Sunday, May 5, 2013

عن "لا تأطير" المادَّة لغيرها




ويقول ابن عربي عن لقائه الأول بابن رشد: عندما دخلت عليه، قام من مكانه إليَّ محبَّةً وإعظاماً، فعانقني وقال لي: نعم! قلت له: نعم! فزاد فرحه بي لفهمي عنه، ثم استشعرتُ بما أفرحه ، فقلت: لا! فانقبض وتغير لونه وشك فيما عنده. وقال لي: كيف وجدتم الأمرَ فى الكشف والفيض الإلهي، هل هو ما أعطاه لنا النظر؟ قلت: نعم ولا، وبين نعم ولا تطيرُ الأرواحُ من موادِّها والأعناق من أجسادها! فاصفرَّ لونُه.

عينا فاجنر تشبه شارب دالي في دقيقةٍ من إحدى معزوفاتِ الأول، سأرسمُ لي لوحةً أستعير فيها شارب دالي.. فقط كتجربةٍ على اللقاءاتِ الافتراضية، فاجنر، دالي.. وأنا؛ في المسافة بين الوصول والرغبة فيه تكمن العلاقاتُ والتأويلاتُ، وتنكشف الحجب؛ في الارتفاع عن النظر بالرؤية، عن البصر بالبصيرةِ، و عن الخطوةِ بفكرتها.

أين كان اللقاء الأول؟ السؤال؟ تتمة الحوار بينهما؟ فلما قال ابن عربي: لا بد من أمكنة للراحة فالمكان رحمة حيث كان، لأن فيه استقرار الأجسام من تعب الانتقال، كأنه ينفي ربط المكان بالحدث، الوصول/ المشاهدة/ العرفان/ لا تحدها المداراتُ وربما لا تدركها أيضًا.