Wednesday, June 5, 2013

"Rue de l'inquietude"




الوجودُ كائنٌ قَلِق، نحنُ.. أوهامٌ عالقةٌ في خيالاتِه الصاخِبة.

 ياصديقي البعيدُ، ماذا لو كسَّرنا أقانيم أوهامنا، لو توقفنا عن تأويلاتِنا ليومٍ واحدٍ فقط، لو خاطبنا ناسوت الأشياءِ، وتلمسنا خطانا بحقيقيَّةٍ نستحقها؟
وبعد..
الطرق وعرةٌ يا صديق، لعلَّ الظلال تطول بما يكفِّي حكايةً طفوليَّةً واحدة، حتى المسافات بين الرغبة في الغياب و الفضول لانتهاء الحكاية لم تعد تسع التخيّر، مجبورون نحن على كليهما، غير أن الحكايا لم تعد طفوليَّةً -وربما لم تكن- بل حادتْ، مستغلةً شروخَ أقدامنا، لميثولوجيَّةِ الخيالاتِ والصخب؛ كيفَ تُطوى الطرقُ برسالةٍ واحدة؟ وكيف تذوب الخرائطُ بما يجبر الخطى ويدفىء القلب!؟

نحنُ كائناتٌ قلِقة، الوجودُ.. وهمٌ عالقٌ في خيالاتِنا الصاخبة.

لم تتصوف المفرداتُ وحدها، ولم تزهد الرؤى فيما يقيمها، لكنّ اهتراءَ الجِلدِ، احتكاكا بالفراغِ وحده، كشَّفَ ما ظننَّا تبطينَهُ وتلوينه، ادِّعاءً؛ مصلوبونَ نحنُ على افتراءاتنا، ولم نسلم من خديعةِ الجذبِ، وفيزياء الأجسامِ، فانقلبَ الصليب، وتمَّ الخلاص لما لا نريد..
وبعدُ.. فـ يا صديق، فلنصلِّ باتجاهِ ما لا نملك، لما لا نعرف حقيقةً، ولنكرِّسُ المعنى لتمامِه، وجسد الشيء لنقصاننا.

أبانا الذي في السماوات، ليتقدس اسمك،  ليأت ملكوتك، لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض، حقيقتنا كفافنا أعطنا اليوم، واغفر لنا أوهامنا كما نغفر نحن أيضا احتفاظك بالحقيقة كاملة، وأدخِلنا في التجربة، لكن نجنا من الترابِ، لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد. آمين