتي في معركةٍ يوميَّةٍ مع الأرق..
ربما قضيتُ آخر خمسةَ أشهرٍ في محاولاتٍ فاشلةٍ لمعرفةِ ما أريد.. أفكر لثلاثةِ أيامٍ كيفَ سأقضي يومًا واحدًا، الإجازاتُ سريعةٌ ومؤلمة.. تماما كغيابِها، أريدُ أن أرسم، أتناسى رائحةَ الألوانِ وخطواتِ الفرشاةِ على البياضِ وتييها وتيهي بينهما، أتناسى رغبتي في الرسمِ فقط لأني لم يعد لديّ من الطاقةِ ما يكفيني لأستمر في رغبتي بعد أن أملأ الفرشاةَ باللون، دائما تنغلق الدائرةُ دونَ أن أراها، أغرقُ في الظلِّ فتنكسر الخطوةُ، وينفتحُ الطريقُ على اللانهايةِ.
قبلَ عامينِ كنتَ هنا، دافئًا ومُربِكًا بحضورِك، أو أنا المفرطةُ في قلقي، عصبيَّةُ معدتي تبقيني وحيدةً أكثر، وأحلامي في ركنٍ مظلمٍ من الذاكرةِ تعمل على منحي دفئًا لا يكفي لشيء، ربما لو تصالحتُ مع جهازي الهضمي يومًا، أحبُّ الحياةَ أكثر، وأسامحني لحضورِكَ قبلَ عامين.. وغيابِك الآن.
الذاكرةُ ارتجاليَّةٌ إلى أبعد من حلمٍ جامح، أكرر هذا دائما، وأكرر أيضًا فكرة تكراري لها، وأكرر مفرداتِ حياتي الآن، دائما، وكأني أحاول حفرها بداخلي، ربما لأملأ فراغٍ ما، وربما، لأفرَّغَ مساحةَ لغير التكرار.
الأسود/ الكرهُ/ الطحالبُ/ العبث/ الكفر
مفرداتُ تعويذةٍ تبقيني بعيدةً لفترةٍ أطول، ربما أمارسُ السِّحرَ ما استطعت، الدم فقط ما ينقصني الآن لأدخلَ عالم الأرضيين تمامًا.
أعدُّلُ جلستي على السريرِ، أمارسُ دورَ المنتصرِ في حربِهِ التي لم تبدأ، أزيدُ من الظلامِ والدفء، تتسع عينيَّ أكثر/ تزدادُ رغبتي في الرسم/ دخانُ سيجارةٍ واحدةٍ الآن لا يكفي لأغير وجهتي/ القهوةُ باردةٌ/ ورغبتي لا تكفي لأحركَ عينيَّ عما لا تراهُ في فراغٍ تتسع أكثر كلما غرقت فيه لأرسم/ في هذا الوقت تماما من كل يومٍ/ أفقدُ قدرتي على الحركة/ أو ربما يصيبني الكسلَ أكثر/ تحويل عينيّ من فراغٍ لآخر مؤلمٌ كجبلٍ يطبقُ على الذاكرة/ معركتي الوحيدةُ التي أنتصرُ فيها الآن.. الاستسلامُ لهزيمتي في كل ما سبق!