Monday, December 29, 2014

Existentialism 4



سنتفق أن فكرة الشيء أكمل وأجمل من الشيء ذاته؛ 
كان علينا أن نرحل مبكرا، 
دون أثر لشيء، 
قبل أن نترك في وجوه الآخرين ندوبا، 
قبل أن يترك الآخرون في أرواحنا ثِقلا، 
قبل أن نفقأ عيوننا لنرى الظلام أوضح؛ 

سنتفق أن غياب الشيء يمسك القلبَ بعشرة أصابع، 
في حين أن الشيءَ ذاتَه يمسُّ القلبَ بإصبعين لا أكثر؛ 

قطعنا الحياةَ ركضا
في رؤوسنا
مصدقين فكرة ألوهتنا،
ومعطلين حقيقة غيابها
\


Tuesday, December 23, 2014



يرتاح وجع القلبِ على فناجين القهوة وأعقاب السجائر 
كمبررات كافية لحضوره، 
وأرتاح على الإنكار لدرء حجته 
غير أن لا شيء يقطع الخيط الواصل بيننا

الأبواب مغلقةٌ
تضيق الغرفة بعلب الألوان الفارغة والذاكرة المثقوبة
ويضيق النَّفَسُ 

أفرطنا في التنفس حين لم نكن بحاجة لذلك
أفرطنا في الاختباء حتى أكلتنا الأبوابُ..
وماتت



Sunday, December 21, 2014

Existentialism 3





Superior view
هكذا يدخننا العالمُ على مهلٍ؛ 
عجوزٌ سكِّيرٌ يقلِّب عمره بإصبعين ويبتلع أساه؛ 
هكذا يمارسنا العالم كانتحارٍ.. 
ويضحك إن سال حريقنا على صدره

Lateral view
أرتبُ للوحدةِ رأسي..
وأنتظر الحريق
أعلقُ أطرافي على الحائط
ليسيلَ دمُ الهرب كخلفيةٍ مُطَمْئِنَةٍ..
وأنتظر

Inferior view
مقيدون إلى الأرض
الأرض مفككة
التفكيك موحش
الوحشة مسمارٌ في القلبِ
على صليب العالم




Tuesday, December 9, 2014

Existentialism 2



Air
كنا نرتب ملامحنا
ولم ننتبه للعالم ينحلّ تماما
في قبح الصورةِ،
"لا نستطيع الخلقَ" قلنا
ولم يصدقنا أحد
لم نكن بشريين بما يكفي
لنحصد آثامنا ونضحك
لن نصير آلهة بما يكفي
لنغفر آثامهم، 
ونغلف الخوف بأوهام جديدة

Water
يختبئ البكاء تحت السرير
عنيدٌ أبله
يفتح فمه على اتساعه 
ليشرب نفسه حتى نجف
ثم يضحك إن أردناه 
ويهرب

Earth
جفّ كلامنا وتشقق،
يخمش الطريق كاملا
من القلب حتى غياب الألسنة
نزفنا ماءنا كله
ولم ينبت أحد

Fire
الخطأ الذي يكبر حتى يتم نضوجه
ويسقطَ
طعامُ المجربين وحريقهم
يدور على ساقٍ واحدةٍ 
في نقطةٍ واحدةٍ
وفي اتجاهٍ واحدٍ
ولا يسقطُ

***
"أربعةٌ" قالوا، فصدقنا
"صفرٌ" قلنا، فسخروا من تخلِّينا
خسرنا، كلنا، 
شرب العالمُ خيبته
ونام


Thursday, November 27, 2014

Existentialism 1-Grotesque



Primitivism
البداياتُ فجةٌ،
ومتطرفة؛
نستثني التفاصيل 
ونزوج الحلم اكتمالَ الصورة، 
ثم نهرب من المشهد كاملا، 
لئلا نصاب بالخيبة حين لا ينتج عن كل ذلك معجزة

Fauvism
ندافع عما ربَّينا من الفشلِ والهشاشةِ
بالحدةِ والأسنان المتكسرة
كنا نخاف من تقديم أعصابنا للضوء
رممنا عرينا بالدم المتجلطِ والغضب

Romanticism
شربنا هواءً كثيرا لنخفّ
شربنا هواءً كثيرا لتلفظنا الأرضُ عن وجهها

Realism
جيوبنا ممتلئة بعظامنا المحترقة 
وجلودنا الذائبة
نحدق في بعضنا 
ونخفي رغباتنا المتلاحقة في القيء

Neorealism
يكتفي أحدهم ببابٍ قديمٍ
ليصدق أن العالم ينقطع على عتبته
يختفي هناك
ويسترجع تفاصيل البداية المهملة


Friday, November 21, 2014




عشرون عاما أقطّع أطراف اللغة وأبكي، لم أكن أبكي عندما كنت طفلةً، قالت أمي، كنتُ أحدق في السقف طويلا كمن يبحث.. يبحث.. يبحث، بكيت لما عرفت أني لم أجد شيئا، بكيت لما سقط الوقت من يدي في البحث ولم يشدني أحدهم قبل أن تزل قدمي على عتبة الهاوية، وسقطتُ ولم يكن شيء غيري، أتخبط في داخلي فقط، داخلي جدران الهاوية وظلام ربيته لئلا أرى ضيق المكان أكثر، وجثث كثيرة، جثث كثيرة بداخلي، أنا/داخلي قبرٌ، تحرسه أشباه الحقائق، وغياب اليقين، داخلي قبرٌ ويدي صلبةٌ، كلما لم أستطع أن أقبض على شيء قتلته، واحتفظت بجثته، بداخلي، قبرٌ، أعلق على أبوابه أطراف اللغةِ وعجزي عن تربية غيرها، وصمتي الطويل الطويل الطويل، كيف يفقد أحدهم شيئا لم يكن لديه أصلا، لم يعلموني لغةً كاملة، اللغة قبرٌ وأنا أيضًا؛ نجلس معا كجثتين، ونبكي رائحة الموت المقيمة.

كنتُ أصلي، كنتُ أصلي وأبكي، كنتُ أصلي وأبكي وأرى الله يبتسم، ولا يجيب، كنتُ أصلي أن يهبني الله لغةً أوسع من جسدي، ورأيتُ الله يبتسم، فسلمتُ وتعلقت بيده وذهبنا، خلعت عن قلبي اللغة والصلاة والبكاء والإيمان وتعلقت بيده.. وذهبنا؛ داخلي قبرٌ والله قبرٌ واللغةُ قبرٌ، نجلس ثلاثتنا الآن كأفكار مجردةٍ في رؤوس بعضنا، نحدق في العالم ولا نرى شيئا، نحدق في العالم برؤوس فارغة تماما، كقبور أخرى، ولا نبكي.




Monday, November 17, 2014



لا أحب الخطط البديلة، لذا أنا على علاقةٍ قديمةٍ بالحوائط المفاجئة والارتجال، غير أنّا لا نملك المساحة الكافية  للارتجال؛ لكني أفكر الآن في الكتابة لصاحب الكتاب الغريب الذي لا يحمل اسم المؤلف ولا اسم الناشر، لا شيء غير نصوص قليلة جدا ليست عن أي شيءٍ، مكتوبة يدويا، وكثير من الرسم التجريدي، الكتاب الذي يبدو كرسالة شخصية جدا؛ بين النصوص يظهر اسم الكاتب أو الرسام بشكل غير مباشر، وعنوانه أيضًا، لكني لا أجد فيه مبررا كافيا لرغبتي الحادة في الكتابة أو الذهاب له، هذا إن كان لا يزال حيا أو إن كان العنوان صحيحا. الخطوط، الخطوط والكتل، الخطوط والكتل والفراغات، وتعبئة الفراغات، ثقل الأشكال الصغيرة في فراغ الصفحة الكبير، وحركة العين البطيئة؛ أفكر أيضًا أن أذني صغيرة جدا لتتسبب سدادات الأذن في جرح كبير فيها، غير أن الجرح و ألمه المتواصل أقل مما يفعله الصوت برأسي. لا أعرف تحديدا ماذا أريد أن أقول له، فقط أريد أن أخبره أن كتابه معي، بعد عشرين عاما من تاريخ نشره، وأنا سعيدة بذلك رغم كل شيء. 



Saturday, March 29, 2014




خمسة أعوامٍ أدرب نفسي على الفشل في الإبقاءِ على أي شيء، كأن تتخلَّى عن كل شيءٍ تماما، لتصدق -بنسبة لا تستحق كل ذلك- قدرتك على هزيمةِ الثقوب الكبيرة في القلب؛ بيدين فارغتين و كائن مجوف، أربِّي الكثير من الطحالب لمنع تسرب الصفر المؤجل لتصديق حقيقي.

الله لا يحب أحدًا، هو يحب نفسه فينا؛ نحن لا نحب أحدا، نحن نحب أنفسنا في الآخرين؛ هذه المقارنة جاهلةٌ و ضيقة، و لكني أيضًا لن أنفيها، إذ إن حضورها برأسي يثبت احتمالية حقيقيتها بطريقة ما. 

لذا احتضنوا أنفسكم جيدا، و املأوا فراغات أرواحكم بما لا يزيد اتساعها؛ الواحدية للقادرين عليها، إذ أن الخلود وحده كافٍ جدا لفقدان الأمل في كل شيء؛ لإلهٍ يجرب خلقه الأول علينا أن نكون أكثر رحمةً في حكمنا.

و كعَرَضٍ جانبيٍّ، لم أعد أستطيعُ البكاءَ/ الخوفَ/ الانتظارَ/ القلق، أنا جافَّةٌ تماما.. كـ صحراء... و مؤجلةٌ.. لغربةٍ كاملة.


Sunday, March 16, 2014

الجيل الأكثر بؤسًا



نحن الذين لم نقبض على ما كنا عليه، و لا يقبض علينا ما صرناه قسرا

الجيل الذي شهد هذا التحول المريع في كل شيء، في الوقت ذاته، عليه بكل ما يستطيع أن يتلون كحرباء ليتفادى الغربة الناتجة عن سرعة خطى العالم من حوله؛ نحن الذين ولدنا على لا شيء، ولدنا على عمى وجودي  مريح و ملائم لهدوء العالم حينها، ولدنا على رتابةٍ صدَّقنا دوامَها؛ كبرنا قليلا لتقتحم حياتَنا الضيقةَ مفرداتٌ قليلة جدا، رحبنا بها ملء قلوبنا و تَعَلَّقنا في ذيولها كأطفال تائهين، مثلا، الاستيقاظ في التاسعة صباحا على "كارتون الفواكه" على القناة الثانية، أو سينما الأطفال يوم الجمعة على القناة الأولى، وصوت برامج الراديو. من يقاوم حكة القلب هذه عندما يتذكر كل ذلك!؟ و رغم كل الأسى الذي نعايشه الآن فإنا لن نستطيع -لو خُيِّرنا- العودة إلى رحابة الأمس.

نحن بائسون جدا، منخرطون في حرب لم نخضها، قاتلين و مقتولين بلا مبرر واضح لأي شيء، منفتحون على العالم حتى انكشف بؤس العالم كله و تمركز بداخلنا، في الحين الذي تكشفت فيه تماما معالم الحياة الكاملة، الحياة الفكرة، المثال الكامل لكل شيء؛ نحن هنا.. كل على سريره يحتضن جهاز اللابتوب أو الموبايل لتصله بلا أية محاولة بسيطة كلُ مسببات الوجع و الإحباط و الكآبة الكاملة، و يستقبلها بصدر رحبٍ و مصمصة شفاهٍ.. و قلب أدمن كل ذلك.

الحقيقة، بشكل ما، أن العالم لم يقبح فجأةً، و أنه لو جاز الإقرار بحقيقة بقاء الأقدر على التكيف، فإن العالم -كنتيجة طبيعية- لن يتحرك إلا في اتجاه نقصه -ونقصنا- المستمر، إذ أن التكيف مع خلل ما -أو حتى اختلاف ما- يستلزم بطبيعة الأمر تشوهًا نفسيا -و جسديا- ملائما، فالأقدر على التكيف هو الأكثر -بالضرورة- خللا أو -بتقديرٍ آخر- جهلا بذلك الخلل؛ لكن قبل الآن لم تكن لدينا الفرصة لمتابعة انحداره بهذا الشكل، لم يكن القبح و القسوة في متناولنا أصلا، كانت تحدث في مكان ما، و في كل وقت، فقط لم نكن نشاهدها بهذا التتابع و عن هذا القرب كالبرامج المباشرة و التي شئنا أو لم نفعل، فإننا مجبورون على مشاهدتها مقطوعي الأيدي و الألسنة.

ربما لو بقينا على ما كنا عليه لم نكن لنكتسب كل هذا الكم من التشوه النفسي؛ واقفين على حافة كل شيءٍ، كلٌّ يرتق قلبه بمعجزةٍ كاذبة. لا استطعنا التخلص مما ترسب فينا من نصف عمرنا الأول في تلك البلاهة و البساطة أيضًا، و لا نستطيع التخلص الآن مما ألقاه العالم على رؤوسنا من مخلفات تجاربه و مسوخه الناتجة. لا نحن كجيل يسبقنا مر مسرعا فلم يسقط في هوة التحول هذه، و لا من هم بعدنا ابتدءوا حياتهم هكذا أصلا فلن يلاحظوا كثيرا؛ نحن.. لا إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء، حاملين ما أورثنا كلّ شيء من أمراض تغيرات المناخ و العالم.. وحدنا.. نحارب لنبدو طبيعيين لمن لن يفهم كل ذلك.
ثم نختتم معاركنا دائما بجملةٍ كهذه.. لئلا نبتئس أكثر:
"*Nobody wins, each looks after his own wounds"


______________
*la belle noiseuse

Saturday, February 1, 2014



صديقي المطلق/ مورفيوس/ كل من مر هنا بصدفةٍ بائسة.. أكرهكم جدا.. و أريد البكاء.

و لأني لا أستطيع الكذب، أو لا أحبه، فسأعترف، أني كاذبةٌ فيما سبق، إذ أني فقدت قدرتي على الكره، تماما، كما فقدت قدرتي على البكاء، و أؤكد على صدق رغبتي فيه.. فقط، لو توقف هذا الشيء داخلي و الذي يشكك في قدرتي على الرغبة في أي شيءٍ أيضًا!
كل ما سبق حقيقي، و غير حقيقي بالمرة، ربما أكرهكم و ربما لا، أريد البكاء و لا أستطيع، أو لا أريد البكاء و أستطيع، أو لا أريد البكاء و لا أستطيع، الحقيقة أني لا أعرف، أو أعرف و لا أريد أن أعرف، أو أريد و أستطيع و أشتهي الحيرةَ، أو ... كل ما سبق و لكني كسولة لتحقيق أي شيء.

أنا ممتلئةٌ بفراغٍ ضخمٍ جدا، متلازم -لا إراديا- برغبةٍ -مشكوك في حقيقتها- في تصنيفه.
\