تلك الفتاة الصغيرة التى قابلتها في محطة المترو، كانت تجمع تذاكر المترو التالفة -هي لا تعرف ذلك- و "تهديها" لمن كان -علي حد قولها- "شكله طيب" ـ
جلستْ بجواري علي المحطة بينما كنتُ أنتظر وصول صديقتي، لم تنطق بكلمة و لكن قربها الشديد.. عينها الشفيفة جدا.. فستانها الملطخ بالألمِ و الهدوء ، كل ذلك أثار بداخلي رغبةً غريبةً و شديدةً جدا أن أحتضنها.. ما يؤلمني حتي الآن.. أني لم أفعل
ربما خفتُ أن أبكي لو فعلت
كانت تمسك بالكثير من الفلوس الفضية.. أول ما قالت بعد هذا الصمت "صححيلي دول الله يخليكي"" كنتُ أنتظر كلامها جدا، سألتها عن اسمها فقالت "فريال" تزداد رغبتي في احتضانها و لا أعرف لماذا.. تحدثنا طويلا و تمنيتُ أن تتأخر صديقتي أكثر، كان الجميع ينظرون لنا باستغرابٍ لم أفهمه، تجاهلتهم تماما و غرقتُ طويلا في عينيْ فريال الممتلئة حدَّ الفيضِ بما لا تعرفُ هي/ كنتُ أريدُ أيضًا أن ألتقط لها الكثيرَ من الصور.. خفتُ أن تغضب.. خفتُ ألا أتخلص من نظرتها المؤلمةِ المستسلمةِ جدًّا لِـ وَسَخ الوجود
أتت صديقتي/ استغربتْ وجودَ فريال و حديثنا الطويل.. لم أحتضنها/ لم أصورها/ و لم أتخلص أيضًا من نظرتها التي تضاعفُ كرهي للوجود و غرقي فيها / كانت ترغبُ في إعطائي الكثير من تذاكر المترو.. أخذتُ واحدةً.. و رحلت
!