Tuesday, May 14, 2013

نبوءةٌ أولى





هذه المساحةُ/ المجازيةُ جدا/ الدافئةُ/ نصفُ المضيئةِ/ المحتويةُ/ الواسعةُ بلا وحشةٍ/ والضيقةُ بلا اختناقٍ/ وحدها تكفي لتمريرِ الغصة المتكاثفة على القلب والصوت، هذا الجمودِ الساكن تفاصيل الوجهِ والذاكرة، هذا الوقتِ غارق في الخذلانِ والكسل.

أمي لا تدعني أنهي أحلامي، بلا سببٍ واضحٍ تقتحم المحاولةَ الوحيدة الناجحة لدرء السخف والوجع، ربما لا تعرف.. ربما لا تعرف!

لو أستطيعُ أن ألقي عن قلبي أوجاعَ الآخرين، لكانت الحياة أقل ألمًا، وأخف خطىً؛ لو احتفظت في جيبي بأكثر من صورةٍ ضبابية لأبي، لكان القلب أكثر قدرةً على الاحتفاظ بشيء لأكثر من خيبتين متتاليتين؛ قلبي مثقوب بالغياب، وأنا أجلس هناك في مقعدي في الصف الثالث الابتدائي بحصة اللغة العربية، والمدرس يحاول تهدئة بكائي المفاجىء وغير المبرر، وحدي عرفت بلا مقدمات أنه قد مات، كانت نبوءتي الأولي، فكرهت ما أرى، النبوءات تضاعف الوجع ثلاث مراتٍ، الرؤية.. انتظارها.. وحدوثها، لستُ نبيَّةً، ولا أريد.. 

ياربُّ.. 
خذ ما كشفت من الرؤى 
وهاتِ طفولتي!