Showing posts with label عبث. Show all posts
Showing posts with label عبث. Show all posts

Sunday, May 3, 2015



لحظةُ انسحابِ الألمِ أكثر اكتمالا من غيابه تماما؛ تنحل حبة المهدئ تدريجيا، وأنا أراقب ذوبانها في دمي وأطرافي الباردة..

تحولتُ إلى مجرمةٍ كبيرةٍ في سبيل الحفاظ على وحدتي، أقبضُ عليها كما يقبض الله على كونه، غير أني لا أعرف الحكمةَ من إبقائي عليها ودفاعي المستميت عنها؛ تحولتُ إلى مجرمةٍ كبيرةٍ في سبيل ذلك، وفرحت؛ قتلت الكثير ممن مررتُ بهم أو مروا بي، سرقتُ الصمتَ من أفواه الجميع وأكلته، أكلته حيًّا، لونتُ جسدي بدمِ الموتى، وعلقتُ الجثث على صدري؛ وأنا أكره رائحة الموتى وأحب الموت.
"سأكرهك بعد قليل، أو ربما أفعل الآن؛ وأنا لستُ طيبةً بما يكفي لأن أسامح إجابةً كاذبة.."


تثقل رأسي تدريجيا، وتكبر، تكبر، تتضخم، حتى يختفي جسدي تماما، أنا رأسي فقط، المنتفخة كبالون ضخم، الثقيلةُ كصخرة، الفارغةُ جدا، المتكدسة تماما؛ تسقط رأسي لأسفل ويعلو الماء في الغرفةِ، تذوب حبة المهدئ، تسقط رأسي، ويعلو الماء حتى أختفي تماما، دمي أزرق، الغرفةُ محيطٌ، وأنا سعيدةٌ بالغرق، وأريدك هنا الآن.. غير أني أكرهك.. وأحب حبات المهدئ.

Saturday, March 29, 2014




خمسة أعوامٍ أدرب نفسي على الفشل في الإبقاءِ على أي شيء، كأن تتخلَّى عن كل شيءٍ تماما، لتصدق -بنسبة لا تستحق كل ذلك- قدرتك على هزيمةِ الثقوب الكبيرة في القلب؛ بيدين فارغتين و كائن مجوف، أربِّي الكثير من الطحالب لمنع تسرب الصفر المؤجل لتصديق حقيقي.

الله لا يحب أحدًا، هو يحب نفسه فينا؛ نحن لا نحب أحدا، نحن نحب أنفسنا في الآخرين؛ هذه المقارنة جاهلةٌ و ضيقة، و لكني أيضًا لن أنفيها، إذ إن حضورها برأسي يثبت احتمالية حقيقيتها بطريقة ما. 

لذا احتضنوا أنفسكم جيدا، و املأوا فراغات أرواحكم بما لا يزيد اتساعها؛ الواحدية للقادرين عليها، إذ أن الخلود وحده كافٍ جدا لفقدان الأمل في كل شيء؛ لإلهٍ يجرب خلقه الأول علينا أن نكون أكثر رحمةً في حكمنا.

و كعَرَضٍ جانبيٍّ، لم أعد أستطيعُ البكاءَ/ الخوفَ/ الانتظارَ/ القلق، أنا جافَّةٌ تماما.. كـ صحراء... و مؤجلةٌ.. لغربةٍ كاملة.


Saturday, February 1, 2014



صديقي المطلق/ مورفيوس/ كل من مر هنا بصدفةٍ بائسة.. أكرهكم جدا.. و أريد البكاء.

و لأني لا أستطيع الكذب، أو لا أحبه، فسأعترف، أني كاذبةٌ فيما سبق، إذ أني فقدت قدرتي على الكره، تماما، كما فقدت قدرتي على البكاء، و أؤكد على صدق رغبتي فيه.. فقط، لو توقف هذا الشيء داخلي و الذي يشكك في قدرتي على الرغبة في أي شيءٍ أيضًا!
كل ما سبق حقيقي، و غير حقيقي بالمرة، ربما أكرهكم و ربما لا، أريد البكاء و لا أستطيع، أو لا أريد البكاء و أستطيع، أو لا أريد البكاء و لا أستطيع، الحقيقة أني لا أعرف، أو أعرف و لا أريد أن أعرف، أو أريد و أستطيع و أشتهي الحيرةَ، أو ... كل ما سبق و لكني كسولة لتحقيق أي شيء.

أنا ممتلئةٌ بفراغٍ ضخمٍ جدا، متلازم -لا إراديا- برغبةٍ -مشكوك في حقيقتها- في تصنيفه.
\


Sunday, December 15, 2013

خلق




كل الوجوه التي رسمتها، تطاردني الآن، أو ربما تراقبني، أتجنب النظر في عيونهم، حتى أني نزعت الكثير منهم عن الحوائط، فكرت في تمزيق بعضهم و لكني لم أستطع؛ لأني خلقتهم فإن ذلك لا يعطيني القدرة على التخلص منهم، ثم خلودٌ ما يقترن بخروج أي شيءٍ من عدمه، و لأني خلقتهم أيضًا فإن ذلك لا ينفي كل الرعب الذي يلقونه في قلبي الآن. كيف يتعامل الله معنا و قد تقابلنا معه في خلوده، غير أنا نخلد فقد فيما يريد لنا و يخلد فيما يليق به؟ 

صورة أبي كانت أكثرهم رعبا لي، غير أن ذلك اقترن أيضًا مع غيابه التام عن رؤاي، ماذا أفعل أنا هنا في هذا العالم، الذي لم يخبرني عنه شيئا، غير أن أجرب، ثم أسقط، ثم أعيد كل شيءٍ؟ ماذا أفعل غير أن أروض التيه ككائن أليف إذ أني فشلت تماما في التخلص منه؟ ماذا أفعل بكل ما ترك لي من الفقدِ و الرعب من كل ذلك؟ أحدهم.. يعاقب المكسور على كسره، ثم ينظر للهاويةِ و يبتسم.

لمرةٍ أولى.. أستطيع لومَ الجميع.. الجميع على كل شيءٍ، ثم لا أشعر بالذنب.
\


Saturday, December 14, 2013

صلاة



رأسي فارغٌ كحيرةٍ
ثقيلٌ كـ ادِّعاء
و منتفخٌ.. 
كـ رغبةٍ في البوح

عالقون نحنُ على أعطال ظلالنا الكافرة، أيّ مبررٍ يلزمُ لظلٍّ كي يلقي في طريق صاحبهِ كلَّ تعجُّبٍ صَحِبَ التصاق الخطى.. ثم يكفرَ بالطريق؟ نقول.. "ظلٌّ أخيرٌ ثم أعود لمقعدٍ فارغٍ في الرأسِ أعدّ ما تبقى دون كسرٍ، أشاهد فيلما عن الموتى، أسبّ الغيب ثم أتوب"؛ يضيق الصدر تدريجيا لصالح المجاز، ننتفخُ، ننتفخُ كسحابةٍ من رصاص، ثَمَّ نكتشف رداءة التشبيهِ.. ثم نصلي للبراح.

قلبي فارغٌ كـ ادِّعاء
ثقيلٌ.. كـ حيرةٍ
و منتفخٌ
كـ رغبةٍ في البوح
\



Wednesday, December 11, 2013

Grisaille era



ثَمّة كائنات غريبة تتحرك في فراغ الغرفة الآن، 
أو ربما في فراغ رأسي فقط،
ثمة أصوات غريبة تتردد في فراغ الغرفة الآن، 
أو ربما في فراغ رأسي فقط.

تلات ساعات ف الضلمة و الأرق و الصداع الغريب، آخر نفس ف آخر سيجارة بعد شهرين من غير دخان/ الدخان في الضلمة/ تلات ايام من غير يوجا كانوا كفاية ان معدتي ترجع لعصبيتها و يرجع ألم المعدة العظيم، و يمكن كمان كفاية يرجعوني لحالة اكتئاب بعد اربع شهور من غير اكتئاب/ "خليكي مستغربة كده لحد ما تموتي"/ في وقت ما سمعت واحدة بتقول لصاحبتها كده: "مية عام من العزلة ده كتاب يقرف، كله لغة عربية فصحى غريبة مفهمتش منه و لا أي حاجة، ملوش أي تلاتين لزمة، مقدرتش اكمل اكتر من خمسين صفحة، بس ابتديت عزازيل و حلوة قوي"/ القدرة على الحكي موهبة/ سأختبىء في فصحاي و أنام هانئةً.



Thursday, December 5, 2013



لا يرون أبعد من ثقوب أرواحهم
معبئون بالوجعِ و الموتِ، 
كيف تمتلئ الذاكرة بغير عبارات صدئةٍ 
و محاولاتٍ قصيرةٍ كافرة؟
لهم أوجاعهم
و لنا مزاجاتنا المتقلبة 
و سكاكين المدارات المتكسرة،
و للأنبياء
سر الخلقِ
و تصلب الهواء.
\


Wednesday, December 4, 2013

لا يليق إلا بضجري



ماذا علينا الآن
و قد قصصنا أطرافنا فجأةً و انتظرنا الفراغ؟
و ماذا أفعل بكل هذا الضجر؟

لا شيء هنا يستدعي الغضب، سيئة أنا جدا في تحمل المعارك الطويلة على أشياء لا أصدقها أصلا، ثم إني لا أصدق شيئا على الإطلاق، أفضل دائما أن أقطع الخيط الأخير الذي يربطني بمعركةٍ لا أنتمي لها لأسقط في فراغٍ أخر، هكذا.. إلى انتهاء اللا تصديق ذاته.

على جانبٍ 
من الكفرِ، 
الادعاءات مفيدة جدا، 
لمن يجيدها.

البدايةُ.. 
اللهُ.. مصابٌ بضجرٍ إلاهيّ، -هذا لا يليق إلا بضجري، و لكن- تجسد -الضجرُ- كمحاولةٍ لتمرير الوقتِ، في هذا الخلق،
الحياةُ.. مصابةٌ، مثلي، بعصبيةِ المعدة، و التقلبات المزاجية الحادة،
على رسمٍ بياني كبيرٍ لخطة انتحارها، نقاطُ تفجير كثيرة،
نحنُ.. معدات هذه المحاولة الفاشلة، فاشلون بالضرورةِ، و مفرطون في الكسل،
الله.. يفكر كيف يعيد المشهد بما يلائم قداسة الرؤية، 
هنا.. 
أنا غاضبةٌ جدا، 
و أحاولُ تبرير غيابِك، 
بعدم قدرتي على الحكي.
\


Monday, December 2, 2013

كروية/ قدرية



و نحنُ متعبون..

كصرخةٍ كنا
مؤجَّلين لبراحٍ و عزلة،
معبئين بأرواحٍ كاذبةٍ
لئلا تضمر أطرافنا تماما،
لئلا تنعجن رئاتنا بالوجع
و الصمت؛
كبرنا..
كم كبرنا،
و الطريق إلى الكلام بعيدة

لم يعلمونا لغةَ الله حين كنا فارغين من الضجر، وزَّعنا رؤانا على المصدقين لكونهم، و شاهدنا، كغرباء، كأنا غيرنا، ثم أيضًا.. لم نصدق.

يقف كل شيءٍ على حافة القلب،
روحي كهاويةٍ،
و صوتك قفزةٌ سريعةٌ فيها؛

أستيقظ من الحلم المتكرر بالسقوط، أشرب قليلا من الماء و أجلس في الظلامِ طويلا.. لماذا لا ينتهي شيءٌ تماما؟ رصيدي من اللامبالاةِ و القسوةِ أكبر من قدرتي على استدعاء الجوانب الشعورية لحدث واحد، كل شيء بارد تماما/ صامت/ و ميت، ذاكرتي كلها.. صحراء؛ الرغبة في التذكر أقسى من الحدث ذاته، ثم.. العطش أقسى من الرغبةِ في التذكر، ثم.. 
يصبّ كل شيء قسوته عليّ.. 
و يرحل
\


Thursday, October 31, 2013

أشباح في الأطر الفارغة



لا أشباح في الليل سوى الغربةِ، تستبدلُ القلب تدريجيا بمخلوقٍ أسود، ضبابيٍّ، موحِشٍ، و وحشيّ؛ الجدران القريبة و الباردة، القريبة بما لا يسمح لنفسٍ واحد بالمرور، القريبة حد الإطباقِ على عظام الصدر.

ثم كائنٌ هنا في هذه الغرفةِ ابتلع خمسا و عشرين عاما دون أن أدري، و دون أن يكبر لأتيقن من حضوره التام، اليوم، اليوم فقط كنت أبحث عنه في كل هذه الأكوام من الألوان و الكتبِ و القسوةِ و الأقلامِ و الخوف و الأطر الفارغةِ و الوجعِ و المسافات و المحاولات المؤجلةِ و الوحشة و نباح الكلاب في الشارعِ و محاولات الاكتمالِ و وجوه الغرباء في محطات المترو و الفشل.. و الفشل.. و الفشل، ثُم لا شيء في كل هذا الخراب، في خمسٍ و عشرينَ عاما أنجزتُ خيبتينِ و صمتٍ، كثير من اللامبالاةِ و القسوة.

كم من الوقتِ يلزمني.. لأدرك الوقت؟
كم من الأشباح يلزم.. لتحويل هذه الغرفة لثقب أسود؟
\


Wednesday, October 30, 2013

... vs ...



ماذا أقول الآن عن التيه؟ عن هذا الكائن غير البشري المقيم في صورتي، كأنه أنا؟
ماذا يعرفُ من اتفقت جيناته مع طريقهِ مع المقيمين حوله، عنا نحن، الملقى بنا هنا دون أن نعرف شيئا، نحنُ، فاقدي أدنى اتفاقٍ بين ما نحن عليه حقيقةً، هذا الذي لا نعرف، و ما نبدو عليه ظاهرا؟

لو أن صورةً ما تقترب من توصيف هذه الإشكالية، لكانت أسطورة الأمير المسحور ضفدعا، هكذا فجأةً عليك أن تمارس حياتك ظاهرا كضفدع، في حين أنك كائن آخر خلف هذا الأخضر اللزج، و لكن بإضافة بعض التعديلات على الأسطورة لتوافق هذا العبث، كأن لا يعرف الضفدع أنه في الأصل بشر، و لا أنه مسحور ليتحول إلى هذه الصورة، ستجد نفسك فجأةً في صورة ضفدع ما، يحمل بداخله روح بشريّ، لا يعرف حقيقتها، و لكنه يحترق ليمزق هذا الأخضر، ربما، مصادفةً، تظهر صورته الأخرى.

في الأسطورة يبحث الضفدع عن أميرة تقبله، ليتمزق عنه هذا الأخضر اللزج، هو يعرف أنه مسحور، هو يعرف من كان قبل أن يصير ضفدعا، هو يعرف كيف يتخلص من كل ذلك.


هنا.. نحن لا نعرف إن كنا مسحورين، نحن لا نعرف كيف كنا قبل هذا، نحنُ لا نعرفُ كيف نتخلص من كل ذلك.

هذا الجسد ضيّقٌ
هذا الجسد ليس أنا
هذا الذي يعيش داخل الجسد الذي لا أعرف، لا أعرفه أيضًا
أنا لا أعرف أي شيءٍ
أنا تائهةٌ تماما، 
و أوقنُ.. أني لست أنا
\


Tuesday, October 22, 2013

Metaphor



المشهدُ، كما يشاهدهُ عابرٌ لا يهتم بالأمر أصلا:
أحدهم، يسير على طريقٍ لا يعرفه، تائه تماما، لا يكترث بكل الإشارات التي تمر عليه إذ أنه لا يجيد لغة المكانِ أصلا؛ أحدهم -ذاته- تتساقط من قلبِه، تباعا، أنفاسٌ مخزّنةٌ، أشخاصٌ، كلُّ الأشخاصِ، ذاكرةٌ، دمٌ، أقلامُ رصاصٍ و رسالاتٌ فارغة، و لكنه لا يلتفت لشيءٍ من كل ذلك.

للمشاهد، سيبدو هذا الـ "أحدهم" كمجذوبٍ، غبيّ، أو كتقديرٍ ألطف، كمجذوبٍ جاهل.

لـ "أحدهم"، هو يمارس التخفف، خشية التصاقه بما لا يعرف، هو يعرفُ أن الجاذبيةَ لن تضع قوانين جديدةً للملتصقينَ، تحاسبهم، منفردين، على ثقَلهم، و هو ثقيلٌ بما يكفي، ليعرف أن عدم الاكتراث أقل ألما، من ثقل التصاقٍ لن تراه الجاذبية كما يراه؛ أو كتقديرٍ أكثر درامية و وجع، "أحدهم" فرغ كأسه تماما، و لم يسكر، الآن يشرب نزفَ قلبِه، بانتشاءٍ مكتمل، و سعادةٍ مبرحة.

*هامش:
صرتُ أرتعبُ لفكرة عدم اكتراثي بشيء، أي شيء، كيف وصلت هنا، أنا المصابةُ بفوبيا الغيابِ و الفقد؟


Monday, October 21, 2013

معادلة درجة أولى



دعنا نعترف الآن أن الوقتَ لا يمر بهذه البساطة التي نراقب بها ضجرنا منتظرينَ، بأيدٍ فارغةٍ، الحدث الكبير الذي يخبئه لنا الغيبُ كمكافأة انتظارنا الطويل، مستبعدينَ احتماليةَ الخذلانِ من معادلةِ الآن بكل اشتهائنا لغيره؛ هكذا ننزف أنفسنا بطريقةٍ درامية و ربما رومانسية جدا، ناسين أو متناسينَ نضوب كؤوسنا، و قلوبنا، بعد وقتٍ قليلٍ نكتشف الكؤوسَ الفارغة، في نفس اللحظة التي نكتشف فيها أيضًا أن الجميعَ قد غادروا، بهدفٍ أو بلا، بوجهةٍ أو بلا، نحنُ فقطُ، نتقن انتظارنا، و نشرب أعيننا، التي تسيلُ من ضيق الجهاتِ، بدلا من انتظارٍ فارغٍ، بعد فتراتٍ طويلةٍ من نكرانِ فشلنا في التقييمِ، و استنكار نسيان الغيبِ لنا، كما نريد،
سيفرغ المكان تماما، 
سنشربنا حتى نفنى، 
سنشربنا، 
نخب خيبةٍ كبيرةٍ 
و خذلانٍ مقنَّع
\


Thursday, October 3, 2013

تداعيات



* الذي تلصص على لوحتينِ لي في مقابلةِ عملٍ، تبعني فقط ليرمقني بتلك النظرة الحادة المندهشة جدا و يقول "أنتِ غريبةٌ جدا"، لا أعرف كيف كان ينتظر ردي على جملته الخبرية التي أحفظها جيدا، اعتذرتُ منه و رحلت، و بداخلي كثير من الكره له، لم أدرك سببه حتى الآن إذ أني أعرف الجملة جيدا، أحفظها، أسمعها دائما، لكن في ذلك الوقت بالذات لم أكن في حالة تسمح لي بتقبلها للمرة الـ لا أذكر؛ لو رأيته الآن لبصقت في وجهه و أخبرته أن ليس ذنبي أنكم لا ترون أبعد من طول ألسنتكم.

* أنصح الجميعَ، تُجْبَر خطواتهم، يرحلونَ، ثم أشرب خيباتهم على مهلٍ، و بانتشاءٍ تام.

* تجرُّدٌ شبه تامٍّ من الجسد، فقدان لأبعاد الوقتِ و الجاذبيةِ، انتشاءٌ غير مبررٍ، و ابتسامةٌ واسعةٌ لا تصدقُ نفسها، لا قدرة لي على تحريك خطوتي كما أريد، هي تختار طريقها، و تتمه.. أنا سكرى تماما، بلا شيء، ثَمَّ شيءٌ في رأسي لا أفهمه، و كأنها تتحرك في بعد آخر، لا أحب السكر عادةً، أغيب في هذه المدارات رغما عني، التوقف عن القهوةِ لأكثر من عشرة أيام و بلا سبب واضح ردني لمراحل السكر القديمة.

* القلقُ صرصورٌ ضخمٌ جدا، خلف زجاجٍ وهميٍّ يوشك على الاختفاءِ تماما، أنا المصابةُ بفوبيا الحشراتِ أتأملُهُ في فزعٍ لا يسمح حتى بخطوةٍ واحدة.

* أنا حزينةٌ بما يكفي لينفجر جهازي الهضميّ ضحكًا، و لكني أبدو هكذا فقط، هادئةً جدا، فلا تصدقوني.

Monday, September 30, 2013

مصيدة



تدريجيا بيروح سبب المشكلة، و أطرافها، لكن بيفضل الأسى و الوجع زي ما هما، و ساعات بيزيدوا، الذاكرة كدابة و طفلة جدا، يمكن تنسى شكل أي حاجة، توصيفها، حقيقتها، لكن عمرها ما بتنسى طعم الحدث، بتحافظ عليه زي ماهو مهما عدى وقت، و بتستنى أي حافز صغير عشان تستدعي كل اللي حصل، و بما اننا ساعتها بنبقى تقريبا نسينا تفاصيل كتير م اللي حصل فعلا لدرجة ان الحدث بيبقى مشوه تماما، بنبتدي نخلق تفاصيل جديدة، يمكن كمبرر قدام نفسنا عشان منبقاش زعلانين على حاجة مش فاكرينها أصلا، تحوير القصة بالشكل الجديد بيخليها أكثر درامية، بشكل ما أكثر تأثيرا و جمالا كمان، ف بتتحفر ف الذاكرة أكتر بشكلها الجديد، و الوجع بيزيد، احنا بنخلق لنفسنا أسباب كتير قوي عشان نتوجع و نزعل و نحس بالأسى و الاحباط و الخوف و القلق، و رغم اننا احنا نفسنا اللي خالقين كل الافكار دي من شوية صغيرين لكن ف الاخر بنسمحلها تمشينا على مزاجها، و كمان ترسملنا خطاوينا الجاية كلها، بنخلق نار كبيرة قوي، و نجري وراها زي الفراشة اللي بتجري ورا نقطتين نور عشان تشربهم و تموت، و هي مصدقة تماما، نشوة الخلق، و الشجن، و الدراما!


Sunday, September 8, 2013

Yoga



كنتُ أقول أن البكاء المكوم داخلي يكبرني في الحجم و العمر، و أني لست طفلة بما يكفي لأتجاهله، ولم أنضج بما يكفي لأروض جموحه وثِقَله؛ حينها، كنتُ أراها حجة كافية لئلا أفعل شيئا، أصدِّق على نفسي، و يسكن كل شيءٍ على حاله، الآن، لا أعرف ما الذي تحول لأنحت بداخلي تمثالا هائلا لمحاربٍ متأهب أبدا لما لا  يعرف، ثم ألتهم ثباته و انتصاراتِه كَـ عُمْرٍ إضافيّ.

شهرانِ فقط كانا كافيانِ لبلوغ هذه الحالةَ من الهدوءِ و التصالح مع كل شيء، غير أن الحالة رتيبة و راكدة، هذا الاطمئنان و التصالح، لا يفضي إلى شيءٍ سوى المزيدِ منه، و اعتياده أيضًا، ماذا يفعل الآلهةُ بسعادتهم؟ هذا على افتراضِ أنهم يملكونها؛ نحنُ محكومونَ حدَّ الجنونِ بشهواتٍ متضاربةٍ لا أكثر، الخلق و الألوهة من جانبٍ، و هذا الهدوء المطمئن و الأعلى حتى من فكرة السعادةِ في ذاتها، من جانبٍ آخر؛ لمن لم يجرب الحالتين، فإن المفاضلة سخيفة و محسومةٌ بلا شك؛ هنا تماما، تتجلى الحيرةُ كخصمٍ منتصرٍ بابتسامةٍ جانبية ضيقة، و ابن عربي من خلفها يؤكد فلاحَ مؤيديها.

الآن، نجلسُ كلنا، أنا/ الحيرةُ/ المحاربُ/ الألوهةُ/ التصالحُ/ البكاءُ/ الوجعُ، في هذه المساحة المنسية من العالمِ، نحدق في بعضنا بأريحيةٍ تامةٍ، و برغباتِ انتصارٍ خفيةٍ، نشربُ نخب بلاهتنا، إذ أن الله في هذه اللحظة بالذات، يراهنُ.. على خسارتنا جميعا.


Sunday, August 25, 2013

لو جئت قبل الله..



أُرِيحُ خمسًا و عشرين عامًا على الأرض، ثم أقول: "لو أن الزمن تغير قليلا، و جئت أنا قبل الله، لفعلتُ أشياء أخرى".
يصرخُ عابرٌ "الله أكبر من لو"، ينعتني بالكافرة، و يلقي من جيبه على وجعي بعض الكرهِ، كواجبه في الدفاع عن إرثه من اليقين، و يرحل قبل أن أخبره أن جهازي الهضمي لا يدرك الخرائط، أنا تائهةٌ تماما، و متخففةٌ من ادِّعاء الحقيقةِ، حدَّ أني أعلق خيباتي على رأسي لتجف و أعيد ارتداءها بسعادةٍ تامةٍ، و ذاكرةٍ طفلة.

قبل انكسارينِ، كان سيهديني غريبٌ حقيقتين، تكفيان لأنسى فرضيتي، فأفسح الطريق هادئا لعابرٍ لا يهمه أن الله لا يدخن الحقائق.


Wednesday, August 21, 2013

لا "لاطمأنينة"



-أريدُ سيجارةً..
-أنا لا أؤمن بالدخان
-أريد سيجارةً.. 
-أحب أن أشاهد المدخنين فقط، 
بعضهم.. 
يعرف الدخان كما أحب. 

سأصاب بكثير من الخيبةِ لو لم أختلط بالدخان و أتلاشى تماما؛ درِّب رئتيك على احتواء صلابتي ثم دخِّنِّي أنا، هكذا سينتهي كل شيءٍ كما نريد، ستدخن سيجارتك/أنا، سأكونك لفترة عابرة، ثم يختفي كل شيءٍ تماما، هكذا فقط أحب العالم، اللحظات العابرة غير المتبوعة بشيء، لا ندمَ.. لا خوفَ.. لا بقايا تتخثر بالوقت لتضاف لجبل الإسفلت بالذاكرة.. لا شيء، نحن ملعونون باللاشيء، معجونون بالدخانِ و النهايات المؤقتة؛ غير أني الآن هادئة و مطمئنة جدا، و خفيفةٌ بما يكفي لغيمتين و اختفاء؛ أسبوع كامل من الخفةِ يعيدُ ترتيب اللوحةِ بما يختزل مساحات الغربةِ و الألم، الآن أنا أحبني أكثر، لا أحب العالم، لكني تصالحتُ معه بما يكفي لهدوءٍ تام؛ لكني لست سعيدة و لا أهتم لذلك، إذ أني لا أعرف كيف يكون ذلك أصلا...

-أريدُ سيجارةً...
-و أنا أيضًا.


Tuesday, July 9, 2013

Vanishing points



لو استطعنا تدريب عوالمنا على انتهائها لنقطةِ زوالٍ واحدةٍ.. لاكتملنا.

رغباتُ الحكي كاذبةٌ.. تنقطعُ تمامًا مع أول محاولةٍ للنطق، مع أول اهتزازٍ للصوتِ رغبةً في بكاءٍ مكوَّمٍ في تفاصيلِ صلابةِ الخارجِ..

"لا معنى لشيء"
تقول لنفسِك، ثم تدركُ لا جدوى كل شيء، لا أحد هناك ليعيد تعليمك أبجدية الآخرين، لا أحد سيدرك خرسكَ وتعثراتِ الحرفِ على حافةِ ضيقِ صدرِكَ لاكتساءِ ثلاثتكم بالغربةِ.

الغربةُ/ 
الغرباءُ.. يعرفون بعضهم بالخرسِ، وباكتمالِ الحيرةِ وتمامِ الوجع.

الوجعُ/
المصابونَ بفوبيا الكسرِ وحدهم قادرنَ على ابتلاعِ شروخكم بابتساماتٍ هائلةٍ وصبر.

"لكم أبجدياتكم، ولي خرسي" 
قل لهم، وفرغ محيطك مما يعرفونَ وتجهل.. وكن إلهك فيما أردت.


Sunday, July 7, 2013

كـ غيمةٍ طفلةٍ..



يقول الظل لصاحبه:
لو أنَّا بحثنا عن الضوءِ أكثر، 
لانقطع الطريق علينا، 
و هزمتنا المسافات.

الخيوط، المعلقة عليها أطرافنا حين اعترفنا بانتصارِ الخرائط، لا تصدق في انتصارها أصلا، لكن الدوائر العالقة بانقيادنا للكسلِ تربي حضورها في صبرٍ يكفي لخلقها كإلهٍ يجرب يومه الأول.

يقول صاحبه: 
الكمال لا يليقُ بالكون، 
أنا و أنت.. 
كـ غيمةٍ.. 
طفلةٍ
\