Friday, May 29, 2015



قل لي أنك لن تملّ صمتي، وتقلباتي المزاجيةَ، وخوفي الذي أنكره ببعض النقوش الحادة على وجهه؛ قل لي أن العالم أكثر جمالا مما أعتقد، وسأسمح لك بالكذب حينها؛ خبئ عينيّ بفكرتك عنّي لأستطيع الركض قليلا دون السقوط في هاوية اللاجدوى.

كيفَ أستطيع الآن تقليمَ شرودي ليناسب طفولتك؟ كيف أستطيع أن أستهلك ما بقي بكهفي من بكاء دون أن يبتل قميصك، ولنستطيع أن نضحك معا دون أن نفكر في جدلية الانتحار والأمل؟ لو أستطيع فقط أن أقتصّ من عمري مخلفاتِ الفقدِ والهرب، لاختلف حضورنا تماما، لا أعرف احتمالياتِ النصر والهزيمة حينها، لكني أقر بالاختلافِ، وهذا مُرضٍ إلى حد كبير.

قل لي أننا سنجلسُ على رصيفٍ جانبيٍّ –مرة أخرى- ندخن العالمَ ونضحك لسذاجته، نضحك بطفولةٍ مفرطةٍ، ونمد أرجلنا على الطريق ليتعثر الله في خلقه، أنت مؤمن بما يكفي ألا تفعل ذلك، وأنا تائهةٌ بما يكفي أن أقنعك بعبثية الفكرة، وستفعل، كطفلٍ مطيع، وسنصمتُ.. سنصمتُ طويلا؛ فقط لو حملتَ عني ثقل صمتي.. سأعرف أني أحبك.