Wednesday, May 29, 2013

جدوى.. ربما لا




عن وجعي.. أعرفُ كيفَ أمسحُ على رأسِه فيتركُ لي مساحةَ خطوةٍ لأنفجر.. وشربةَ ماءٍ لأكتم صراخي الذي لا أجيده،
عن وجعِ العالمِ.. كيف أسامحه؟ أو.. لماذا أُمعِنَ في أداء دور الآخر، فقط، حينما يصيبه وجعٌ ما؟
السيدة التي جلست بجواري في المترو وبكت فجأةً، أثارت هوايتي في سب العالم، وعجزي -وعجزها- عن فعل أي شيء.

الغياب المتكرر/ الفقد المتكرر/ الوجع الدائم/ الفجوات المتسعة برتابةٍ وصبر، كلهم يجيدون تفادي لسعاتِ الوقتِ فيبقون أطول، كلهم يجيدون التحوّر بما يلائم طبيعة المناخ والموسيقا، الموسيقا وأنا نحاولُ، بجدوى منهكةٍ، هزيمتهم، والخسارةُ.. ممعنةٌ في الحضورِ كرغبةٍ في اللا شيء.

رغبةٌ في اللا شيء، تقابلها رغبةٌ في تغيير وضعية جلوسي التي ربما لم أغيرها ليومٍ كاملٍ/ رغبةٌ في التدخينِ يقابلها رفضٌ طفوليٌّ لسوءِ طعم الدخانِ/ رغبةٌ في الانتحارِ يقابلها الشعور باللا جدوى؛ كل ذلكَ لا يعبأ بأني لا أؤمن بالأضدادِ أصلا، فكيف لو فعلت!؟
في المسافاتِ بينهم، أعلق نظري على فراغٍ ما، أذني بموسيقا لا أعرفها، وأقلب.. -لا واعيةً- في لوحاتِ كارافاجيو، كتزجيةٍ لانتظارِ اللا شيء، أو مجاراةً لحركةِ الوقتِ الرتيبةِ.