الاستيقاظُ على آلامِ المعدةِ والرأس، ليس أفضل ما يمكن أن يحدث في العالم.. وليسَ عليَّ أن أختصرَ العالمَ تماما في ألمٍ أيا كان، حتى لو دامَ لأكثر من عشرين عاما.. تخيل أن تستيقظ يوميًّا ليس بفعل صوتِ المنبه.. أو ضوضاء الآخرين أو لأنك نمت أكثر من اللازم.. بل.. لألمٍ ما!
ربما لو توقف الكثيرونَ عن تأليف قصائد ركيكة في أعيادِ الأمومةِ وانتصاراتِ الدولةِ، واقتباسِ بعض الجمل المبتذلة من قصائد آخرين، ربما لو عبر العالم عن امتنانِه بشكل أبسط.. لصار أجمل.
العالمُ قبيحٌ.. الآخرون يحفظون لأنفسهم مسافةً تحميهم من عدوى الأرقِ والضجر.. الحكاياتُ مخيِّبةٌ دائما بنهاياتِها المرتبة، كل هذا.. لن يدفعني مرة أخرى لبعض المهدئاتِ للتخلص من عصبية معدتي، ربما أبقيها كحالةٍ معادلةٍ لآلامِ الروح، أو أنهم في صراعٍ على من ينهزمُ منهم أولا.. بينهم أنا.. أشاهدُ صراعهم في صمتٍ.. أداعبُ الألمَ كقطّةٍ كسولة.. وربما أمارسُ بعض ألعابِ التخفي مع ذاكرتي الممتلئة بهم.
للألمِ قدرة عجيبة على سلبنا الكثير من الإنسانية، كأن.. نشغل أنفسنا بتصنيفِه.. -أو كتابةِ نصٍ لا جدوى منه ولا مفر من ركاكتِه- عن محاولاتٍ فاشلةٍ للتخلصِ منه.
\