Friday, January 22, 2016




بلا مبالاةٍ هائلةٍ، يستيقظ الموت النائم بجواري، يفركُ عينيه، ويرتب شعرهُ، ثم يجلسُ فوق رأسي، فوق عيني تحديدا؛ لا أعرف إن كنتُ أدَّعي الخوف، أو إن كنتُ خائفةً حقيقةً، الحقيقة؟ الحقيقة أني لا أعرف ما الذي كنتُ أريدهُ لأتلقى كل ما يأتي كأنه خيبةٌ كبيرةٌ، كأني لا أريد شيئًا، كأني أحيا لأجمع الخيباتِ في قلبي فيثقل لألمس الأرض وأتحقق من جسدي وثقلي؛ وأنت.. أنت خيبتي الكبيرة والموجعة، أنت رغبتي الكبيرة والموجعة، أنت خوفي الأكبر وسخطي الأكبر، وكرهي الأكبر، وذوباني في أي شيء، وإعراضي عن كل شيء؛ غير أن موتا هائلا يجلس على عيني الآن يلحس ذيله ولا يفكر في شيء.

ثمة لحظة تكشفُ فيها عن وجهك الموحش، وجهك الذي لا يعرفه أحد، وجهك الذي ربما نسيته خلف موتٍ كبيرٍ يتلبسك ويقابل العالم كأنه أنت، لحظةٌ واحدة يهرب فيها الجميع فزعا من مسخٍ ربيته بداخلك حتى أكلك وصارك حقيقةً، الآن.. أنت وحدكَ، بفزعهم كله، وغيابهم، بخوفك كله، وجثومه، بضعفك كله وقسوتك، بكل وحشتك وقبحك ولا شيء سوى مرآةٍ بحجم العالم، ماذا تفعل الآن، الآن ولو ارتديت الله على وجهك، فلن تنسى الحقيقةَ.