Saturday, May 4, 2013

ككائنٍ وحيد الخلية..



انتظار رسالة طويلةٍ من فراغٍ ما على الجانب الآخر من الحقيقةِ، لا يعني انتظار الحقيقةِ في ذاتها، ربما كان الانتظار شهوةً، ربما كانت الرسالةُ في ذاتِها هي المسافةُ بين سخفِ الانتظارِ وشغفه، ربما كان وقت الانتظار تأويلا أبعد من الحقيقةِ/ الانتظارِ/ الرسالةِ/ الشغف؛ كيف نحاصرُ لعناتِ الاحتمالِ في حينِ تقييدها لنا به؟

على الجانبِ الآخر من الانتظار، تنحتُ أصابعُكَ رؤيا نبيٍّ على وجهِك، المرآة المقابلةُ لك، تكذِّب رغبتك في تغيير وضعية جلوسِك، يخبرك لا وعيك أنه ربما كان أحدهم يراقبك من ثقبٍ ما.. وأن طريقة جلوسِك الآن، شغفَ الانتظارِ وشجنَه على وجهك، مناسبان جدا لمشهدٍ قصيرٍ، مؤلمٍ بما يكفي لجذب العابرينَ، وتصفيقهم.. بصخبٍ كافٍ جدا لنسيان الرؤيا ذاتها، وكسرِ دائرة المشهد كله.. تماما.

الوجهُ الآخر للمشهد.. لماذا لا تكون الحياة بسيطة بما يكفي لئلا نفكر عشر خطواتٍ لارتكاب واحدةٍ فقط؟ أو مثلا.. كيفَ نسامح -تلقائيًّا- العالم ومن ألقانا فيه بلا سبب واضحٍ؟ أو بما يكفي لصديقتي أن تخبر أحدهم أنها تحبه وتكف عن بكائها ليلا خوفا من تداعياتِ الأمر؟ بما يكفي لي.. أن أطمئنها.. دون أن أدرك كذبي فيما أقول؟ بما يكفي لسحابةٍ واحدةٍ أن تتسعَ لرغبتي في الهرب، أو أن تعلمني كيف تعرف طريقها هكذا إلى العدم بفكرةٍ واحدةٍ على عكسِ رؤانا؟ لماذا لا يكون العالم أقل تعقيدًا.. ربما أتمنى لو اتخذت مكاني في مستعمرةِ طحالبٍ، أو كقطةٍ بريَّةٍ أو غيمةٍ خضراء.

على هامشِ الافتراضاتِ، أعلمني الآن أن أتوقف عن الشعور بالأسى، بالخوفِ، أتوقفَ عن وصف العالمِ بالـ "سخيف" ، وأمارسه ببساطةِ كائن وحيد الخلية، أو كشخصية هامشية في فيلم كارتون.. لا يشاهده أحد!