Wednesday, May 22, 2013

درءًا لما لا أعرف..




كيفَ ابتدأ الله الخلق لو لم يكن يعاني من رغبةٍ حادةٍ في البوحِ/ لو لم يكن يعاني من سأمٍ أو وحدةٍ مزمنةٍ/ لو لم يكن في حاجةٍ لمرآةٍ ليرى فيها اكتماله؟
ليكتمل الصباحُ -كأبدٍ علينا أن نجاريه- علينا أن نتناسى الأسئلةَ المطلقة، و -ربما- أن نكتسب بعض اليقينِ الكافي لدرء صفاتٍ لا  تليق بغير ضجرنا الحالي، عما لا نعرف.



عليكم بما عليكم من المسافاتِ، كونوها، تغلفُ خطوكم بالبعدِ/ كونوها تردّ قلوبكم لقساوةِ الغيمِ/ إسفلتِ الغيابِ/ رحيلِهم/ وحنينِكم للذكرياتِ/ كونوها تتمَّةَ تيهكم.. وشتاتِها. 
فقط من يشاهدونَ الحياةَ من بعيدٍ يستطيعون شربَ الخرائط بحرًا بحرًا، وإعادةَ رسمِ المسافاتِ بما يليق بخطوكم وغيابهم، فاسمحوا لأحزانهم بالمرورِ كما يليق.

مثلا..
سأجرب أن أمزج المشي الصباحي بالرسمِ
أرسمُ على الطريقِ كسرًا لأصل أسرع من ضجري.. 
فأسقطُ
أرسمُ على السقوطِ عجزًا.. يردّ الخطوةَ
أرسمُ خطوتي "أبدًا"..  أحاولُ أن أجاريَه فأُهزم،
سأرسمُ على وجهِ الصباحِ هزائمي...
فأبكي
\