كل الألوانِ أنا
كل سكاكين الرسم أنت
وكل اللوحات الفارغةِ -كقلبينا- مقابرٌ لاحتمالاتٍ لن نطأها
\
رتَّبتُ صوتي اليومَ، وانتظرت؛ كنتُ أنزع حزني عنه، وعن وجهي، كما لو كنتُ أمسحُ كحلا سائلا أسفل عينيّ بحجرٍ؛ وأفكرُ.. كيف سأبدو لو نزعتُ نصف ملامحي، وزرعتُ مكانها بئرا وعواميد إنارةٍ؟
أكلتُ مرآةً كبيرةً، لأضاعف المسافةَ بيني وصورتي، أكلتُ مرآتي الكبيرةَ لأجرحَ قلبَ الغربةِ، فأكلتنا معًا وضحِكَتْ لسذاجتنا.
رتبتُ صمتي اليومَ، ولم يأتِ أحد؛ تصرخُ أبوابي المغلقةُ في وجهي فأحشو أذنيّ بهربٍ كبيرٍ وأحاول النوم؛ رتبتُ أحلامي اليومَ، ولم أنم.
\
كل الأحزانِ أنا
كل الحكايات الناقصةِ أنت
وتمامها -كقلبينا- مقابرٌ لنهاياتٍ لن نطأها