Wednesday, February 3, 2016




-أحمر
يقف العمر على أعصابنا المكشوفة
بسكاكين أقدامه الصدئة
ويضحك-

كان قلبي باردا، وكانت روحي زرقاء مسودة، صببتُ نفسي في جيبكَ، ولم أنتظر دفئا، بل المزيد من الزرقة؛ هل تعرف كيف يصب أحدهم نفسه في احتمالٍ غارقٍ في موته؟ هل تعرف كيف يسكب أحدهم روحه في جثةٍ متحللة ويحبسها هناك؟ كنتُ أبحث عن اختيار أكثر عدلا حين ضيَّعتُ آخر إصبعٍ في خطوتي على طريقٍ مقطوع سلفا، كنتُ أبحثُ عن تمام الشيء قبل حتى أن أعرف كيف يبدو جسده إن يخطو على حقيقتنا؛ هنا.. معلقةٌ كلِّي على فراغٍ يصلُ جسدَ الشيء، الغائب، بفكرتي الكاملة عنه، والغائبة أيضًا، معلقةٌ أنا، على فراغٍ، بين غيابين؛ كيف أقطع الفراغ لأسقط؟ كيف أقطعُ السقوطَ لأصل، وكيفَ أقطع الوصولَ ليرتاحَ القلبُ على أي شيءٍ، ولو كان كاذبا؟ ثم كيفَ أصدق؟

-أصفر
نراقب
بين خوفنا وعينينه
وهمٌ وصحراءٌ-


تجلسُ قطةٌ على قلبي، تحشر نفسها في حضني، وتمسح رأسها في صدري، وتنام طويلا، طويلا، لا عابئة برغبتي في الرحيل، ولا بخوفي من ذنبٍ ثقيلٍ إن فعلت؛ القطط لا تعرف الزانكس، القطط ترتاح للغرباء، ولا تفاضل في الخسارات المقيمة؛ كل العالم لا يعرف الزانكس، كل العالم يرتاح للغرباء، ولا يفاضل في الخسارات المقيمة؛ وحدنا نثقب قلوبنا باحتمالاتٍ غائبةٍ، ثم نسكب أرواحنا وأجسادنا معا في محاولاتٍ لترميم الشروخ الناتجة.
-أزرق
نصحو على دمٍ
دمٌ هادئٌ وطيب
مصدقين.. في ألوهة النهاية-


تقفُ المحاولةُ مغمضة العينين والخطى، بين غياب رغبتي فيها، وضجري الدائم، ندور حول بعضنا، لا أعرف ما أريدُ، ولا ترى، لتجنب نفسها السقوطَ في هاوية كسلي كل مرةٍ؛ كان قلبي باردا، وكانت روحي طفلةً، حين صدقتُ اللعبةَ، وألقيتُ لها بسببٍ، لتخرج، وندور، وتسقط، وتخرج وندور ونسقط؛ لم أنتبه لمراوغةِ الله لنا، إلا بانقطاع الأسباب كلها، وعرينا التام؛ حينها، جلستُ أنا، وهاوية متخمة بجثث لا أعرفها، ودم كثير كثير، نسكر برغبتنا في الندم، الندم الذي لا يجيء، وسكاكين كثيرة في الحلق.
كان قلبي باردا، وكانت روحي زرقاء مضببة، وكنتُ أحاول الهرب، حين أدركتُ أني سكبتُ دمي كاملا في غرفةٍ مظلمةٍ، أكلتُ أبوابها ونوافذها.. وانتظرت.