Sunday, January 3, 2016




" أنتِ دوامةُ ألمٍ" يقولُ، وربما لا يعرفُ كيف يكون أن تأكل حزنكَ بشوكة الصمتِ وسكين الوقت؛ لستُ دوامةً يا صديق، أنا لا شيءٌ كبير، لا شيءٌ فارغٌ وفاغرًا قلبه على قبحِ العالمِ يخطو إلى اللا شيء، ولم أكن أتحركُ، لم أكن أسيرُ، كنتُ أطفو، كأن الترابَ هواءٌ، كأن قدميّ هواءٌ، وكأن جسدي هواء، وحدهُ خيالي، كشجرةٍ جافةٍ، يتدلى من رأسي، أجرّه خلفي، أو يسوقني أمامه، يجمعُ تراب الأرضِ، وجثثَ الخطواتِ المتعثرةِ في جيبه، ويضحكُ.. يضحك لوهميّتي وهميّته؛ لستُ دوامة يا صديق، أنا كتلةُ وجعٍ سقطت من جيبِ إلاهكم و هو يضيف للأرضِ أحزانها، ونسِيَ التقاطي، فكبرت، كبرتُ كلعنةٍ منسيّةٍ، تعضّ على أصابعها وترتب أشباحها يوميا، ربما.. ربما يتذكرها أحد.