بأسىً بالغٍ، و جديَّةٍ تستدعي البكاء، قلتُ لنفسي: "ثم إن هذا الفرك الروحي يمنعني تماما من ممارسةِ الحياة"
أتوقف فجأة و أنظر لي و للجملة من على بعدِ أسبوعٍ واحدٍ فقط، فيقفز قلبي و يسقط متقلبا على الأرضِ ضحكًا، أنا أصلا لم أكن أمارس الحياةَ قبلَ الآن، ربما أيضا لا أعرف كيف يفعلونَ ذلك.
أتعرفُ.. أنا ليسَ لديّ ما أقوله، أبدا لم يكن لديّ ما أقوله، لا أعرفُ كيف يبدأ الآخرون الحوارات الطويلةَ و يحافظونَ عليها دونَ انقطاع، أحب من لا أشعر بِثِقلَ الصمتِ معهم؛ ربما تنتابني رغباتٌ حادةٌ في الثرثرةِ، ليس عن شيءٍ، ربما عنك، إذ أني أجهلُ نفسي تماما، فقط أخبرني عنك ما يزيح غربتي بمساحةٍ متشابهة، هذا الصخب داخلي لا أستطيع تفكيكه لجمل منفصلةٍ و واضحة؛ السؤالُ جهلٌ، و أنا أعرفكَ تماما، ربما لهذا لا يتحدث الله معنا؟ لا أعرف، ربما لو نحيتَ غربتي تماما، يصيبني جن اللغةِ، أخلعُ الظل المحيط و أرتدي سحابةً.. تلائم نحولي و خرسي، أتوقف عن التنظير عن الله و الكون، أتوقف عن الحديث عن قوانين الرياضيات البحتةِ و الفيزياء، أنسى تماما رائحةَ الألوانِ، أنسى حتى ما أكتب هنا، و أحكي لك فقط.. عما أحب من صخبِ الأحذيةِ العاليةِ، ممارساتِ اليوجا اليومية، و أحلام الأطفال، الساذجة، بالطيران.