Sunday, June 24, 2012

-3-



"هكذا سوف ينتهى كل شىءٍ ببساطةٍ شديدة!" قالتْ له ذلك و استدارت إلى الحائط  بيدها لا شىء، و بقلبها الكثير من الخواء؛ لماذا نحنُ هنا أصلا؟ السؤال ليس عن سبب الوجود/ الخلق/ الآلهة، هو فقط سؤال أبسط من رغبةِ طفلٍ فى انتهاءِ واجبه المدرسي قبل ميعاد نومه بساعةٍ واحدةٍ ليري العالم أوضح و أبعد مما يفرضهُ عليه الآخرون؛ لماذا كل هذا الخواء الذي لا يملأه شيء؟


محاولةٌ واحدةٌ للانتحارِ لا تكفي/ عليك أيضًا تجربةَ الحياةِ ككيميائيٍّ لا يعاني انفجارًا فى رأسهِ لأن الحرارةَ كانت أكثر مما ينبغي، لا كشاعرٍ يتشظَّي تمامًا لو انقطعَ الوحي لضعفٍ فى سمعِ سائق الميكروباص، الذباب وحدهُ يعرفُ معني ما أقول!


أكثر ما يثير غضبي هو يقيني بغياب النهايةِ، لا أعرفُ السبب ولا يهمني أيضًا، كل ما أنا علي يقينٍ منه.. هو أنه لا نهايةَ لشيء، خروجٌ واحدٌ للوجودِ يكفي لأن تسجن فيه إلي أبد! لماذا لم يكن هناك خيارٌ ما، خيارٌ واحدٌ متاحٌ لنا، واحدٌ فقط على طول حياتنا كاملةً، كأن يكون لنا أن نختار مثلا بين أن نكمل الحياة كما هي.. راضين بالخلودِ فيما لا نعلم، على سبيل المغامرةِ أو الإيمان، أو العودة تماما لما قبل الخلق.


للشاعرِ أن يهربَ من صخبِ أغنيات سائق الميكروباص و إنهاء قصيدته.. ولكنه لا يفعل!


يحاولُ احتضانها.. فتنفجر!