لا أحب الخطط البديلة، لذا أنا على علاقةٍ قديمةٍ بالحوائط المفاجئة والارتجال، غير أنّا لا نملك المساحة الكافية للارتجال؛ لكني أفكر الآن في الكتابة لصاحب الكتاب الغريب الذي لا يحمل اسم المؤلف ولا اسم الناشر، لا شيء غير نصوص قليلة جدا ليست عن أي شيءٍ، مكتوبة يدويا، وكثير من الرسم التجريدي، الكتاب الذي يبدو كرسالة شخصية جدا؛ بين النصوص يظهر اسم الكاتب أو الرسام بشكل غير مباشر، وعنوانه أيضًا، لكني لا أجد فيه مبررا كافيا لرغبتي الحادة في الكتابة أو الذهاب له، هذا إن كان لا يزال حيا أو إن كان العنوان صحيحا. الخطوط، الخطوط والكتل، الخطوط والكتل والفراغات، وتعبئة الفراغات، ثقل الأشكال الصغيرة في فراغ الصفحة الكبير، وحركة العين البطيئة؛ أفكر أيضًا أن أذني صغيرة جدا لتتسبب سدادات الأذن في جرح كبير فيها، غير أن الجرح و ألمه المتواصل أقل مما يفعله الصوت برأسي. لا أعرف تحديدا ماذا أريد أن أقول له، فقط أريد أن أخبره أن كتابه معي، بعد عشرين عاما من تاريخ نشره، وأنا سعيدة بذلك رغم كل شيء.