Monday, September 30, 2013

مصيدة



تدريجيا بيروح سبب المشكلة، و أطرافها، لكن بيفضل الأسى و الوجع زي ما هما، و ساعات بيزيدوا، الذاكرة كدابة و طفلة جدا، يمكن تنسى شكل أي حاجة، توصيفها، حقيقتها، لكن عمرها ما بتنسى طعم الحدث، بتحافظ عليه زي ماهو مهما عدى وقت، و بتستنى أي حافز صغير عشان تستدعي كل اللي حصل، و بما اننا ساعتها بنبقى تقريبا نسينا تفاصيل كتير م اللي حصل فعلا لدرجة ان الحدث بيبقى مشوه تماما، بنبتدي نخلق تفاصيل جديدة، يمكن كمبرر قدام نفسنا عشان منبقاش زعلانين على حاجة مش فاكرينها أصلا، تحوير القصة بالشكل الجديد بيخليها أكثر درامية، بشكل ما أكثر تأثيرا و جمالا كمان، ف بتتحفر ف الذاكرة أكتر بشكلها الجديد، و الوجع بيزيد، احنا بنخلق لنفسنا أسباب كتير قوي عشان نتوجع و نزعل و نحس بالأسى و الاحباط و الخوف و القلق، و رغم اننا احنا نفسنا اللي خالقين كل الافكار دي من شوية صغيرين لكن ف الاخر بنسمحلها تمشينا على مزاجها، و كمان ترسملنا خطاوينا الجاية كلها، بنخلق نار كبيرة قوي، و نجري وراها زي الفراشة اللي بتجري ورا نقطتين نور عشان تشربهم و تموت، و هي مصدقة تماما، نشوة الخلق، و الشجن، و الدراما!


Sunday, September 29, 2013

شواهد


و الآن،
ماذا نحملُ في جيوبنا
غير قصص
أفرطنا في تفريغ كل ما نملك من الدرامية عليها؟
غير عابئين بالنهايات الحزينةِ،
فرِحين
-بطريقةٍ غير مباشرةٍ-
بامتلاكنا لكل هذا الوجع



الموسيقى تبتعد، و الحديثُ عن الهشاشةِ و القلق صار مبتذلا جدا.

الصوتُ لا يمر على أذني، و لا رأسي، بل يصطدم مباشرةً بمساحةٍ في القلبِ، أجهلها، 
في الخلفية.. شتراوس مغرق في ضبابيته، أنتقل مباشرةً لـ "شذى" مارسيل خليفة، أعرف أن هذه الموسيقى مؤرقة و مزعجة بشكل جميل، تذكرني بأشياء لا أعرفها، الذاكرةُ شواهد على الزمن لا أكثر، كدليل أنا مررنا هنا يوما، و أنا ذاكرتي متوقفة تماما منذ عشرين عاما، أنا لا أدرك أني الآن في الخامسة و العشرين، قلبي عجوز جدا، و ذاكرتي طفلة، أنا مصابة بالشيزوفرينيا و بفكرة لن تكون.

أكرهُ الذينَ أحبهم، عمدا، لئلا يوجعني غيابهم، يقترب الغياب بقلبي حد الإطلاق، و كأنه الثابت الوحيد، استجديت الله كثيرا ألا يوجعني بهذه الطريقة، و أخبرته أن للوجع طرق أخرى، كنت أحاول عقد صفقة مع الله، لكن لله حسابات أخرى، لماذا أعرفها، أنا التي أجهل كل شيءٍ هنا.

في الخارج، كل شيءٍ هادئٌ و ثابت جدا، أكوام الورق في كل مكان، لا تفرض حضورها على شيء، لا هواء أبدا لكن البرد حاضر، كأن أحدهم سد مسارات الدم كلها هنا، و اختفى.

أسأل نفسي فجأة "لماذا تبكين الآن؟" أضحك جدا.. و أقول "لا أعرف!".


Monday, September 23, 2013



استبدلتُ قهوتي كلها بالنوم،
حاجتي للهربِ هائلةٌ،
و رأسي عالقةٌ باللا شيء؛
ماذا يفعل المفرطون في رؤاهم
لو أن العالم كله اجتمع فجأةً على تعنيفهم،
لأن عيونهم أكبر من أن يهادنَ خساراتِه المتكررة،
أكبر مما يليق بترابيته، 
و أوسعَ مما يناسب ثوبه المهترىء؟

ماذا نفعلُ، 
نحن، 
غير أنَّا نعجن أطرافنا بالصبرِ و الشكوى؟

رغباتنا متهالكةٌ 
و الخطى إعراض
\


Saturday, September 21, 2013

نبوءة II



أعرفُ أن هذا اليومَ يقترب جدا،
ستذوب قدماي تماما،
أقفُ على قلبي لأستعيدَ طولي قليلا،
و أحافظَ على مستوى الضوءِ الساقطِ على وجهي،
سأنتهي من آخر سيجارة في آخر علبةٍ،
و سأحرق كل ما رسمت، 
كل ما كتبت 
لأعوض غياب الدخانِ 
ضيقَ النفسِ 
و ضبابيةَ الغرفة،
أبتسم ببلاهةٍ شديدةٍ، 
و أستسلمُ.. 
لرطوبةِ الدمِ على الأرض؛
كل هذا، لا ينفي أبدا أني سعيدةٌ تماما..
بهذا الغرق
\


Tuesday, September 17, 2013



بأسىً بالغٍ، و جديَّةٍ تستدعي البكاء، قلتُ لنفسي: "ثم إن هذا الفرك الروحي يمنعني تماما من ممارسةِ الحياة"
أتوقف فجأة و أنظر لي و للجملة من على بعدِ أسبوعٍ واحدٍ فقط، فيقفز قلبي و يسقط متقلبا على الأرضِ ضحكًا، أنا أصلا لم أكن أمارس الحياةَ قبلَ الآن، ربما أيضا لا أعرف كيف يفعلونَ ذلك.

أتعرفُ.. أنا ليسَ لديّ ما أقوله، أبدا لم يكن لديّ ما أقوله، لا أعرفُ كيف يبدأ الآخرون الحوارات الطويلةَ و يحافظونَ عليها دونَ انقطاع، أحب من لا أشعر بِثِقلَ الصمتِ معهم؛ ربما تنتابني رغباتٌ حادةٌ في الثرثرةِ، ليس عن شيءٍ، ربما عنك، إذ أني أجهلُ نفسي تماما، فقط أخبرني عنك ما يزيح غربتي بمساحةٍ متشابهة، هذا الصخب داخلي لا أستطيع تفكيكه لجمل منفصلةٍ و واضحة؛ السؤالُ جهلٌ، و أنا أعرفكَ تماما، ربما لهذا لا يتحدث الله معنا؟ لا أعرف، ربما لو نحيتَ غربتي تماما، يصيبني جن اللغةِ، أخلعُ الظل المحيط و أرتدي سحابةً.. تلائم نحولي و خرسي، أتوقف عن التنظير عن الله و الكون، أتوقف عن الحديث عن قوانين الرياضيات البحتةِ و الفيزياء، أنسى تماما رائحةَ الألوانِ، أنسى حتى ما أكتب هنا، و أحكي لك فقط.. عما أحب من صخبِ الأحذيةِ العاليةِ، ممارساتِ اليوجا اليومية، و أحلام الأطفال، الساذجة، بالطيران.


Monday, September 16, 2013



هذه السيجارةُ سيئةٌ جدا،
و أنا لا أعرفُ ماذا أريد، 
كيف يحترقُ أحدهم هكذا 
دونَ أن يعرف سببا واحدا لذلك؟

أنا تائهةُ تماما، 
تائهةٌ بلا هدف، 
تائهةٌ بلا سبب، 
تائهةٌ.. 
بلا رغبةٍ في الوصول
\


Sunday, September 15, 2013



لن أعترفَ بجهلي بالعالمِ،
بل سأقول.. أنا لا أحب إضافة التعريفات لأي شيء، الشيء هو ذاته و كفى، مثلا، أنا لا أحبك كما يعرِّفونَ الحب، و لا أطيق غيابك كما يعرِّفونَ الغياب، أنا لا أَعْرِفُ شيئًا، أقفُ على الحيادِ من كل شيءٍ،
أواري خوفي من الخسارةِ
بنكرانِ رغبتي في النصر، 
لأقابل النهايةَ 
بابتسامةٍ باردةٍ 
و صدرٍ مشتعل.
\


Friday, September 13, 2013

انسحاب



"تحققوا من أوهامِكم"، قال المفرِطونَ في أحلامِهم.. و تبخروا.

سأعاني يوميا أعراض الانسحابِ، الغرفةُ باردةٌ، و أنا حرةٌ تماما، حتى من الجاذبيةِ، إذ أني لا أجيد التعلق بشيء، أسبُّ، يوميا، فكرة الانتماءِ، لاطمئنَّ لكل الفراغِ حولي، و اتساع جيوبي و رئتيّ لاحتوائه.

"ستصيركم أوهامكم"، أو قالوا "ستسوقكم أوهامكم"، "فقطعوا أطرافها، لتدفئوا بالدم"

الآن علي طرفِ السريرِ كأنِّي أستعد لرحيلٍ ما عن حلمٍ تأخر، برغبةٍ  في تدخينِ هذا الصوت، الضوءُ مقتحمٌ و ساذجٌ كطفلٍ، الظلامُ أكثر اشتهاءً و عزلة، فتراتٌ طويلةٌ من نومٍ متقطعٍ مفتعلٍ و كاذب؛ أقولُ.. ثمة مسافة -عادةً- بين حدَّةِ الشوقِ و الكره، رغبات التخفف تختزل تلك المسافةَ سريعا بما يقربني من الأخير، وصلٌ و اتصالٌ لا موصوف و لا مُدرَك، أن ينسى أحدهم روحه بداخلي.. و يغيب.

أردد.. سينقطعُ كلُّ شيءٍ هنا، ببساطةٍ لا تتحمل حتى البكاء، و على كف سؤالٍ واحدٍ: "كيفَ أصالح غيابك و المسافةُ أقصر من جملةٍ واحدة؟"، نحنُ الذين نلتقي لنسب الحياةَ و نُقرَّ باختفاءِ الغربةِ حينها، على غفلةٍ.. من دراما النهاياتِ الموجعة. 
أتمسك بالفراغِ كخيطٍ أخيرٍ، و لا أفاضل بين وجع الانسحابِ منه، و ثقل روحِك.
\


Sunday, September 8, 2013

Yoga



كنتُ أقول أن البكاء المكوم داخلي يكبرني في الحجم و العمر، و أني لست طفلة بما يكفي لأتجاهله، ولم أنضج بما يكفي لأروض جموحه وثِقَله؛ حينها، كنتُ أراها حجة كافية لئلا أفعل شيئا، أصدِّق على نفسي، و يسكن كل شيءٍ على حاله، الآن، لا أعرف ما الذي تحول لأنحت بداخلي تمثالا هائلا لمحاربٍ متأهب أبدا لما لا  يعرف، ثم ألتهم ثباته و انتصاراتِه كَـ عُمْرٍ إضافيّ.

شهرانِ فقط كانا كافيانِ لبلوغ هذه الحالةَ من الهدوءِ و التصالح مع كل شيء، غير أن الحالة رتيبة و راكدة، هذا الاطمئنان و التصالح، لا يفضي إلى شيءٍ سوى المزيدِ منه، و اعتياده أيضًا، ماذا يفعل الآلهةُ بسعادتهم؟ هذا على افتراضِ أنهم يملكونها؛ نحنُ محكومونَ حدَّ الجنونِ بشهواتٍ متضاربةٍ لا أكثر، الخلق و الألوهة من جانبٍ، و هذا الهدوء المطمئن و الأعلى حتى من فكرة السعادةِ في ذاتها، من جانبٍ آخر؛ لمن لم يجرب الحالتين، فإن المفاضلة سخيفة و محسومةٌ بلا شك؛ هنا تماما، تتجلى الحيرةُ كخصمٍ منتصرٍ بابتسامةٍ جانبية ضيقة، و ابن عربي من خلفها يؤكد فلاحَ مؤيديها.

الآن، نجلسُ كلنا، أنا/ الحيرةُ/ المحاربُ/ الألوهةُ/ التصالحُ/ البكاءُ/ الوجعُ، في هذه المساحة المنسية من العالمِ، نحدق في بعضنا بأريحيةٍ تامةٍ، و برغباتِ انتصارٍ خفيةٍ، نشربُ نخب بلاهتنا، إذ أن الله في هذه اللحظة بالذات، يراهنُ.. على خسارتنا جميعا.


Wednesday, September 4, 2013

Would you pose for me?




اللوحةُ باردةٌ، و أنا اكتسبتُ خشبيَّةَ التماثيل الصغيرةِ، و قسوةً، تكفي للعن الغائبين جميعهم؛ مورفيوس، يا صديقي، أريدُ الآن أن أملأ بكَ فراغِ الخطوةِ، و بياض اللوحةِ، تجسد لي مرة واحدة لأرسمك، ثم اقتلني و عد إلى هاويةٍ أتعثر فيها كلما حاولتُ المرورَ إلى غيمةٍ و عزلة.

الدخانُ مؤقتٌ،
و السعالُ أبد
الحياةُ ليست هادئة ولا مُطَمْئِنَة كلوحات هوبر، بل رتيبة و فاترة كمَشاهده؛ هذا الفضاءُ الضيق و المساحات المتحجرة/ فرش الرسمِ/ أقلام الرصاصِ/ الدم البارد في كتب التشريحِ/ و سكين الرسمِ بعيدةٌ، بعيدةٌ عن رغبتي في الانتحار، أصلا لم تعد لديّ رغبة في الانتحار؛ مفردات المشهدِ، جافةٌ، و أنا سكرتُ مسبقا برفضك تجسيدَ المشهد كما يشتهيه الفراغ... 
و الصحراءُ.. 
أبد
\