Wednesday, March 6, 2013

عنها.. من ذاكرةٍ مثقوبةٍ برفضها


البنتُ في المدرَّجِ الخلفي في انتظارِ محاضرةٍ ما، تخبِّىءُ خجلَها ووحدتها في كتابٍ عن كيفيَّةِ اكتسابِ الأصدقاء، تسدُّ قلبَها عن نظراتِهم الفضوليَّةِ والسَّاخرة.. ثم تبذلُ جهدًا أكبر في إخفاءِ المسافاتِ الطويلةِ تحتَ جلدِها، وفي تجاعيدِ عينيها.

"دايما عندي إحساس ان جنينة الأسماك مفهاش أكتر من سمكتين لونهم رمادي، وكتير من بني ادمين لسة مش مدركين، ان الطفو.. مش اختيار.. أو على أقل تقدير.. الغرق مش الاختيار الأمثل ف أوقات كتير."

لو أنَّ الله جرَّبَ الوحدةَ.. لما خلقَ العالم في هذهِ الصورة، أو ربما لم يكن ليخلقهُ أصلا، أو –ربما أيضًا- لقلل من اشتهائنا لها.

البنتُ تكبرُ ثلاثين عامًا.. البنتُ في حجرةٍ ما في بيتٍ ما للمسنين، تخبِّىءُ كِبرَها ووحدتها في كوبٍ ممتلىءٍ بالسُّكَّر، تسدُّ قلبَها عن اتهاماتِ مديرةِ الدَّار لها بسرقةِ السُّكَّر.. ثم تبذلُ جهدًا أكبرَ في إخفاءِ الخيبةِ المكتملةِ خلفَ نظراتِها.. وفي تجاعيدِ انتظارِها للموت