Friday, September 13, 2013

انسحاب



"تحققوا من أوهامِكم"، قال المفرِطونَ في أحلامِهم.. و تبخروا.

سأعاني يوميا أعراض الانسحابِ، الغرفةُ باردةٌ، و أنا حرةٌ تماما، حتى من الجاذبيةِ، إذ أني لا أجيد التعلق بشيء، أسبُّ، يوميا، فكرة الانتماءِ، لاطمئنَّ لكل الفراغِ حولي، و اتساع جيوبي و رئتيّ لاحتوائه.

"ستصيركم أوهامكم"، أو قالوا "ستسوقكم أوهامكم"، "فقطعوا أطرافها، لتدفئوا بالدم"

الآن علي طرفِ السريرِ كأنِّي أستعد لرحيلٍ ما عن حلمٍ تأخر، برغبةٍ  في تدخينِ هذا الصوت، الضوءُ مقتحمٌ و ساذجٌ كطفلٍ، الظلامُ أكثر اشتهاءً و عزلة، فتراتٌ طويلةٌ من نومٍ متقطعٍ مفتعلٍ و كاذب؛ أقولُ.. ثمة مسافة -عادةً- بين حدَّةِ الشوقِ و الكره، رغبات التخفف تختزل تلك المسافةَ سريعا بما يقربني من الأخير، وصلٌ و اتصالٌ لا موصوف و لا مُدرَك، أن ينسى أحدهم روحه بداخلي.. و يغيب.

أردد.. سينقطعُ كلُّ شيءٍ هنا، ببساطةٍ لا تتحمل حتى البكاء، و على كف سؤالٍ واحدٍ: "كيفَ أصالح غيابك و المسافةُ أقصر من جملةٍ واحدة؟"، نحنُ الذين نلتقي لنسب الحياةَ و نُقرَّ باختفاءِ الغربةِ حينها، على غفلةٍ.. من دراما النهاياتِ الموجعة. 
أتمسك بالفراغِ كخيطٍ أخيرٍ، و لا أفاضل بين وجع الانسحابِ منه، و ثقل روحِك.
\