Sunday, January 13, 2013

حكيْ



لازلتُ أفكر في الانتحار، لابد أن هناك طريقةً شرعيَّةً للانتحار -على افتراضِ أني لازلتُ أملك من إيماني ما يدفعني لأبحث عن شرعيَّةِ الفكرة- لابد أن هناك طريقةً غير مؤلمة، اكتفينا من الوجود، لابد أن يكون الرحيل خفيفًا على الروحِ، وأرحم.

تحتلني الفكرةُ تماما، حتى أني كرهتُ السيدةَ التي جلست إلى جواري بالمترو، فقط لأنها بدينة بما يكفي لأن تصطدمَ بي وتعتدي على مساحتي الصغيرة جدا بالمقعد، ومحاولاتي، الآيلة للفشلِ، للانتحار! حتى هنا.. لا تتركونَ لي مساحتي الـ أصغر مما يحتوي عالمكم!

لم أعد أستطيعُ من الكتابةِ إلا الحكيْ، ولا من الحكي إلا الكتابة!

السيدةُ أجهشت بالبكاء فجأةً، لم أعد أكرهها كما كنت قبل دقيقتين فقط، محطتي اقتربتْ، أربتُ على يدها قليلا.. أسألها "أنتِ بخير؟"، وبداخلي أكرهُ سخفَ السؤال، أفيقُ من دوائري العبثية وتضخم كرهي للوجود، على ارتفاعِ بكائها، وعدم الإجابة، شعرتُ بالذنب قليلا لسؤالي، وددتُ لو أعتذرُ لها عن سخف العالمِ والوجود، لاجدوى من كل شيء، محطتي اقتربت أكثر، منديلٌ وربتةٌ أخرى على يدها.. وهروب!