Sunday, April 14, 2013

الذباب لا يجيب أسئلتنا الوجودية




فراغُ الغرفةِ لا يمتليءُ بدخان السجائر.. ولا رئتاي المكتظتانِ بالبكاء والأسئلة،
الذبابةُ المرافقةُ لي اليوم هادئة جدا، ولكنها فقط تنظر لي طويلا عندما أسألها ماذا علينا أن نفعل هنا.. ولا تجيبني!
أغلق باب غرفتي حتى عندما أكون وحدي بالبيت، ربما خوفا من أن يتسع الفراغُ أكثر. 
الآن أردد كثيرا أني "خائفة" ورغم أنها ليست بالضيفِ على قلبي لكن قدرتي على الاعترافِ بها جديدةٌ جدا،
وأنا سعيدةٌ بقدرتي على الاعترافِ الآن.
أدور حول نفسي في فراغ الغرفة الممتلئة بالألوانِ وفرشات الرسم ولوحاتٍ ناقصة،
المساحةُ الفارغة من الغرفةِ صغيرةٌ جدا
لا تكفي لدورةٍ كاملةٍ حول فكرةٍ واحدة، 
اللوحات والكتب بكل مكان، حتى بجواري على السرير!
وأنا وحيدةٌ بغرفتي الآن.. بالبيت.. بالعالم كله ربما، ماذا عليَّ أن أفعل وأنا أنتظرُ جفاف اللوحةِ لأكملها؟؟
القهوةُ/ المرآةُ/ الدخان/ ذبابةُ اليوم الهادئة/ وأسئلتي التي أربيها بداخلي لتبكيني عندما أحتاج لذلك
علينا أن نصبح دراماتيكيين أحيانا لئلا ننسى أننا أحياء/ لئلا ننسى ثقل الوجود/ لئلا نركنَ لسكينةٍ كاذبة
المسافةُ من السرير للمرآة تتطلب المرور بحامل اللوحاتِ/ المكتب/ عشر بلاطاتٍ باردةٍ/ والسؤال عن جدوى التحرك من هنا لهناك رغم أن اللوحة لم تجف بعد!
ماذا عليَّ أن أفعل وأنا في انتظار جفاف اللوحةِ؟ لا أريد القراءة، لا أريد البكاء، لا أريدُ أي شيء، فقط تسيطر علي رغبتي بإنهاء اللوحةِ.. وربما لو كانت اللوحة جافة فعلا لتلاشت رغبتي في ذلك!
إعادةُ السؤال لا تكفي للحصول على إجابة.. النتيجة.. تنهيدةُ ضجرٍ طويلةٍ/ التأرجح على حافةِ نوبةِ بكاءٍ لا سبب لها ولا رغبةَ فيها، ولدرء الاثنين أقفزُ من السريرِ إلى المرآة وأتناسى كل ما بينهما!
أمام المرآة.. أنزع دبابيس شعري، أرفعه بشكل عبثي، أعيده مرةً أخرى للأسفل ولكن بلا دبابيس، أحب ملمس شعري على ظهري.
كثير من الكحل الأسود، وطلاء الشفاه الأحمر.. ثم... يتعمق الشعور بالغربةِ والملل، حتى لا يترك لي خطوةً واحدة للعودة.. أجلس تماما أسفل المرآة.. تنتصر نوبةَ البكاءِ/ الذبابةُ تخرجُ عن هدوئها وتدور حول رأسي طويلا/ واللوحةُ.. لم تجف بعد!