أفكر أن أكتب.. بل.. أريدُ .... ، كيف يعرفُ الآخرونَ ماذا يريدون؟ كيف تقرر في لحظةٍ أنك تريد شيئا ما وليس سواه، أنا لا أعرف.. لا أدركُ الآن غير غربتي، تكبر.. تكبر كشبحٍ يحجب الرؤيةَ عن الحياةِ ذاتها
أعرفُ أن لغتي الآن ركيكةٌ.. ربما كانت دائما كذلك، لا يهم
كيف يتعايش القبيحونَ مع صورِهم؟ هم لا ذنب لهم أن كان هروبهم من العدمِ في صورةٍ لا يحبها الوجود، ألا يكفي خروجهم أصلا، كيفَ أتعايشُ معي.. قبيحةٌ أنا.. قبيحةٌ لأني لا أستطيعَ النظر إليَّ في مرآةٍ وأكره صوري.. وأكره الوجود، قبيحةٌ.. فقط لأني هنا.. فقط لأني موجودةٌ.. وفقط.. لأني غريبة!
كيفَ أكتبُ عنكَ الآن؟ كنت دافئًا بما يليقُ بتيه قلبي، وكنت كبيرًا بما يليقُ بتيهِ خطوتي، وكنتَ طفلا.. بما وضعني في عراكٍ مع غربتي الدائمة، وددتُ لو أشدُّ على يدكَ أكثر لتغفو كطفلٍ يحتضن دميةً، ويدٌ لاحتواءٍ ما، تُحَرِّكُ شعره وتنثر نجمتينِ على رؤاه فيكتمل الوجود له. لو اختلفَ الوقتُ قليلا لفعلتُ ذلك.. مقتولةٌ أنا بغربتي، أنا الظلُّ.. يبحثُ عن ظلٍّ ليفرط عناءَ نهارِهِ فيه.. لو اختلفَ الوقتُ قليلا.. لنسيتُ اشتهائي لأن ألقي بموتٍ ما على كتفِ الغريبِ وأهرب، من يحتوي الآخر؟؟ كلانا.. مثقلٌ بالأمس