قال*:
"أشهدني الحق بالحيرةِ،
قال ارجع، فلم أجد أين"
الأبواب، نصف المفتوحة، نصف المغلقة، ستمنح العابرين من بعيدٍ حميمية لا تخصهم، ستُفقِدُ المقيمين قدرا من الدفءِ، لو كان هنا، لما شغلتهم نقطتا الضوءِ الهاربتانِ من فراشةٍ تتلصص حضورهم بفضولٍ يخجل من كل ذلك.
"فقال لي أقبل فلم أجد أين"
لو خلعتَ عنكَ نفسَك عند ما يفصلك عنه، لاجتمع الكون في نقطةٍ واحدةٍ، لا هي أنت ولا هي هو، بل اكتمال الصورتينِ على مداخلِ ما سيصدق منكما.
"فقال لي قف.. فلم أجد أين"
لا إلى هؤلاءِ ولا إلى هؤلاء، كيفَ يُسقِطُ القلبُ نفسَه عن نفسِه؟ إن كانت المرآة معجزةً تخصُّ نبيَّها بالذكرِ.. ينكرها؟
"في الحيرةِ تاه الواقفون، وفيها تحقق الوارثون، وإليها عمل السالكون، وعليها اعتكف العابدون، وبها نطق الصديقون، وهي مبعث المرسلين، ومرتقى همم النبيين، ولقد أفلح من حار."
لم ندرك حضورنا، ولا أتممنا الغياب؛
المراقبةُ، فعلُ الحائرِ..
"قد أفلحَ.. من حار"
\