يومانِ من عدم النومِ والأكل، تدفعني الآن لحالةٍ من الهلوسةِ الحادَّة، ومضاعفات للصخب، وأنا أكره النوم والأكل، وأحب الهلوسة، لكنَّ الحقيقةَ لا تحتمل التكيف الدائم مع كل تلك التهيؤات المكتملة.
تسيطر عليَّ الآن رغبتي في ضم جهازي الهضمي لجهازي التنفسي، وملئهما بالطحالب. الهواءُ الداخل رئتي لا يكفي لحياةٍ كاملة، ولا يغيب لمنعها تماما؛ معدتي تصدق أني شجرة فعلا، لا حاجة لي لغير الصمت.. ومراقبة الفراغ.
أريدُ العودة للعمل، أي عمل، لا لشيءٍ إلا لأجد مبررا لهذا الوجع، أو لهذا الملل؛ الرسم وحده لا يكفي، النوم وحده لا يكفي، القهوةُ/ الدخانُ/ الفراغُ.... الصخب الصخب الصخب!
مرة أخرى أفكر في صبغ شعري بالأزرق، أفكرفقط.. أنا أحب الأسود ومللي السريع يمنعني من تغيير شيء بعد قليل سأملّه أيضًا، أفكر أيضًا في طريقةٍ لزيادة وزني قليلا، أو كثيرا، عشرة كيلوجرامات ربما أقتنع بعدها أني خاضعة لقوانين الجاذبية، فقط أحتاج لأقنع جهازي الهضمي أني لست شجرةً، ولكني أفشل في كل مرة.
أحلامي الآن صحراوية وقاحلة/ لوحتي الأخيرة غارقةٌ في الضبابِ/ رغباتي متضاربةٌ بما يبقيني ثابتة تماما.. كـ جثَّةٍ/ أمي على يقينٍ أن كل مشاكلي لا سبب لها غير عزلتي والقهوة.
أكره عزلتي
أحب القهوة -والدخان
و.. فقط لو أضافت أمي لكوب العصير خمسين حبَّةَ منومٍ، سأسامحها أمامَ الله أن كانت سببا في أني هنا.