السرد.. ما تميلُ إليه اللغةُ إن تأخر الصوتُ في طريقٍ طويلٍ، بين الفكرة و جسدها المُدَّعى؛ وأنا.. كل أفكاري عارية تماما، وعنيدةٌ بما لا يسمح بصبها في قالبٍ يخضع لقوانين الحركةِ؛ نغرقُ -أنا وهي- بين رغبتنا في الانفجار.. ومرونة الجدران المحيطة، هذا قد يدفعنا لجنون ما، لكنه أبدا لن يغير لا من رغبتنا ذاتها ولا من طبيعة الجدران.
حكاية ما:
الورق هو البعد اللي واقع بين التاني والتالت، واللي بتحصل فيه كل أحداث الرواية حتى لو محدش قراها، الشخصيات، الزمن والاحداث والرؤية مش قاعدين مستنين الصدفة اللي هتخلي عابر سبيل يحركهم ف دماغه عشان يعايش الرواية باحداثها كمحاولة للهرب من سخف حياته هو.
عشان كده كانت مامته، اللي نسيت ازاي بيجسدوا الكلام من شكل لصوت، بترسمله حكاية قبل النوم ع المسافة بينه وبين قدرته ع الحلم، وقبل ما تمشي بتعلقله ع الباب قمر صغير ونجمتين.
كان ناقص بس انه يصدق.. ومكانش معاه غير خوفه من الضلمة ومن الشخصيات اللي بتقع من جيب الحكاية وتنام جنبه!
الحكاية ذاتها يا صديقُ، سقطت حقيقيتها على رغبتك في النوم، التجريد أصدق لي، وأسهل لك/ قل لأبيك يا مورفيوس، أنه يدين لي باعتذارين.. عن حضوره الثقيل، وغياباته المفاجئة والطويلة.. مريضةٌ أنا بكما.. وبكرْهِكَ.