لا أشباح في الليل سوى الغربةِ، تستبدلُ القلب تدريجيا بمخلوقٍ أسود، ضبابيٍّ، موحِشٍ، و وحشيّ؛ الجدران القريبة و الباردة، القريبة بما لا يسمح لنفسٍ واحد بالمرور، القريبة حد الإطباقِ على عظام الصدر.
ثم كائنٌ هنا في هذه الغرفةِ ابتلع خمسا و عشرين عاما دون أن أدري، و دون أن يكبر لأتيقن من حضوره التام، اليوم، اليوم فقط كنت أبحث عنه في كل هذه الأكوام من الألوان و الكتبِ و القسوةِ و الأقلامِ و الخوف و الأطر الفارغةِ و الوجعِ و المسافات و المحاولات المؤجلةِ و الوحشة و نباح الكلاب في الشارعِ و محاولات الاكتمالِ و وجوه الغرباء في محطات المترو و الفشل.. و الفشل.. و الفشل، ثُم لا شيء في كل هذا الخراب، في خمسٍ و عشرينَ عاما أنجزتُ خيبتينِ و صمتٍ، كثير من اللامبالاةِ و القسوة.
كم من الوقتِ يلزمني.. لأدرك الوقت؟
كم من الأشباح يلزم.. لتحويل هذه الغرفة لثقب أسود؟
\