ماذا أقول الآن عن التيه؟ عن هذا الكائن غير البشري المقيم في صورتي، كأنه أنا؟
ماذا يعرفُ من اتفقت جيناته مع طريقهِ مع المقيمين حوله، عنا نحن، الملقى بنا هنا دون أن نعرف شيئا، نحنُ، فاقدي أدنى اتفاقٍ بين ما نحن عليه حقيقةً، هذا الذي لا نعرف، و ما نبدو عليه ظاهرا؟
لو أن صورةً ما تقترب من توصيف هذه الإشكالية، لكانت أسطورة الأمير المسحور ضفدعا، هكذا فجأةً عليك أن تمارس حياتك ظاهرا كضفدع، في حين أنك كائن آخر خلف هذا الأخضر اللزج، و لكن بإضافة بعض التعديلات على الأسطورة لتوافق هذا العبث، كأن لا يعرف الضفدع أنه في الأصل بشر، و لا أنه مسحور ليتحول إلى هذه الصورة، ستجد نفسك فجأةً في صورة ضفدع ما، يحمل بداخله روح بشريّ، لا يعرف حقيقتها، و لكنه يحترق ليمزق هذا الأخضر، ربما، مصادفةً، تظهر صورته الأخرى.
في الأسطورة يبحث الضفدع عن أميرة تقبله، ليتمزق عنه هذا الأخضر اللزج، هو يعرف أنه مسحور، هو يعرف من كان قبل أن يصير ضفدعا، هو يعرف كيف يتخلص من كل ذلك.
هنا.. نحن لا نعرف إن كنا مسحورين، نحن لا نعرف كيف كنا قبل هذا، نحنُ لا نعرفُ كيف نتخلص من كل ذلك.
هذا الجسد ضيّقٌ
هذا الجسد ليس أنا
هذا الذي يعيش داخل الجسد الذي لا أعرف، لا أعرفه أيضًا
أنا لا أعرف أي شيءٍ
أنا تائهةٌ تماما،
و أوقنُ.. أني لست أنا
\