المشهدُ، كما يشاهدهُ عابرٌ لا يهتم بالأمر أصلا:
أحدهم، يسير على طريقٍ لا يعرفه، تائه تماما، لا يكترث بكل الإشارات التي تمر عليه إذ أنه لا يجيد لغة المكانِ أصلا؛ أحدهم -ذاته- تتساقط من قلبِه، تباعا، أنفاسٌ مخزّنةٌ، أشخاصٌ، كلُّ الأشخاصِ، ذاكرةٌ، دمٌ، أقلامُ رصاصٍ و رسالاتٌ فارغة، و لكنه لا يلتفت لشيءٍ من كل ذلك.
للمشاهد، سيبدو هذا الـ "أحدهم" كمجذوبٍ، غبيّ، أو كتقديرٍ ألطف، كمجذوبٍ جاهل.
لـ "أحدهم"، هو يمارس التخفف، خشية التصاقه بما لا يعرف، هو يعرفُ أن الجاذبيةَ لن تضع قوانين جديدةً للملتصقينَ، تحاسبهم، منفردين، على ثقَلهم، و هو ثقيلٌ بما يكفي، ليعرف أن عدم الاكتراث أقل ألما، من ثقل التصاقٍ لن تراه الجاذبية كما يراه؛ أو كتقديرٍ أكثر درامية و وجع، "أحدهم" فرغ كأسه تماما، و لم يسكر، الآن يشرب نزفَ قلبِه، بانتشاءٍ مكتمل، و سعادةٍ مبرحة.
*هامش:
صرتُ أرتعبُ لفكرة عدم اكتراثي بشيء، أي شيء، كيف وصلت هنا، أنا المصابةُ بفوبيا الغيابِ و الفقد؟