Monday, June 8, 2015




أتخيل رصاصة ما تخترق نافذتي الزجاجية لتستقر في رأسي، لذلك أجلس دائما خلف النافذة مباشرة؛ غير أني لا أفكر في الموت الآن.. أفكر أني أفتقدك جدا، وأريدك هنا، وأفكر أني لا أحب ذلك، وأفكر في كرهي للاحتياج؛ لا أعرف إن كان مناسبا أن أقرأ كافكا الآن، أو إن كان عليّ الشعور بالذنب وأنا أستخدم قلبك في الكتابةِ والوحدة؛ الآن أكره الدخان، أكره القهوةَ، أكره الفودكا، أكره وجع معدتي، وكنتيجةٍ، أكره العالم -كعادتي- غير أني لا أفكر في الانتحار، أو أني لم أعد على يقين من قدرتي على تكراره، غاضين النظر عن رغبتي فيه كحالة مطلقة؛ وحدكَ خرجتَ عن كل ذلك وجلست على حافة العالم، خارج دائرة سخطي، ترتب لقلقي أفكاره المائعة وتضحك.

أحمل قلبي على كفٍّ ورغبةً هائلةً في التخلص منه على الكف الآخر، وبما بقي مني أمارس اليوجا لأستطيع الموازنة بينهما؛ كيفَ كنتُ أرتب الزهد والخطوة معا قبل الآن؟ وكيف فقدت ساقيّ فجأةً وككائن أوليّ أتحرك بالميوعة والدفع؟ كيفَ أكلتَ لاجدوايَ وخوفي من تجربةٍ أخيرةٍ؟ وكيفَ تسلقتَ عمرا كاملا من الحيرةِ والتيه ورفض المحاولة؟ ربما لا أريدُ أن أعرف.. دعنا نكتفي بما لا نعرف، متممين لشغف الطفولةِ باكتشاف ساذج.

أريد أن أراك كما أنت، عاريا من احتياجك لي، عاريا من احتياجي لك، عاريا من خوفي من احتياجي لك، بطفولتك الفجة، وتقلباتي المزمنة، ربما تخلصتُ حينها من معاركي مع الله، ربما تخلصتُ حينها من معاركي معي، ربما أدركتُ حينها خفةَ خطوتي الملتصقة بالجاذبية في أحلامي وفي الحقيقة، أي حقيقة؟ أيّ حقيقة يارب.. وكيفَ ترضى ونحن محاصرون بالفقد والحيرة!