Friday, April 19, 2013

Divine proportions



 لم تعد لدي القدرة على إنهاء رواية واحدة، تلك الدهشة التي كانت تصيبني عند ذروة الأحداث والفضول -المدَّعَى أحيانًا- لمعرفة النهاية.. لم تعد هنا.. وكأني فقدتُ رغبتي في كل شيء، أو أني فعلا فقدتها!

باتشولي يحكي عن النسب الإلهية وينفي الفن ما لم يقترن بالرياضيات، ربما كان مصابا بالبارانويا بشكل ما، رغم أن ما قاله صحيح/ إيجون شيلي لا يرسم لوحةً.. يرسم رغبةً سريعةً جدا وشاذة ربما.. عدم اكتمال لوحاتِهِ -في الغالب- كان نبوءةً بعدم اكتمال حياتِه نفسها/ لو أني لخصتُ أحداث حياتي في يومين لما احتجتُ لأن أعيش أكثر منهما.. فقط.. عليك أن تنهي كل شيءٍ ليحق لك الرحيل؛ لذا أكثرنا صخبا بأحداث حياته -حتى لو لم تكن لغيره- أولنا في الرحيل.. ربما كنتُ منهم/ دافنشي يوصي تلاميذه بالوحدة.. ربما كان يتحجج بالتأملِ ليتستر على أشياء أخرى؛ ربما أيضا ليس علينا أن نأخذ كل ما يقوله "هؤلاء" على محمل الجد/ أحاول أن أنهي "طريق الكمال" لبيو باروخا، رغم إحساسي بعد أول مئة صفحةٍ بسخفها، ولكن إحساسي الدائم بالسخف ومللي السريع من كل شيءٍ ربما يبريءُ الروايةَ ذاتها من تهمتي/ يوسا يصدمني بتمجيدهِ للنقص دائما.. أحاول قراءته ربما لأدرك الترابَ أكثر.. أو لأقصرَ التأويلَ على ما يستحقه فقط/ محاولاتي للخروج عن السريالية لم ينتج عنها أي شيء.. شارب دالي يأسرني دائما.. أحب هذا الرجل!

داخلي شيءٌ ما يسحبني دائما في اتجاه مساحةٍ من الوقت كنتُ أبتهج فيها بموسيقى فيفالدي.. رغم أي شيء؛ باجانيني يفعل ذلك الآن ولكن بنسبةٍ أقل، الموسيقى تزيدُ غربتي ربما لقناعتي بأنها ليست من هنا، تماما كقناعتي بأن المطر يصعدُ لا يهبطُ كما يرى الآخرون!

الآن الآن.. وقتُ انتصارَ الأرقِ في معركتنا اليومية، رغبتي في الخروجِ إلى الشارع الآن بلا وجهةٍ واضحة حتى ينتصر الخارجي على الداخليّ فيتعادلُ الضغط بينهما عليّ قليلا.. 
بيني وكلّ ما أريد الآن.. حائطٌ زجاجيٌّ سميك جدا، من مللي.. بعضِ الكسل.. واللاجدوى!